الجريدة اليومية الأولى في البحرين


الرياضة

لاعب يبتسم لإضاعة الإرسال ومدرب تحترق أعصابه
يوسف خليفة: الإرسال واحد من مفاتيح الفوز وأغلب إرسالاتنا سلبية

تاريخ النشر : الأربعاء ١ فبراير ٢٠١٢



الإرسال في لعبة الكرة الطائرة الحديثة لم يعد من الشكليات وكماليات اللعبة، بل أصبح سلاحا فتّاكا تلجأ إليه الفرق التي تعي قيمة هذا السلاح، وكان الإرسال الهجومي الصاروخي الذي قاربت سرعته (120 كلم في الساعة) في مقدمة الأسلحة التي لجأ إليها المنتخب الروسي للفوز ببطولة كأس العالم 2011 التي أقيمت في اليابان ولولاه ما تفوّق الروس على المنتخب البرازيلي وحدوا من سرعة ألعابه الجنونية.
إرسال ضائع ومدرب يحترق
إنّ المتتبّع والمدقّق لمسابقاتنا المحلية في الكرة الطائرة يلاحظ أنّ أعصاب مدربينا تحترق والسبب يعود لأغلب اللاعبين الذين يهدرون الإرسال بشكل أو بآخر وخاصة في الأوقات الحرجة، وعدم الاعتناء به وإعطائه المزيد من الأهمية رغم أنّ أغلب هؤلاء اللاعبين ينفذون إرسالا سهلا ويتجملون من الناحية الشكلية عندما يظهرون للمشاهد أنهم ينفذون الإرسال الهجومي إلا أنّ هذا الإرسال في الواقع ليس (هجوميا ولا هم يحزنون) وإن كان أصحابه يتجمّلون بدليل أنّ المستقبل في الفريق المقابل لا يجد صعوبة تذكر في إيصال الكرة للمكان الذي يتمركز في صانع ألعاب الفريق، ولاعبو النصر في مباراتهم الأخيرة أمام النجمة أضاعوا (8 إرسالات في الشوط الأول وحده) ناهيك عن بقية الأخطاء التي لا تعنينا في هذا المقام، ولو كان الإرسال المهدر صعبا لوجد المدربون للاعبيهم العذر إلا أنّ الطامة الكبرى أنه إرسال سهل (توصيل) ومع ذلك يجد طريقه لخارج الملعب أو في الشبكة، وتكون الطامة أكبر عندما يهدر الإرسال في توقيت حرج وحسّاس.
ومن المفارقات الغريبة التي نشهدها في ملاعبنا أن تجد المدرب جراء الإرسال المهدر تحترق أعصابه، ويأخذ في ضرب أخماس في أسداس تجد اللاعب يبدي ابتسامة عريضة تنمّ عن عدم مبالاة وإحساس بالمسئولية، ولكن علينا قبل أن نوجّه اللوم والعتاب والنقد للاعب الذي لا نبرّئه طبعا أن نسأل: هل يأخذ اللاعب حظه من التدريب على تنفيذ مهارة الإرسال؟ وهل هناك حصص إضافية يعطيها المدرب للاعبيه لتنمية هذه المهارة؟ وهل اللاعبون أنفسهم يبادرون من تلقاء أنفسهم في صقل مهارة الإرسال لديهم من خلال أوقات إضافية يحرصون على توفيرها؟ وهل اختيار نوعية الإرسال جاء باختيار من اللاعب أو طلب من المدرب؟ كلها أسئلة تستحق معرفة جوابها ضمن هذا السياق.
الإرسال المؤثّر
يرى الكابتن يوسف خليفة المدرب المساعد لمنتخبنا الوطني في الإرسال بأنه واحد من مفاتيح الفوز، وسلاح ذو حدّين فإما أن يجازف به منفذه بحيث يحقق نقطة مباشرة، أو تكتيكي مؤثّر وهذا الأخير له أهداف مختلفة ربما يوجّه للاعب بعينه ضعيف الاستقبال أو لمشاغلته والحد من تحركاته، أو مركز معيّن،والإرسال المؤثر حسب قوله قد يكون هجوميا أو فلوتر(مموّجا) كأن يكون هناك لاعبا قويا على سبيل المثال في مركز(3) فبالإرسال هنا يمكن زعزعة الاستقبال والحد من قوّة لاعب مركز(3)، لافتا إلى أنّ الإرسال الإيجابي هو الذي يترك أثره على القوة الهجومية للفريق المقابل، في الوقت الذي يساعد فيه الإرسال السلبي الفريق المقابل على تطبيق خطته بكل سهولة ويسر.
الإرسال المحلي سلبي
