الجريدة اليومية الأولى في البحرين

العدد : ١٢٣٧٠ - السبت ٤ فبراير ٢٠١٢ م، الموافق ١٢ ربيع الأول ١٤٣٣ هـ
(العودة للعدد الأخير)


علينا أن ندرك أن الوطن للجميع





بالفعل ان الوطن للجميع، يجب ان نضع الوطن في الاعتبار، لا نقبل الهجوم من طرف على طرف، نحن شعب ولله الحمد ولاؤنا لهذه الأرض، كلنا بعد عمر طويل سيرحل لا محالة، وهذه هي سنة الحياة.. وتبقى الارض، تذكرنا بطيبة أهلها، بطبيعة فرجانها وناسها، نفتخر بأن الوطن جسد فينا الطيبة، لا أحد متعال على أحد، نحن أحوج الى هذه الارض، لم نفرط بشبر منها، فكل مواطن شريف لن يفرط فيها، اللهم الهم أصحاب الأقلام وكتاب الصحف وخطباء المنابر ان يقول كلمة حق في تراب هذه الارض المعطاء.

كل الشعب ناضل من أجلها وطرد المستعمر من على أراضيها، لتكون الارض حرة أبية.. الحرية مطلب كل شعوب الارض.. لتوفر لهم الحرية والكرامة لكل مواطن على أرض وطنه.. تجاربنا الماضية لم تبعدنا عن حاضرنا.. ماضينا الأمن والحب والسعادة والاستقرار، وحبنا لبعضنا بعضا، مثل نحمله في وجداننا من الماضي الى الحاضر التواضع والطيبة.. خلق أهل البحرين في المدن والقرى مهما اختلفت المذاهب.. كل منا يوكل أمره الى خالقه عز وجل.. لا يعتدي بعضنا على بعض، الاساءة مرفوضة، والتجريح منهي عنه، والكلمة الطيبة حسنة.. نحن اخوة متحابون.. لنعد الى قول رسول البشرية عليه الصلاة والسلام: «الخلق كلهم عيال الله فأحبهم اليه أنفعهم لعياله».

بات الناس في أمان.. من سبقونا في هذه الديار، الطائفتان على ما يرام.. كانوا متحابين متجانسين.. احترام متبادل بين الطرفين.. الوطن للجميع.. هل تراجع أحد منا عن وصف الوطن للجميع؟ رأي الشعب هو الأهم.. لن تكون هناك مشكلة اذا اتفقنا على ان الوطن للجميع.. مهما كانت هناك تغييرات على أرض الواقع.. لابد من احترام حقوق الاقلية، كانت صامتة أو متحركة أو نشطة.. لابد من التفكير بالوطن.. الوطن يمر بمحنة لا يعرف مداها إلا سبحانه.. لا أحد يقصي أحدا.. ولا ينقص من كرامته.. تاريخنا البحريني أبسط من كل تاريخ.. لان فيه التعايش عبر السنين والاعوام والتاريخ شاهد لكل المشاهد التي مرت عليه.. وسجلها ليقبلها الجميع.. ولا ينسى احد مضامينها.. نحن نعيش أوضاعا سيئة من انفلات أمني وأزمة اقتصادية.. والأزمة في تزايد ان لم نعالجها.. ونضع النقاط على الحروف.. لا نريد ضرب أخماس لأسداس، ويضيع الوطن ويصبح الشعب شعبين، فمن بيده الحل عليه ان يوصلنا الى بر الامان.. الوطن في رقبة من في يده الحل.. معروف عن كتاب الصحف الذين يحملون في وجدانهم أمانة الكلمة.. وصدق القول.. ونقل الخير.. وازدهار الوطن.. عليهم ان يمارسوا في كتاباتهم ما يحقق الألفة لا الفرقة، عليهم ان يساهموا في سياسة عاقلة أساسها التعاون والمحبة والبعد عن الشقاق والتناحر والصدام.

أصحاب الاقلام المنفلتة.. كل صاحب قلم مسئول أمام ربه.. يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم.. انهضوا بالوطن.. الفوا بين المواطنين.. كلنا اخوة في الدين، ربنا واحد، وديننا واحد.. ورسول الامة واحد.. ولغتنا الام واحدة.. العربية.. وارضنا عربية.. وتصورنا واحد وآمالنا واحدة.. ومطالبنا توحيد صفوفنا لا شقها.. واضعافنا وتفتيت كلمتنا ووحدتنا.. شعبنا عانى طويلا ولم يعد لديه صبر.. الوطن مرت عليه ظروف تجاوزت كل الحدود.. الذين لا يعرفون شعب البحرين علينا ان نعلمهم ان الوطن لا تفريط فيه، خط أحمر.. سيعود بإذن الواحد الاحد الى طبيعته.. الوطن حقيقة مزروع فينا.. والزارع هو الله.. والحمد لله.

علي أحمد المحمود



.

نسخة للطباعة

الأعداد السابقة