أخبار دولية
بلير يقترح على الإسرائيليين رزمة إجراءات ثقة تجاه الفلسطينيين
تاريخ النشر : الخميس ٢ فبراير ٢٠١٢
أفاد مصدر مقرب من المحادثات بين الفلسطينيين والإسرائيليين أمس الأربعاء ان موفد اللجنة الرباعية لعملية السلام في الشرق الاوسط توني بلير اقترح رزمة إجراءات ثقة على اسرائيل للقيام بها تجاه الفلسطينيين، على أمل تسهيل العودة إلى طاولة المفاوضات بين الطرفين. بينما دعا امين عام الامم المتحدة بان كي مون اسرائيل إلى المساهمة في «إنشاء ديناميكية إيجابية» مع الفلسطينيين لإتاحة استمرار العلاقات بين الطرفين.
وأفاد المصدر الذي اطلع على مضمون هذه الرزمة أنها تتضمن قسمين: الأول ينفذ فورا والثاني ينفذ في مارس المقبل. وتتضمن هذه الإجراءات «السماح بفتح عدد محدود من مكاتب الشرطة الفلسطينية في مناطق (ب)» وهي المناطق المصنفة في اتفاقية اوسلو على انها تحت سيطرة امنية فلسطينية-اسرائيلية مشتركة، مع اعطاء السلطات المدنية بشكل كامل للجانب الفلسطيني.
وجاء فيها ايضا «تسهيل حرية الحركة للفلسطينيين في منطقة جور الأردن وتحديدا على عدد من الحواجز العسكرية، ومنح 5000 تصريح عمل إضافي للعمال الفلسطينيين داخل اسرائيل، وتحويل مكان إقامة 2300 فلسطيني من قطاع غزة إلى الضفة الغربية، ومنح 2500 حالة جمع شمل لعائلات فلسطينية اي ان يصبحوا حاملين لهويات إقامة فلسطينية دائمة في الاراضي الفلسطينية».
وتتضمن هذه الرزمة ايضا «موافقة اسرائيل على استخدام البريد الفلسطيني عبر الأردن، والسماح بتصدير منتجات النسيج والأثاث من قطاع غزة إلى الضفة الغربية والسماح بنقل خمسين مليون شيكل إلى البنوك في قطاع غزة».
وبحسب اقتراح بلير فان هذه الإجراءات «يجب ان تطبق فورا اما الإجراءات الاخرى فتطبق في شهر مارس المقبل» وتتضمن «السماح للسلطة الفلسطينية بتطوير آبار الغاز في البحر الأبيض المتوسط الواقعة قبالة شواطئ قطاع غزة، وتخفيف دخول الجيش الإسرائيلي إلى مناطق (ا) الواقعة بحسب اتفاقية اوسلو تحت السيطرة الامنية الفلسطينية الكاملة» مع العلم ان الجيش الإسرائيلي يواصل منذ الانتفاضة الفلسطينية التي اندلعت في سبتمبر عام 2000 اقتحام هذه المناطق.
كما يتضمن القسم الثاني من الإجراءات ايضا «تنظيم آليات عوائد الضريبة للسلطة الفلسطينية من خلال زيادة عمل اللجان الفنية المشتركة بين الجانبين، والموافقة على عدد محدود من المخططات الهيكلية في مناطق (ج)» الواقعة تحت السيطرة الامنية والمدنية الاسرائيليبة الكاملة، و«تنظيم عمل كسارات الحجر الفلسطينية في مناطق ج، اضافة إلى الموافقة الاسرائيلية على عدد من المشاريع الممولة دوليا في مناطق (ج».
وكانت عقدت في الاسابيع القليلة الماضية سلسلة من اللقاءات «الاستكشافية» بين الطرفين الفلسطيني والاسرائيلي على امل استئناف المفاوضات الرسمية بين الجانبين المتوقفة منذ سبتمبر .2010 الا ان هذه المحادثات لم تحقق اي تقدم ويؤكد الفلسطينيون انهم يبحثون في «خيارات اخرى» للمرحلة المقبلة.
ومن جانبه دعا امين عام الامم المتحدة بان كي مون أمس الاربعاء اسرائيل إلى المساهمة في «انشاء ديناميكية ايجابية» مع الفلسطينيين لاتاحة استمرار العلاقات بين الطرفين، وذلك في لقاء في القدس مع الرئيس الاسرائيلي شيمون بيريز.
وقال إن «آمل التمكن من مواصلة هذه المناقشات. تطرقت مع الرئيس بيريز إلى الوسائل التي يمكن للامم المتحدة والمجتمع الدولي اعتمادها لدعم محادثاتهم» في اشارة إلى «اللقاءات الاستكشافية» في الاردن بين بعثتين اسرائيلية وفلسطينية وانتهت في 25 يناير من دون نتيجة ملموسة. وتابع بعد لقاء مع بيريز ان «تعاون اسرائيل أساسي لإنشاء ديناميكية ايجابية».
وكان بان قد قال مساء يوم الثلاثاء لصحفيين في عمان انه يأمل «في بادرة حسن نية من الطرفين» متحدثا بشكل خاص عن الاستيطان الاسرائيلي الذي يعتبر المسؤولون الفلسطينيون ان استمراره يحول دون استئناف مفاوضات السلام. وقال بيريز «بدأنا لكننا لم نتوصل بعد إلى التركيبة المناسبة التي تتيح للطرفين التناقش». واضاف «لكن هذا لا يعني ان لا شيء انجز، ولا يعني عدم وجود افكار».
ومن المقرر ان يلتقي الامين العام للامم المتحدة رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو في القدس والرئيس الفلسطيني محمود عباس في رام الله بالضفة الغربية. وكان التقى بان كي مون في عمان العاهل الأردني عبدالله الثاني ووزير خارجيته ناصر جودة.