وقال خليفة بأنّ أغلب لاعبينا في المسابقات المحلية تتميّز إرسالاتهم بالسلبية والضعف ومن المفترض فيها أن تتحوّل إلى إيجابية ومؤثرة إذا ما نظرنا إلى الإرسال على أنه أحد مفاتيح الفوز، والإرسال المؤثر هو الذي يفرض على المستقبل التحرك، لافتا إلى أنه ينبغي أن يكون هناك اتفاق بين اللاعب والمدرب على تنفيذ نوعية الإرسال الهجومي أو الفلوتر من خلال معاينة ومتابعة المدرب للاعب في التدريب ومن ثمّ يحدّد له نوعية الإرسال الذي يرى أنه يمكنه أن يتميّز فيه أما ترك الحبل على الغارب هكذا وحسب مزاجية اللاعب فلن يكون الأمر في صالح اللاعب والفريق.
الإرسال الهجومي أكثر
ويرى خليفة أنّ الإرسال بنوعيه الفلوتر والهجومي شائعان وفي البطولة الأخيرة للمنتخبات التي أقيمت في اليابان لجأ الروس للإرسال الهجومي مشيرا إلى أنّ الكرة في شكلها الجديد وحسب النقاش الدائرة أنّ الإرسال الفلوتر معها بيكون أكثر تأثيرا ولذلك تلجأ إليه الفرق، وهناك فرق توزع منفذي إرسالها بحيث ثلاثة ينفذون الإرسال الهجومي والثلاثة الباقون يلجئون إلى الإرسال الفلوتر بيد أنّ الفرق ذات المستويات العالية نسبة تنفيذ الإرسال الهجومي أعلى عندها على حدّ قوله، وأشار خليفة في جانب متصل إلى أنّ هناك متغيرات في المباراة تجعل المدرب يطلب من لاعبيه تغيير نوع الإرسال عن الذي اتفق عليه قبل المباراة لظروف خاصة بالمتغيرات التي طرأت على المباراة نفسها.
متوسط الشبكة والإرسال
ويرى المدرب المساعد لمنتخبنا من خلال ملاحظاته الشخصية وليست وليدة دراسة أو إحصائية بأنّ لاعبي متوسط الشبكة (مركز3) على مستوى العالم يتميزون بأخطاء على مستوى الإرسال وضعفه رغم أنّ لعبة الكرة الطائرة هي من يقلل أخطاءه، وعندما تكون الأخطاء كثيرة وبسيطة فهذه مشكلة كبيرة وينبغي التوقف عندها ومن ضمنها إضاعة الإرسال.
الحكم ينبغي
أن يكون حاضرا
استبعد الحكم الدولي جعفر إبراهيم أن يترك نوع الإرسال تأثيرا على الحكم مشيرا إلى أنّ الأخير يتطلب منه دائما أن يكون حاضرا الذهن لكل لعبة سوى كان الإرسال أو غيره لأنه منتظر منه أن يتخذ قرارا، ولكن يبقى الإرسال الهجومي السريع يشدّ انتباه الحكم من لحظة قذف اللاعب للكرة عالية حتى تصويبها وهذا النوع مقارنة بالإرسال العادي الفلوتر يأخذ الحكم إلى زيادة التركيز والدقة أكثر.
ويرى الدولي جعفر من خلال تواجده في البطولات العالمية أنّ النوعين من الإرسال (الهجومي والفلوتر) شائعا الاستخدام ويبقى الإرسال الهجومي الأكثر استخداما بينما يبقى الإرسال الآخر تكتيكيا وموجها لافتا إلى أنّ الإرسال الهجومي رغم أنّ مراقب الخط رأيه استشاري ولكن في ظل الإرسال الهجومي ينبغي أن يعتمد عليه الحكم بنسبة 80% لأنه ربما هناك جزء من الكرة لامس الخط والحكم لسرعة الكرة لم يرها، وهذا ما حصل لي- والكلمة للدولي جعفر- أثناء إدارتي للقاء المنتخبين الروسي والياباني ضمن الدوري العالمي 2009 باليابان فلولا يقظة مراقبي الخط اليابانيين لكانت هناك صعوبة كبيرة في ملاحقة الإرسال الهجومي الذي كان ينفّذه اللاعبون الروس نظرا لسرعته، وقال الدولي جعفر أنّ لاعبينا المحليين يغلب عليهم تنفيذ الإرسال التكتيكي أكثر من الهجومي وقليلون الذين يطبقون الإرسال الأخير بنجاح أمثال فاضل عباس وعماد سلمان (المحرق) وعبد الله سعيد(الرفاع الشرقي).