الجريدة اليومية الأولى في البحرين



وزيـر الداخليـة

تاريخ النشر : الجمعة ٣ فبراير ٢٠١٢

حامد عزة الصياد



كان هدفه المعلن «انجاز تعديل تشريعي لتشديد العقوبة على كل من يعتدي على رجال الأمن بالفعل أو التحريض»، بل كان ضروريا أن يسعى معالي وزير الداخلية الفريق الركن الشيخ «راشد بن عبدالله آل خليفة» لدى مجلس الوزراء لإقرار هذا الانجاز حتى لا تتكرر حوادث دوس رجال الشرطة في المستقبل.
* كان أول الأسباب على هذا التعهد أمام الرموز السياسية والفكرية والدينية والإعلامية البحرينية، هو استمرار المخطط التخريبي بإشعال الحرائق في البحرين، لاستنزاف الثروات وتخريب الاقتصاد لصالح أجندات خارجية ببصمات محلية، مازالت حركة المؤامرة بينهما قائمة ومستمرة.
* ثاني هذه الأسباب، هو أن رجال الأمن يتقدمون الصفوف الأمامية في ساحات المواجهة للسهر على راحة المواطن وحماية الوطن، وأن من يقوم بهذه المخططات لديهم العديد من الابتكارات المختلفة لإلحاق أكبر الأذى بهم، ومن ثم أخذ الاحتياطات اللازمة لحمايتهم.
* ثالث هذه الأسباب، لم يكن تعهد معالي الوزير فيه عامل شخصي، بل لعب دورا مؤثرا في رفض التصريح لبعض المسيرات التي تقودنا إلى أسباب الخطر من أجل تغليب المصلحة العامة على المصلحة الخاصة، وبالتالي يجب أن يكون المسئول حريصا في قراره بعدم السماح لها أن تنطلق، لأنه فهم أسبابها بهدف تماسك بنية المجتمع وعناصره ومكوناته..
في المداولات والمشاورات السياسية التي تناولها معالي الوزير في مجلسه الأسبوعي مع ضيوفه الكرام بنادي ضباط الشرطة في القضيبية، استكمل المشهد البحريني بما تم انجازه في حوار التوافق الوطني، وما استقر عليه العمل بين المتحاورين بتوازنات مقبولة، حصل منها الشعب على مزايا وثروات إيجابية لم تخطر ببال دول وشعوب المنطقة، وكذلك ما تضمنه تقرير اللجنة الملكية لتقصي الحقائق ومابه من ضوابط اجتماعية وسياسية، تنقلنا من الأعمال الفئوية الصبيانية الطائفية غير المسئولة، إلى تعزيز الشرعية الدستورية، وتطبيق قواعد القانون، وزيادة المشاركة الشعبية، وهما بلا شك علامتان بارزتان تشكلان برنامجا مستقلا «للمصالحة الوطنية» في المشهد البحريني.
في خضم الأحداث التي عصفت بالبحرين، لم يكن معالي الوزير معزولا عن عالمه الذي تغنى به الجميع وطنا للسلام والوئام والعيش الهانئ الكريم، بل عاش ومازال يعيش في دراما يومية من الأحداث المتلاحقة سمح لها بحكمة الخبير، أن تجذبه إليها تارة، ويجذبها تارة إليه، ليصل بها إلى بر الأمان، ويؤكد لنا في نهاية الطريق أن البحرين ستظل بخير بتكاتف أبنائها الشرفاء الذين يسعون في تلبية احتياجات المواطنين وتبني قضاياهم بالمحبة والتآلف والتسامح، لا من يأخذهم إلى طريق وعر محفوف بالمخاطر.
لقد كان مقتنعا أنه يعيش في دراما يومية تحاول التحريض والشحن الطائفي للانجراف نحو العنف والفوضى ضد رجال الشرطة والمواطنين والمقيمين على السواء، وقد رفض فيما سبق الاعتداء على المحلات التجارية أو المساس بالأعراض.
مع عرفانه العميق بدور رجال الشرطة في حفظ الأمن واستقرار البلاد، فقد استثمر معالي الوزير حفظه الله ثبات هؤلاء الرجال على الحق للقيادة الرشيدة وللشعب البحريني ليؤكد للجميع، أننا نعيش في البحرين في مركب واحد، سوف تكون فاتحة خير من الاستقرار في عودة الحياة البحرينية إلى طبيعتها.