الجريدة اليومية الأولى في البحرين


أخبار دولية


مجلس الشعب المصري يوافق على توجيه الاتهام إلى وزير الداخلية بالتقصير

تاريخ النشر : الجمعة ٣ فبراير ٢٠١٢



وافق مجلس الشعب المصري امس الخميس بالاغلبية في جلسة طارئة على توجيه الاتهام بالتقصير لوزير الداخلية اللواء محمد ابراهيم يوسف بعد مقتل 74 مشجعا واصابة 1000 على الاقل في شغب أعقب مباراة لكرة القدم في مدينة بورسعيد. ويمثل عدد القتلى أكبر كارثة في تاريخ الملاعب المصرية.
وخير رئيس المجلس محمد سعد الكتاتني الاعضاء بين احالة توجيه الاتهام للوزير إلى لجنة الشؤون التشريعية والدستورية بالمجلس أو أن يمضي المجلس في اجراءات الاتهام مباشرة ووافقت الاغلبية على الاختيار الثاني برفع الايدي.
وتلقى الكتاتني طلب توجيه الاتهام إلى الوزير من العضو عصام العريان نائب رئيس حزب الحرية والعدالة الذراع السياسية لجماعة الاخوان المسلمين الذي حصل على توقيعات 120 عضوا آخرين على الطلب. وقال العريان في كلمة في المجلس «أتقدم باسم زملائي... بطلب اتهام للسيد وزير الداخلية بالتقصير في أداء عمله». وأضاف «هذا التقصير يشمل عدم تطهير الوزارة من القيادات العليا المتواطئة».
ومنذ اسقاط الرئيس حسني مبارك في الانتفاضة الشعبية التي اندلعت يوم 25 يناير العام الماضي يطالب نشطاء بتطهير مؤسسات الدولة ممن يقولون انهم موالون لمبارك.
ولم يعرف على الفور متى يبدأ اتخاذ اجراءات توجيه الاتهام إلى وزير الداخلية الذي كان يحضر الجلسة لكن لم يطلب الدفاع عن نفسه.
وفي وقت سابق قال رئيس مجلس الوزراء كمال الجنزوري في الجلسة انه وافق على قبول استقالة محافظ بورسعيد اللواء أحمد عبدالله كما قرر ايقاف مدير الامن اللواء عصام سمك ومدير المباحث العميد مصطفى الرزاز واحالتهما إلى التحقيق بشأن الاحداث التي أعقبت المباراة التي جرت بين النادي المصري البورسعيدي والاهلي القاهري.
وبدأت الجلسة بكلمة من رئيس المجلس محمد سعد الكتاتني الذي طلب من الاعضاء الوقوف دقيقة حدادا وقراءة الفاتحة على أرواح القتلى وأغلبهم من مشجعي فريق النادي الاهلي. وقال رئيس لجنة الشباب والرياضة في المجلس أسامة ياسين ان اجتماعا مشتركا للجنة ولجنة الدفاع والامن القومي سبق جلسة المجلس أوصى بإقالة وزير الداخلية وكذلك النائب العام عبدالمجيد محمود الذي قال إن اقالته تضمن اجراء تحقيقات نزيهة في الاحداث المختلفة التي تلت سقوط مبارك وأوقعت نحو مائة قتيل في اشتباكات بين محتجين وقوات من الجيش والشرطة. وأضاف أن اللجنتين توصيان أيضا بمحاكمة محافظ بورسعيد ومدير الامن ومجلس ادارة النادي المصري.
وقال شهود عيان ان أعدادا كبيرة ممن يعتقد أنهم من جماهير المصري هاجمت فريق الاهلي ومشجعيه عقب المباراة. وعزا شاهد الهجوم إلى لافتة رفعت في مدرجات مشجعي الاهلي وعليها عبارة اعتبرها مشجعو المصري اهانة لمدينتهم.
لكن لاعبين ومعلقين رياضيين وأعضاء في مجلس الشعب رجحوا أن مؤامرة حيكت للايقاع بمشجعي الاهلي لدورهم في الانتفاضة التي أسقطت مبارك والاحتجاجات التي تلت ذلك والتي تطالب بانهاء ادارة المجلس الاعلى للقوات المسلحة لشؤون البلاد على الفور. وقال البدري فرغلي أحد النواب عن بورسعيد «انه مخطط اجرامي تقوم به الثورة المضادة لضرب الثورة... الامن كان في اجازة... الامن ترك البلطجية يدخلون بجميع أنواع الاسلحة».
وطالب النائب البورسعيدي محمد جاد بإقالة الحكومة كلها وتحميل المجلس العسكري المسؤولية. كما قال النائب علاء البهائي ان العادة جرت على أن تتحول منطقة الملعب في بورسعيد إلى ثكنة عسكرية من قوات الجيش والشرطة مع كل مباراة «فلماذا لم يكن هناك أمن أمس(الاربعاء)».. وقال النائب أكرم الشاعر وهو يمثل بورسعيد أيضا «توجد أياد في وزارة الداخلية ملطخة بدماء الشهداء».
ومنذ الانتفاضة التي أطاحت بمبارك في الحادي عشر من فبراير الماضي تمر مصر بحالة انفلات أمني قال معلقون انها كانت ملحوظة في ضعف تأمين مباراة فريقي الاهلي والمصري يوم الاربعاء.
وطالب نواب بإنهاء الحكم العسكري للبلاد على الفور وأن يقوم مجلس الشعب بتشكيل حكومة وحدة وطنية لكن الاغلبية في المجلس ويمثلها حزب الحرية والعدالة وحزب النور وهو تجمع أحزاب سلفية ترفض مطلب المحتجين الخاص بإنهاء الادارة العسكرية لشؤون البلاد وتؤيد الجدول الزمني الذي وضعه المجلس العسكري لنقل السلطة للمدنيين في منتصف العام بعد انتخاب رئيس للبلاد.
ونسب نواب ارتكاب الحادث إلى مخطط قالوا ان مبارك وابنيه علاء وجمال وعددا من المسؤولين الكبار السابقين المحبوسين وضعوه. وطالبوا بتفريقهم بين سجون العاصمة بدلا من بقائهم معا في سجن طرة في جنوب العاصمة. وينزل مبارك في مستشفى خارج العاصمة على ذمة المحاكمة بتهم تتصل بقتل متظاهرين خلال الانتفاضة.
في الوقت ذاته قال شهود عيان ان قوات الامن التي تحرس مبنى وزارة الداخلية في وسط القاهرة أطلقت امس قنابل الغاز المسيل للدموع على محتجين دخلوا شوارع تؤدي إلى المبنى. وقال شاهد ان عددا من المحتجين أصيبوا بالاغماء وان سائقي دراجات نارية ينقلونهم بعيدا عن مكان القاء القنابل. ووصل ألوف المحتجين امس إلى الشوارع التي تحيط بمبنى الوزارة على خلفية احداث بورسعيد.
الى ذلك طالب الاتحاد الاوروبي الخميس بفتح «تحقيق مستقل» لتحديد ملابسات اعمال العنف في بورسعيد. وصرحت وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي كاثرين اشتون في بيان «آمل ان يلقي تحقيق فوري ومستقل الضوء على ملابسات هذا الحادث المأساوي». من جهتها، اعلنت المفوضة المكلفة شؤون الرياضة اندرولا فاسيليو ان «كرة القدم كما كل انواع الرياضة يمكن ان تثير مشاعر قوية لكن الاحداث التي شهدناها في الاستاد غير مقبولة ابدا».