الجريدة اليومية الأولى في البحرين


أخبار البحرين

خطيب جامع الخالد:

مع ميلاد الرسول.. كان الميلاد الجديد لهذه الأمة

تاريخ النشر : السبت ٤ فبراير ٢٠١٢



في خطبة الجمعة بجامع الخالد.. يقول فضيلة الشيخ عبدالله سالم المناعي بمناسبة ذكرى المولد النبوي الشريف: لقد ولد رسول الله (صلى الله عليه وسلم) في شهر ربيع الأول من عام الفيل الذي أتى فيه أبرهة لغزو الكعبة، ونشأ (صلى الله عليه وسلم) محبا للمكارم والفضائل حتى تميز بين قومه وعرف بخلقه وشيمه، ولما نزل القرآن كانت النصوص تحوي الثناء على خلقه. قال تعالى: «وإنك لعلى خلق عظيم».
وقال تعالى: «لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم».
يقول علي بن أبي طالب رضي الله عنه في وصف رسولنا محمد: وكان أجود الناس كفا، وأرحب الناس صدرا، وأصدق الناس لهجة، وأوفى الناس ذمة، وألينهم عريكة، وأكرمهم عشرة، من رآه بديهة هابه، ومن خالطه أحبه، يقول ناعته لم أر قبله ولا بعده مثله (صلى الله عليه وسلم).
ثم إن النبي الكريم أرسى بقوله وفعله مبادئ الخير وأسس الهدى فاستيقظ الناس من نومتهم وسمت أنفسهم فكان الميلاد الجديد لهذه الأمة.
وإن واجبنا تجاه هذه النعمة الكبيرة أن نشكر الله تعالى عليها وأن نحب رسولنا حبا يغلب محبة الخلق أجمعين.
روى البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) «والذي نفسي بيده لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من والده وولده والناس أجمعين. فقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: لأنت يا رسول الله أحب إليّ من كل شيء إلا من نفسي. فقال: والذي نفسي بيده حتى أكون أحب إليك من نفسك. فقال عمر: فإنك الآن والله أحب إليّ من نفسي. فقال: الآن يا عمر». انظر أخي المسلم إلى عظيم النعمة التي أنعم الله بها عليك من بعثه الرسول (صلى الله عليه وسلم) لقد دخلنا الإسلام وصرنا مؤمنين بفضل الله ثم بفضل دعوة معلم الخير عليه الصلاة والسلام.
ولذلك أحب الصحابة الرسول (صلى الله عليه وسلم) فكان أحب إليهم من كل شيء. كان يقال لأحدهم وقد هموا بقتله: هل تحب أنك آمن في أهلك ومحمد مكانك هنا يقتل؟ فيقول: والله لا أود أن محمدا الآن في مكانه الذي هو فيه يصاب بشوكة تؤذيه وأنا جالس في أهلي حتى قال أبوسفيان ما رأيت أحدا يحب أحدا كحب أصحاب محمد محمدا.
ثم قال الشيخ عبدالله بن سالم المناعي: شهد العالم قبل ميلاد الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) ظلمات بعضها فوق بعض عاشوا في إرهاب وقتل وبطش بالضعفاء ووأد للبنات وشرب الخمر ولعب للميسر والضعيف مظلوم والفقير ضائع، والمرأة مهضومة الحقوق وتعتبر من سقط المتاع، والحروب قائمة لأتفه الأسباب تشتعل نارها وتأكل الأخضر واليابس وتأتي على الجميع بالخراب والدمار، وكان شرق العالم وغربه في ذلك الوقت في حاجة الى منقذ ومخلص للبشرية من هذا الظلم الذي ملأ الكون، فمثلا أهل الروم يظلمون ويبطشون بالشعوب المستضعفة تحت ايديهم والرجل يباع في دينه وابنته وولده.
وايضا أهل الفرس أكثر خطرا على شعوبهم، فقد فرضوا الجبروت على الشعوب وقتلوا الفقراء وحرموا الحياة على الضعفاء وساد بينهم الظلم والفساد وعبدوا النار وقربوا لها كل غال وثمين وحملوا الناس ظلما وقهرا على عبادتهم وكذلك لم يكن العرب أحسن حالا قبل مولده، فقد سادت بينهم الحروب الطاحنة وارتكبت الرذائل وانتشرت الفواحش، وأما أهل مكة وما حولها فقد وضعوا حول البيت الحرام أصناما على هيئة تماثيل لا تنفع ولا تضر يتقرب إليها المكيون ويدعون الناس إلى عبادتها، لذلك كانت البشرية والعالم في حاجة إلى من يأخذ بيدها إلى طريق الاستقامة والهدى والله أعلم حيث يجعل رسالته.