أخبار دولية
تصاعد العمليات العسكرية في سوريا.. ولا تصويت في مجلس الأمن
تاريخ النشر : الخميس ٢ فبراير ٢٠١٢
كثفت السلطات السورية حملاتها العسكرية للحد من الحركة الاحتجاجية المناهضة للنظام السوري ما أسفر عن مقتل 59 شخصا، من بينهم طفلة وسيدة.
فيما تصطدم القوى الغربية والجامعة العربية بتصلب موقف روسيا والصين إزاء تبني قرار في مجلس الأمن يتبنى الخطة العربية لوقف أعمال العنف في سوريا.
وأفاد مصدر حقوقي بمقتل 59 شخصا في سوريا أمس الأربعاء بينهم 15 عسكريا وستة منشقين خلال اشتباكات بين الجيش ومجموعات منشقة عنه، كما قتل 38 مدنيا اغلبهم في ريف دمشق خلال العمليات التي تشنها القوات السورية.
وذكر المرصد السوري لحقوق الانسان ان عدد الذين قتلوا خلال العمليات العسكرية في وادي بردى (ريف دمشق) ارتفع امس إلى 21 شخصا، من بينهم سيدة. وكان المرصد افاد في وقت سابق الاربعاء عن اشتباكات دارت بين القوات النظامية ومجموعات منشقة في وادي بردى قتل فيها ستة من المنشقين. واشار إلى انه «اثر الاشتباكات انشق نحو 30 عسكريا مع مدرعة». واضاف البيان ان «الرشاشات الثقيلة تستخدم في قصف عين الفيجة ودير قانون» في المنطقة نفسها.
كما «استشهد شاب في بلدة معظمية الشام برصاص قوات الامن التي اقتحمت البلدة واستشهدت طفلة في بلدة عربين اثر اطلاق نار من قبل القوات السورية واستشهد آخر في بلدة عين ترما خلال مداهمات» في ريف دمشق، بحسب المرصد.
وفي حمص ذكر المرصد «مقتل ما لا يقل عن 15 من القوات النظامية السورية خلال اشتباكات جرت بين الجيش ومجموعة منشقة عنه». وأضاف أن «ثمانية مواطنين على الاقل قتلوا خلال اطلاق رصاص من القوات السورية في عدة احياء بمدينة حمص».
وفي ريف درعا، مهد الحركة الاحتجاجية اوضح المرصد ان خمسة قتلوا خلال العمليات العسكرية في قرية الغارية الشرقية. وأضاف أن قوات عسكرية امنية مشتركة تضم عشرات الآليات اقتحمت عدة مدن في ريف درعا بينها نوى والمسيفرة وداعل.
وأضاف أن «بلدة خربة غزالة شهدت اكبر عملية من نوعها منذ انطلاق الثورة حيث ترافق الاقتحام مع اطلاق رصاص كثيف وبدات القوات حملة مداهمات اعتقلت خلالها نحو 100 شخص كما احرقت عشرات الدراجات النارية». وفي ريف ادلب اضاف المرصد «ان مواطنا استشهد اثر اصابته برصاص قناصة في ساحة هنانو بعد منتصف ليل الثلاثاء الاربعاء». واشار إلى ان «20 عسكريا انشقوا في بلدة الرامي».
وفي منطقة ريف ادلب ايضا، «فجرت مجموعة منشقة عبوة ناسفة بشاحنة عسكرية من نوع زيل في بلدة ابلين تبعها اطلاق رصاص كثيف من قبل القوات السورية»، بحسب المرصد. ولفت المرصد إلى عدم ورود «معلومات عن عدد قتلى الانفجار».
من جهتها، افادت وكالة الانباء الرسمية (سانا) ان «مجموعة إرهابية مسلحة اقدمت صباح أمس (الاربعاء) على مهاجمة سيارة تنقل التموين لإحدى الوحدات العسكرية بريف درعا وتصدت لها العناصر المرافقة للسيارة والجهات المختصة وأسفر الاشتباك عن مقتل 11 إرهابيا وجرح آخرين واستشهاد عسكري وجرح اثنين اخرين». وفي ريف دمشق، اضافت الوكالة ان «الجهات المختصة ألقت القبض على مجموعة إرهابية مسلحة في عربين وعثرت على مصنع في سقبا اتخذته المجموعات الإرهابية المسلحة لإعداد المتفجرات».
وكثفت القوات السورية عملياتها في الايام الاخيرة مستفيدة من الدعم الروسي واستمرار الانقسامات في مجلس الامن الدولي بشأن قرار ضد النظام الروسي.
ويأتي ذلك غداة دعوة الجامعة العربية الامم المتحدة إلى الخروج عن صمتها لوقف «آلة القتل» للنظام السوري، الا ان دمشق وحليفها الروسي لا يبدوان مستعدين للخضوع لضغوط الدول الغربية في مجلس الامن.
ورفض المندوب الروسي في الامم المتحدة فيتالي تشوركين مشروع قرار في مجلس الامن يطالب الرئيس السوري بالتنحي معتبرا انه ليس على الامم المتحدة التدخل في نزاع «داخلي». وقال في تصريح آخر ان روسيا ستستخدم الفيتو ضد اي مشروع قرار حول سوريا تعتبره «غير مقبول»، كما افادت وكالات الانباء الروسية. واضاف تشوركين «اذا كان النص غير مقبول، فسنصوت ضده».
ونقلت وكالة انترفاكس عن نائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف قوله الاربعاء «نبذل حاليا جهودا للتوصل إلى نص مقبول من الجميع يسهم في ايجاد تسوية سياسية في سوريا. لذلك لن يكون هناك اي تصويت في الايام القادمة». واضاف «يواصل الخبراء مناقشة مشروعي القرار: الروسي والمغربي». وأوضح غاتيلوف «المشروع المغربي ليس مقبولا بالنسبة إلينا، لأنه ما زال يتضمن بنودا تنص على توقيع عقوبات على سوريا واخرى يمكن تفسيرها على انها تجيز اللجوء إلى القوة».
من جهته اعتبر وزير الخارجية الفرنسي الان جوبيه الأربعاء انه لاحظ أن موقف روسيا «كان اقل سلبية» خلال الاجتماع الذي عقد الثلاثاء في مجلس الامن الدولي حول سوريا وقدر عدد قتلى اعمال القمع بستة آلاف منذ اندلاع الأزمة في سوريا.
وقال جوبيه امام النواب الفرنسيين «للمرة الاولى موقف روسيا ومجموعة بريكس (الصين والهند وجنوب إفريقيا خصوصا) كان اقل سلبية» ملمحا إلى وجود امل في تبني مشروع قرار يدعم خطة الجامعة العربية للخروج من الأزمة.
كما دعا رئيس الجمعية البرلمانية في مجلس اوروبا جان كلود مينيون الاربعاء في ستراسبورغ روسيا إلى «الاخذ في الاعتبار التقدم الذي لوحظ» في الامم المتحدة والتصويت على مشروع قرار قدمته الجامعة العربية بشأن سوريا. ووجه مينيون «نداء ملحا إلى اعضاء مجلس الامن الدولي لاتخاذ الاجراءات الضرورية لوضع حد للقمع». وبعد عشرة اشهر من اعمال العنف في سوريا أسفرت بحسب الامم المتحدة عن مقتل اكثر من 5400 شخص تتزايد الضغوط على روسيا كي تظهر المزيد من الحزم حيال الرئيس السوري بشار الأسد ونظامه.