بعد سنة كاملة.. استيقظت السيّدة المدلّلة!!
تاريخ النشر : الأربعاء ١ فبراير ٢٠١٢
إبراهيم الشيخ
بعد سنة كاملة، تنبّهت الوفاق إلى أنّ «الحوار» هو المخرج لما حدث ويحدث في الوطن من نكبات!
سنة كاملة، تسببت تفاصيلها المؤلمة في تمزيق الوطن وفرزه، وفي سقوط من سقط من شهداء وضحايا، بسبب تعنّت الوفاق ورفضها لمبادرات وحلول كانت ستجنّب الوطن أيّاما سوداء من تاريخه بأقلّ الخسائر، لكنّه الغرور والكبر الذي قادهم إلى الفشل، وهاهم اليوم يعودون ليتسوّلوا الحوار، لأنّهم فشلوا، والفاشل يتعلّق بقشّة!
يستغرب المرء من تعاطي الدولة مع تلك القضيّة، فالحوار له أصول ومبادئ لا يمكن تغييبها عبر تقديم أي تنازلات غير مفهومة!
لا يمكن القبول بالدخول في صفقة «حوار جديد» فقط لضمان إنجاح مشروع الفورملا! قلناها في السابق كما قالها الجميع، لا يمكن أن تتحاور أطراف الوطن إلاّ وفق مبادئ أساسية تقوم على احترام الآخر وقبول التعايش السلمي معه، وهو ما لا تريد الوفاق الاعتراف به.
أطراف ثلاثة تتوزّع على الطاولة، طرف أسقط هيبة الدولة وهيبة رجال الأمن، وكاد أن يضيّع الوطن بسبب سياسات غير محسوبة، وطرف آخر نادى كبيرهم بسحق الآخر، وما زال ذلك الطرف يكابر ويسير بنشوة المنتصر على دماء وأشلاء وكرامة طائفة بأكملها، وطرف آخر قلبه محترق على الوطن، لم يعتدِ ولم يُسِئْ ولم يحتل ولم يدهس ولم يقتل، ويريد الأمن والأمان وتطبيق النظام، فقط لا غير. كيف لتلك الأطراف أن تلتقي في حوار ناجح؟!
الوفاق تذكّرني بالفتاة المغرورة التي تظنّ أنّ الجميع ينظر إليها وينتظرها وهي «تتبختر»، تتمنّع و«تتدلّع» و«تتغنّج»، وهي من أبشع الوجوه التي عرفتها المرايا!
هي لم تحترم الأرواح التي أُزهقت، ولم تحترم أنوثة المرأة ولا حرمة الميت ولا براءة الأطفال ولا كرامة الشيوخ والعجائز، وهي ماضية تتاجر بالجميع في سبيل الحصول على المكاسب السياسية، ولو سالت في سبيل ذلك الدماء وسقطت الأرواح!
ثانيا، من قال لكم إنّ أي حوار قادم ستنخرط فيه السيدة الوفاقية المدلّلة سينهي حالة العنف وحالة الفلتان الأمني؟!
الوفاق أصلاً ركبت موجة العنف لتحقيق مآربها، غذّته فلما اشتدّ ساعده أصبح خارجاً عن إرادتها، وهو ما تعترف به الوفاق نفسها!
إذا دخلت الوفاق في الحوار وتعهّدت بوقف الفلتان الأمني، فاعلموا أنّها هي المتورّط الرئيسي في الأحداث، أمّا إذا قالت غير ذلك فهو دليل على أنّها كانت تستغلّ فلتان الشارع لتحقيق ما تريد، هي متورّطة في كل الأحوال، مع أنني متيقّن أنّ أطرافا كثيرة انتهجت العنف على الطريقة اللبنانية والعراقية، ستلعنها لأنّها كالعادة تسلّقت على «جراحه وقتلاه» للوصول إلى ما تريد.
لنا أن نستبين، ما فائدة «حوار التوافق الوطني» الذي انقضى إذن؟! وهل أصبح الوطن هيّناً لدرجة أنّ فئة منحرفة سياسياً باتت تتلاعب بمصير شعب كامل بسنّته وشيعته؟!
برودكاست: الناس باتت تتساءل، تقرير «بسيوني» أوصى بإعادة بناء خمسة مساجد، والوضع يقول إنّ هناك فوضى في ذلك الجانب شبيهة بما كان يحدث من قبل، فهل ستنام الدولة عشر سنوات أخرى، حتى تعلم أنّ هناك تجاوزا صارخا للقوانين؟!
آخر الكلام: في «مصارحة» الأمس تحدثنا عن تفاصيل المشهد الكويتي وارتباطه بالمشهد البحريني، لكنّنا أغفلنا دور غالبية الشعب الكويتي في مناصرة البحرين في تلك المحنة.
لا يمكن استذكارهم جميعا، لكنّنا نقول لهم بكل افتخار: «رايتكم بيضة يا عيال جابر.. وبيّض الله وجوهكم».