الجريدة اليومية الأولى في البحرين


أخبار دولية


رجال قبليون يحرقون ديوانية مترشح يتهمونه بالإساءة إلى قبيلتهم في الكويت

تاريخ النشر : الأربعاء ١ فبراير ٢٠١٢



الكويت - الوكالات: اقدم مئات الكويتيين القبليين الغاضبين ليل الاثنين على احراق المقر الانتخابي لمترشح للانتخابات التشريعية على خلفية تصريحات له اعتبرت مسيئة جدا لقبيلتهم، حسبما افاد شهود عيان أمس الثلاثاء.
ولم يصب احد بجروح في هذا الهجوم الاول من نوعه خلال الحملة الانتخابية استعدادا للاقتراع يوم الخميس.
وقد ادان الديوان الاميري هذه الاحداث و«المس بالقبائل» على حد سواء، وقال انها تعد «خروجا سافرا عن اخلاقيات الشعب الكويتي» داعيا في نفس الوقت إلى نبذ الروح الطائفية والقبلية والفئوية. كما أكد الديوان اتخاذ الاجراءات اللازمة لمعاقبة «المحرضين» و«المساهمين» في هذا الهجوم.
وتم احراق الخيمة (الديوانية) بعد انهاء المترشح محمد الجويهل كلمة القاها امام مناصريه وبعد مغادرة المناصرين المكان.
وذكرت وسائل اعلام محلية ان الجويهل استخدم تعابير مسيئة لانتقاد مترشح آخر من قبيلة المطيري وللقبيلة نفسها، وهي ثاني اكبر قبيلة في الكويت وينتمي اليها مائة الف شخص. واقدم المئات من ابناء قبيلة المطيري على احراق الخيمة امام اعين شرطة مكافحة الشغب التي لم تتدخل بحسب الشهود.
وانتقد الجويهل خلال حملته بشكل متكرر ابناء القبائل الذين يشكلون حوالى 55% من المواطنين الكويتيين، واتهم قسما منهم بأنهم ليسوا «كويتيين حقيقيين» اذ قال انهم يحملون جنسيتين، الامر الممنوع في القانون الكويتي.
ورفع لافتة كبيرة على مقره الانتخابي كتب عليها «الكويت للكويتيين» واعتبر ان بعض حاملي الجنسية الكويتية ليسوا كويتيين ويجب ان تخضعهم الحكومة لفحص الحمض النووي (دي ان ايه). وسبق للجويهل ان اعلن مواقف مشابهة قبل سنتين خلال برنامج تلفزيوني ما ادى إلى احتجاجات قبلية.
واكدت وكالة الانباء الكويتية ان الديوان الاميري «تابع الديوان الاحداث المؤسفة... التي تعتبر بحق خروجا سافرا عن اخلاقيات الشعب الكويتي ولا تمت بصلة إلى عادتنا وتقاليدنا». واعتبر ان هذه الاحداث «مؤلمة تنخر في جسد الأمة وتدق اسفينا في نسيج الشعب الواحد إلى جانب ما تمثله تلك الممارسات من خروج على القانون».
ودعا الديوان الاميري إلى «الابتعاد عن كل ما يعكر صفو الأجواء الديمقراطية التي نعيشها» وإلى «رص الصفوف وتوحيد الكلمة والالتزام بأحكام القانون دائما ونبذ كل ما يؤدي إلى تغذية روح الطائفية والقبلية والفئوية وضرب الوحدة الوطنية ومن يمس القبائل كأنما مس الكويت كلها». واكدت الوكالة ان «التعليمات اللازمة صدرت لاتخاذ الاجراءات القانونية الكفيلة بمحاسبة كل من أسهم أو حرض على افتعال تلك الأحداث المؤسفة».
وتبدو المعارضة الكويتية التي يقودها الاسلاميون السنة متجهة لتحقيق فوز كبير في الانتخابات التشريعية اليوم بعد حملة خاضتها تحت شعاري الاصلاح ومحاربة الفساد مشددة على الطابع الـ«تاريخي» للاستحقاق في سبيل تحديد مستقبل الكويت.
الا ان نتيجة الانتخابات، وهي الرابعة في اقل من ست سنوات، لن تؤدي على الارجح بحسب المراقبين إلى انهاء التأزم السياسي الذي يشل هذا البلد الغني وثالث اكبر منتج في منظمة الدول المصدرة للنفط (اوبك).
وقال المحلل السياسي الكويتي المعروف سعد بن طفلة ان «جميع المؤشرات تدل ان المعارضة ستسيطر على البرلمان المقبل وستدفع مباشرة نحو الاصلاحات الدستورية».
الا ان بن طفلة الذي شغل في السابق منصب وزير الاعلام اضاف «لست متفائلا بأن الانتخابات ستؤدي إلى استقرار سياسي ما لم يتم اعتماد اصلاحات ديمقراطية جذرية».
والمعارضة الكويتية هي في الواقع مظلة لتحالف واسع وغير وثيق بين اسلاميين وليبراليين وقوميين ومستقلين، ويمكن ان يتفق او يختلف اعضاؤها بحسب المواضيع المطروحة.
وقال الناشط والمحلل السياسي انور الرشيد «ان انتخابات الخميس لن تؤدي إلى الاستقرار لان اعداء الديمقراطية لن يقفوا مكتوفي الايدي بعد هزيمتهم». واضاف الرشيد، وهو الامين العام لمنتدى المجتمع المدني الخليجي ان «خطتهم تقضي باقناع الكويتيين بأن الديمقراطية مضرة وبأن البرلمان هو من يعرقل مشاريع التنمية».