الجريدة اليومية الأولى في البحرين



مهمة «بسيوني» الجديدة..!

تاريخ النشر : الجمعة ٣ فبراير ٢٠١٢

محمد مبارك جمعة



عاد د. بسيوني إلى البحرين مجدداً، ومع عودته تساءل البعض عن الأسباب، فإذا كان قد أتى في المرة الأولى رئيساً للجنة تقصي الحقائق، فإن مهمة اللجنة قد انتهت والتقرير صدر، فما أسباب العودة الثانية؟
والحقيقة - سواء أعجب ذلك البعض أو لم يعجبه - أن عودة بسيوني مهمة جداٌّ، بل أقول إنه لم يكن ينبغي أن يغادر بسيوني البحرين أصلاً من بعد تسليم تقرير لجنة تقصي الحقائق، وذلك لعدة أسباب، وأهم هذه الأسباب أن بعض الأطراف بدأت تستغل الوضع الذي أعقب انتهاء عمل اللجنة لتبدأ التشكيك في التزام البحرين بتنفيذ التوصيات بأكملها من أجل الطعن في نوايا البحرين ومن أجل عرقلة أي اعتراف وتقدير دوليين لما فعلته البحرين لمعالجة آثار الأزمة من خلال تعيين لجنة تقصي الحقائق ومن ثم الالتزام بتنفيذ توصياتها.
على سبيل المثال، رغم أن البحرين قامت بإرجاع الغالبية العظمى من المفصولين إلى أعمالهم، بما يتفق مع توصيات التقرير، يصر «اتحاد العمال» على عدم تغيير أرقام المفصولين لديه، بل يعلن بشكل غريب أنه حتى لو قامت الدولة بإرجاع جميع من تم فصلهم من العاملين فإنه لن يقوم بتغيير الأرقام..! ولكم أن تسألوا أنفسكم، لماذا يصدر مثل هذا الفعل عن الاتحاد؟ السبب واضح، وهو من أجل الاستمرار في استخدام هذه الأرقام «الوهمية» لابتزاز الدولة وابتزاز الخارج والرقص على أنغام هذه الأرقام التي لم تعد صحيحة. وحيث إن اللجنة المكلفة بمتابعة تنفيذ توصيات تقرير لجنة تقصي الحقائق هي لجنة محلية الصنع والتشكيل، يسهل الطعن والتشكيك فيها، ويسهل القول إنها قريبة من الحكومة وقريبة من جلالة الملك، ولا تثق بما تقوله أجهزة الإعلام الدولية والمنظمات المعنية. وتأتي عودة بسيوني إلى البلاد ليشرف هو بنفسه على تنفيذ التوصيات، ولتكون لجاماً على أفواه من يريدون الاستمرار في استغلال الأرقام السابقة والمعلومات القديمة.
مهمة بسيوني الجديدة تقديم تقرير إلى جلالة الملك حول ما تم تحقيقه من توصيات التقرير، وحينما ينتهي بسيوني من عمل هذا التقرير في مارس القادم، بحسب تصريحاته، فإنه من المؤكد أنه سيدلي بتصريحات إعلامية يحدد فيها ما إذا كانت البحرين قد التزمت بالفعل بتنفيذ توصيات التقرير أم لا، وحينها سيصمت المتاجرون بأرقام المفصولين وغير ذلك من قضايا، وحتى لو لم يصمتوا فإنهم لن يجدوا من يستمع إلى ما يبثونه عبر تصريحاتهم من مبالغات. وحينها فقط، ليحتفظ اتحاد العمال بأرقامه، وليكررها أينما يشاء، ولتحتفظ بقية الأطراف بمعلوماتها، ولتكررها أينما شاءت. ئ