الجريدة اليومية الأولى في البحرين


أخبار البحرين

خطيب جامع الظهراني بالحد:

التطاول على الوطن سلوك مرفوض

تاريخ النشر : السبت ٤ فبراير ٢٠١٢



تناول الشيخ صلاح بن محمد بوحسن خطيب جامع خليفة الظهراني بالحد مفهوم الوفاء بالعهد وأهمية هذا الخلق في حياة المسلم والمجتمع، مبينًا أن الوفاء بالعهد هو الاعتراف بالفضل ورد الجميل لمن أسدَى إليك معروفًا أو مدَّ إليك يدًا، مؤكدًا أن الوفاء من شِيَم الرجال، ودليلٌ على سموِّ النفس وحُسن الخُلق، فهو من صفات النفوس الشريفة وهو من أُسس بناء المجتمع واستقامة الحياة، ناصحًا الجميع بوجوب التحلِّي بهذا الخُلق الكريم، اتباعًا لقوله تعالى: «وَأَوْفُوا بِعَهْدِي أُوفِ بِعَهْدِكُمْ».
وأشار إلى أن هذا الخلق الكريم قد ضاع بين المسلمين إلا مَن رَحِمَ الله عز وجل، وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قال: «سيأتى على أمتى سنوات خداعات يكذب فيها الصادق ويصدق فيها الكاذب ويؤتمن الخائن ويخون فيها الأمين وينطق فيها الرويبضة) قيل (وما الرويبضة؟) قال: (الرجل التافه السفيه يتكلم في أمر العامة).
وأضاف: «لقد كثرت في زماننا هذا الوعود، وأكثر منها عدم الوفاء بها، فإذا أراد أحدُنا التهرلاب مِن أخيه، وعده بشيءٍ وهو يعلم أنه لن ينفِّذ ما وعد به، وينسى قول الله تبارك وتعالى: ؟وَأَوْفُوا بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْئُولاً)، وقوله تعالى - في سورة «المعارج» في صفات أهل الجنة المكرمين: ؟وَالَّذِينَ هُمْ لأمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ؟، وفي سورة (المؤمنون) في صفات المؤمنين الذين يرثون الفردوس هم فيها خالدون: ؟وَالَّذِينَ هُمْ لأمانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ؟، وقال في علامات الصادقين المتَّقين في سورة البقرة: ؟وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ؟.
وأكد بوحسن في خطبته أن الوفاء بالعهد من صفات الأنبياء والمرسلين ومن علامات الصادقين المتقين، مستعرضًا صورًا من حياة الرسول صلى الله عليه وسلم باعتباره النموذج الأمثل والقدوةً الحسنة التي يُقتَدى بها في الوفاء بالعهد، ثم ذكر بعض أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - ووفاءهم.
وعرج على أنواع الوفاء بالعهد واشكاله المختلفة ومنها الوفاء مع الله بأن يُعبَد وحده لا يُشرَك به شيئًا، والوفاء مع الوالدين ببرهما والعمل على إرضائهما فيما لا يغضب الله تعالى، والوفاء للوطن بالعمل والإخلاص من اجله ولمصلحته والحفاظ على سمعته وعدم تشويه صورته، والصدق في القول والعمل لأجل هذا الوطن، والوفاء بالعهود والمواثيق واحترامها والالتزام بها وخاصة تلك التي تنظم شؤون وأحوال المجتمع وتحافظ على وحدته وأمن جميع المواطنين والمقيمين، مشددًا على أن من لم يكن وفيا لوطنه فهو خائن له لا تجوز مكافأته بل تجب معاقبته ومحاسبته.
واستنكر الخطيب الدور الشائن الذي قام به البعض بالإساءة لوطنهم والتنكر لفضله والتطاول على قيادته مشددًا على أنها جميعها سلوكيات مرفوضة ومذمومة تشير إلى خبث نواياهم وتؤكد عدم أهليتهم وتوجب عدم الاطمئنان إليهم.