أخبار دولية
الجامعة العربية تدعو الامم المتحدة إلى وقف «آلة القتل» في سوريا
تاريخ النشر : الأربعاء ١ فبراير ٢٠١٢
موسكو - الوكالات: دعا رئيس وزراء قطر وزير الخارجية الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني باسم الجامعة العربية مجلس الأمن الدولي أمس الثلاثاء إلى اتخاذ خطوات لوقف «آلة القتل» في سوريا.
واتهم الشيخ حمد الذي تحدث في مستهل جلسة لمجلس الأمن مخصصة لمناقشة الأزمة السورية وحضرها وزراء خارجية عدة دول، نظام الرئيس السوري بشار الأسد بـ «قتل شعبه».
وقال إن «جهودنا ومبادراتنا ذهبت أدراج الرياح» اذ لم تبذل الحكومة السورية أي جهد للتعاون مع جهودنا «ولم يكن لديها حل سوى قتل شعبها». واضاف «آلة القتل لا تزال تعمل والعنف يستشري في كل مكان». واعلن بن جاسم «لا نهدف إلى تغيير النظام لأن هذا شأن يعود إلى الشعب السوري»، كما أكد أن الجامعة العربية لا تطلب من مجلس الأمن تدخلا عسكريا بل بضغوط اقتصادية لحمل النظام على فهم الرسالة الموجهة إليه.
ودعا رئيس الوزراء القطري الامم المتحدة إلى اعتماد مشروع القرار الذي تقدمت به المغرب ويدعو إلى تسليم الرئيس السوري مهامه إلى نائبه لإنهاء العنف والبدء بمفاوضات لإيجاد حل للأزمة، معتبرا ان عدم قيام مجلس الأمن بذلك سيوجه «رسالة خاطئة» إلى النظام السوري تشجعه على الاستمرار بـ «آلة القتل». وحذر من ان الوضع في سوريا يمثل تهديدا للمنطقة برمتها.
وكانت روسيا، العضو الدائم في مجلس الأمن وحليفة سوريا، أعلنت معارضتها لمشروع القرار هذا.
واعتبرت روسيا ان اعتماد مشروع القرار في الامم المتحدة حول سوريا الذي عرضه الغربيون ودول عربية يمكن ان يؤدي الى حرب اهلية في البلاد.
وقال نائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف على حسابه على تويتر ان «مشروع القرار الغربي في مجلس الامن الدولي لا يصب في اتجاه تسوية. ان فرضه سيمهد الطريق امام حرب اهلية».
وهذا النص المدعوم خصوصا من فرنسا والولايات المتحدة وعدة دول عربية ينص على وقف العنف ونقل الرئيس السوري بشار الاسد السلطات الى نائب له قبل بدء مفاوضات مع المعارضة وتشكيل حكومة وحدة. لكن روسيا اكدت مجددا معارضتها لهذا النص واعتبرته «غير مقبول» ودعت الى مفاوضات غير رسمية بين النظام والمعارضة.
وقد اعلن غاتيلوف يوم الاثنين ان «روسيا والصين صوتتا ضد مشروع القرار الذي عرضه زملاؤنا الغربيون في اكتوبر والذي تضمن خطة غير مقبولة للتسوية. ومشروع القرار الغربي الحالي ليس بعيدا عن نسخة أكتوبر وبالتاكيد لا يمكننا دعمه».
في غضون ذلك اعلن قائد «الجيش السوري الحر» العقيد رياض الاسعد ان «خمسين في المئة من الاراضي السورية لم تعد تحت سيطرة» نظام الرئيس بشار الاسد، واصفا العمليات التي يقوم بها الجيش الحر بأنها «حرب عصابات» تعتمد على توجيه ضربات الى قوات النظام والانسحاب.
وقال الاسعد في اتصال هاتفي من تركيا ان «خمسين في المائة من الاراضي السورية لم تعد تحت سيطرة النظام، من دون ان يعني ذلك وجود امكانية للجيش الحر بالسيطرة الكاملة على اي منطقة». واضاف ان «العمليات التي يقوم بها الجيش الحر في سوريا بمثابة حرب عصابات تقوم على توجيه ضربات سريعة الى المواقع الاسدية ثم الانسحاب التكتيكي الى مناطق آمنة». واوضح ان الجيش الحر «لا يمكنه السيطرة بشكل كامل على اي منطقة، خوفا من حصول تدمير كبير في حال رد النظام باسلحته الثقيلة وبالتالي إلحاق مزيد من الضرر بالمدنيين».
وتحدث عن «عمليات نوعية يومية» للجيش الحر تستهدف خصوصا «حواجز لقوات النظام يتم الاستيلاء عليها وتدمير عربات فيها قبل الانسحاب». وذكر ان عمليتين من هذا النوع نفذتا امس في جسر الشغور ومعرة النعمان في محافظة ادلب، موضحا ان «جنودا منشقين من خارج الحواجز ينفذون هذه العمليات، واحيانا بالتنسيق مع عناصر الحاجز».
ووزعت لجان التنسيق المحلية يوم الاثنين شريط فيديو لا يمكن التأكد من صحته لدبابة تندلع فيها النار بعد انفجارها، مؤكدة ان الجيش الحر قام بتفجيرها. وقال الاسعد ردا على سؤال ان قوات النظام «شددت منذ اسبوع حملتها على ثلاث مناطق في سوريا هي ريف دمشق وحمص وادلب، اقتناعا منها بأن اخماد الثورة في هذه المناطق يعني انتهاء الثورة بشكل عام. وهناك هجمة شرسة جدا مستمرة على هذه المناطق». واعتبر ان «الروح المعنوية للجيش الاسدي هي تحت الصفر، وهو بدأ يفقد اعصابه في موازاة فقدان سيطرته على الارض، فيعمد الى الهجوم على المدنيين من دون ان يفرق بين رجل وامرأة وطفل ويقصف المنازل عشوائيا».
واشار الاسعد الى ان العمليات العسكرية توقع خسائر في صفوف الجيش الحر، الا انه اكد ان «الشعب صامد والجيش السوري الحر صامد والثورة مستمرة والنظام سيسقط ان شاء الله قريبا».
وقتل منذ اسبوع ما لا يقل عن 400 شخص في اعمال العنف في سوريا معظمهم مدنيون وبينهم عسكريون ومنشقون، في وقت يثير تصعيد المواجهات المسلحة مخاوف من سقوط البلاد في اتون حرب اهلية. وقال العقيد الاسعد ان «النظام يجيش لحرب طائفية ويلعب على هذا الوتر، لكننا لن ننجر الى هذه الاكاذيب». وتمكنت القوات الحكومية من صد المسلحين الذين سيطروا على ضواحي دمشق بعد ثلاثة ايام من المعارك.
ودعت المعارضة السورية الى يوم حداد وغضب امس الثلاثاء في سوريا.وقال المجلس الوطني السوري انه قرر بالتنسيق مع قوى «الحراك الثوري» اعلان يوم الثلاثاء «يوم حداد وغضب عام على ضحايا المجازر الوحشية لنظام الطغمة الأسدية».