مقالات
مستشفى حمد ورسالتنا إلى إعلام الخارج
تاريخ النشر : السبت ٤ فبراير ٢٠١٢
بعد سنوات يتكلل العمل الدؤوب بافتتاح الصرح الطبي الكبير مستشفى الملك حمد الجامعي، تزامنا مع الاحتفاء بذكرى تأسيس قوة دفاع البحرين وهي الجهة المسئولة عن تشغيل هذا المرفق الحيوي، الذي سيغطي بخدماته وتجهيزاته ما يفوق احتياجات محافظة المحرق حيث موقعه هناك.
جلالة الملك المفدى - بحسب ما أعلن - سيشرف حفل الافتتاح ويلتقي أهل المحرق، وهذا اللافت في الحدث وتوقيته على وجه الخصوص. كيف ولماذا؟
المحرق ليست كباقي المدن، فهي عاصمة البحرين التاريخية ومدينة المغفور له مؤسس البحرين الحديثة الجد الكبير الشيخ عيسى بن علي آل خليفة طيب الله ثراه ورجال دولته التي في ظلها عرفت معها البحرين وسائر دول الخليج تأسيس أول الأندية الثقافية والحراك السياسي والمدارس، كما كانت مركز التجارة الحرة.
والمنطق يثبت أن كل من يتطلع الى المستقبل عليه ان يستند الى دعائم التاريخ واستنهاض الهمم والعزائم من مخزون التجارب والعبر، فما بالكم ونحن نمر في فصول اكبر ازمة سياسية مرت على البلاد منذ فبراير العام الماضي، ولا نزال نسعى جاهدين لإطفاء شرر فتنتها ونحاول ان نلم شتات الشمل رغم كل مؤثرات الخارج ومعاول الهدم التي اجتمعت على تقويض وحدتنا الوطنية وتلاحمنا مع قيادتنا. واتخِذت في ذلك حيل وتدابير كثيرة أهمها نسج الشائعات عن وجود خلافات وانشقاقات في بيت الحكم، وفجوة بين صانع القرار وبين بقية القوى المجتمعية، هذه القوى التي يسعون إلى تفتيتها وشق صفوفها وتفويت كل فرصة امامها تسمح بتلاقيها على نقطة جامعة من المرتكزات والثوابت الوحدوية. وطبعا هذا كله تطبيقا للسيناريو الجديد الذي يهدفون فيه الى شد أنظار العالم الدولي نحونا واستثارته بحوادث الانفلات الأمني والمحاككات المتصاعدة، وسط تكرار دعواهم بالحاجة إلى نجدة وإسعاف المراقبين الدوليين للإنصاف!! وكأننا لم نعش تفاصيل السيناريو السابق لهم وما حوى من أفعال إقصاء مكون مجتمعي كبير وجرائم قتل وتمثيل بالجثث، واختطاف وسيطرة على مستشفى وجامعة ومدارس !! حتى وصلنا إلى مرحلة البروفيسور بسيوني وتقرير لجنته - الحدث الفاصل- ونتتبع تنفيذ توصياته اليوم بفارغ الصبر كي لا يتحول إلى حجة قائمة على البحرين إلى يوم الدين!
من هنا أرى أن الفرصة سانحة جدا في مثل هذه المناسبات الميدانية التي تحظى بتغطيات إعلامية مكثفة لإثبات عكس ما يتم الترويج له، وان يتحول التفافنا الشعبي مع قادتنا إلى فرض عين لا كفاية. يقف ويساند بعضنا البعض وندحض سيل الافتراءات التي تسوقها القنوات الإعلامية والمنظمات الحقوقية والمنابر الدينية البعيدة عن الحيادية، ونبرهن للعالم كله بأننا نشرع في مسير واحد ونواجه مصير مشترك يستوجب تعاضدنا أكثر من أي وقت قد مضى. نحن في حرب إعلامية شرسة جدا واليكم الدليل في تصريحات التيار الصدري في العراق ومن قبله حزب الله اللبناني، وتمعّنوا في مواقف الدول الغربية فتارة ترحب وتارة تستنكر وترجع فترحب، ولا ندري على أي الاتجاهات تحط بها الأهواء!
أملي كبير في أهل المحرق أن يأخذوا بزمام المبادرة في مناسبة افتتاح المستشفى ليبينوا علناً أنهم للملك درعه المنيع في التفافهم حوله، واننا كلنا أهل البحرين نعلنها صراحة للعالم أننا نرفض استمرار التدخلات الخارجية في شئوننا، وان ما بيننا من اختلافات لا تنتقص من شأننا بل تزيدنا جسارة لردم الفجوات ومواجهة المصائر بثقة واعتزاز أكثر مما كان، فأرجوكم لا تخذلوني وأوصلوا الرسالة ..وفي النهاية التهنئة موصولة لقوة الدفاع في عيدها والتحية للطاقم الطبي والتشغيلي في مستشفى الملك حمد الجامعي ..بوركتم