أخبار دولية
أربعة قتلى وآلاف المصابين في اشتباكات بمصر
تاريخ النشر : السبت ٤ فبراير ٢٠١٢
ارتفع عدد ضحايا اشتباكات بين قوات الامن المصرية ومحتجين في القاهرة والسويس امس الجمعة إلى أربعة قتلى وألاف المصابين من الجانبين ونظمت مظاهرات غاضبة في مدن أخرى تحتج أيضا على مقتل أكثر من 70 مشجعا بعد مباراة لكرة القدم في مدينة بورسعيد الاربعاء.
وقالت مصادر طبية وتقارير اخبارية ان اثنين من القتلى وأحدهما ضابط جيش سقطا في القاهرة بينما قتل الآخران في مدينة السويس. وقال الطبيب ساهر شفيق الذي يعمل في عيادة ميدانية بالكنيسة الانجيلية المتاخمة لميدان التحرير ان المتظاهر القتيل وصل إلى العيادة وقد أودى بحياته استنشاق الغاز المسيل للدموع الذي تطلق قوات الامن قنابله بكثافة على المتظاهرين في الشوارع المحيطة بمبنى وزارة الداخلية في بعض الاحيان.
وأضاف أن مصابين بطلقات خرطوش بدأوا يصلون إلى العيادة وهي واحدة من عدة عيادات ميدانية قرب مسرح الاشتباكات بعد الساعة التاسعة والنصف مساء الخميس.
وقالت تقارير في مواقع اخبارية مصرية ان ضابط الجيش دهسته سيارة شرطة أثناء رجوعها إلى الخلف أمام مبنى وزارة الداخلية التي تشارك قوات من الجيش في تأمينها.
وقالت التقارير ان الضابط توفي متأثرا باصابته لدى وصوله إلى مستشفى عسكري.
وقالت المصادر الطبية بمدينة السويس ان المتظاهرين القتيلين في المدينة سقطا برصاصة في الرأس لاحدهما ورصاصة في الظهر للاخر خلال اشتباكات اندلعت الليلة قبل الماضية أمام مبنى مديرية الامن واستؤنفت اليوم في شوارع قريبة من المبنى.
وبينما قال شهود عيان ان الشرطة في مدينة السويس أطلقت الرصاص الحي على المتظاهرين قال مدير أمن السويس اللواء عادل رفعت ان خارجين على القانون هم الذين أطلقوا الرصاص على المتظاهرين. وأضاف أن الخارجين على القانون اندسوا وسط المتظاهرين الذين يقدر عددهم بألفي شخص يخوضون معارك كر وفر مع قوات الامن.
وتقول السلطات ان معظم القتلى في استاد بورسعيد ليل الاربعاء توفوا نتيجة التدافع بعد هجوم من يبدو أنهم مشجعون على مشجعي فريق النادي الاهلي القاهري لكن لاعبين ومشجعين وسياسيين ونشطاء يقولون ان كمينا أعد لمشجعي الاهلي الذين شاركوا في الانتفاضة الشعبية التي أطاحت بالرئيس حسني مبارك في فبراير وفي احتجاجات تالية على المجلس الاعلى للقوات المسلحة الذي يدير شؤون البلاد منذ سقوط مبارك.
وأعلنت الحكومة الحداد ثلاثة أيام وقبل رئيسها كمال الجنزوري استقالة محافظ بورسعيد وأوقف مدير أمن المحافظة ومدير البحث الجنائي عن العمل وأحالهما للتحقيق كما حل الاتحاد المصري لكرة القدم وأحال أفراده للتحقيق لكن المحتجين حملوا المجلس الاعلى للقوات المسلحة المسؤولية.
وقال محتج يدعى أبوحنفي يبلغ من العمر 22 عاما وانضم إلى الاحتجاجات بعد الانتهاء من عمله مساء الجمعة «سنبقى حتى نحصل على حقوقنا. هل رأيتم ما حدث في بورسعيد».
ودارت الاشتباكات في محيط وزارة الداخلية امس غير أن أعداد المحتجين انخفضت منذ ليل الجمعة. وأزاح متظاهرون حائطا خرسانيا يغلق طريقا رئيسيا قرب الوزارة اثناء الليل مقتربين من المبنى الذي أظهرت لقطات تلفزيونية ان اشتباكات تدور أمام احدى بواباته. وقال عبدالغني محمد (32 عاما) وهو عامل بناء «هدمناه بأيدينا العارية. نحن ابناء الفراعنة».
ويرى مشجعون لكرة القدم أن الوزارة هي الملومة على كارثة الاستاد. وقال شاهد انه سمع دوي اطلاق نيران وعثر على طلقات خرطوش على الارض في أحد أماكن الاشتباكات. واضطرت سيارات اسعاف للتدخل لتأمين خروج أفراد من الشرطة دخلت عربتهم بطريق الخطأ في شارع به الكثير من المحتجين.
وحاصر محتجون العربة مدة 45 دقيقة على الاقل وكان بها أفراد من الشرطة. وشكل بعض المتظاهرين بعد ذلك درعا بشريا لمساعدة أفراد الشرطة على الهروب.
ودعت 28 جماعة شبابية ناشطة وحزبا سياسيا إلى احتجاجات حاشدة امس فيما أطلقوا عليها «جمعة الغضب». وأدى بضع مئات بعضهم من المحتجين الذين اعتصموا اثناء الليل صلاة الجمعة في ميدان التحرير بوسط القاهرة. وقال خطيب الجمعة مظهر شاهين ان المجلس العسكري يتحمل المسؤولية الكاملة عن أحداث استاد بورسعيد.
وفي تصريحات للتلفزيون المصري قال المسؤول في وزارة الصحة هشام شيحة «آلاف المصابين تم نقلهم من الجانبين... من قوات الامن والشباب». وأضاف «هناك مصابون من الاطقم الطبية في سيارات الاسعاف». وتابع أن معظم الاصابات اختناقات بالغاز المسيل للدموع الذي تطلق قوات الامن قنابله على النشطاء في أكثر من شارع حول وزارة الداخلية. وتابع أن الاصابات كسور وجروح وكدمات وسحجات.
وكانت المنطقة قد شهدت قبل شهرين اشتباكات عنيفة بين الشرطة ونشطين يرون أن وزارة الداخلية لم يشملها الاصلاح بعد انهاء حكم مبارك.
وقال منشور حمل توقيع المشجعين الذين يعرفون بالالتراس ان الجرائم التي ارتكبت بحق القوى الثورية لن توقف الثورة ولن تخيف الثوار.
وتحطم الكثير من المتاجر في السويس علاوة على واجهة بنك قناة السويس. وطوقت الشرطة مقر قطاع الامن الوطني بالسويس ومجمعا تابعا لوزارة العدل بالاسلاك الشائكة وتوقفت سبع سيارات محترقة على مقربة. وتناثر الزجاج في الشوارع.
وقال شهود عيان ان قوات الجيش عاودت الانتشار في المدينة بعد الاشتباكات بعد أن كانت خففت وجودها في الشوارع.
ويرى منتقدون للمجلس انه جزء من نظام مبارك وعقبة أمام التغيير. ويقدم المجلس نفسه في المقابل على أنه حامي ثورة 25 يناير ووعد بتسليم السلطة إلى رئيس منتخب بحلول نهاية يونيو.
وقال صفوت الزيات وهو محلل عسكري ان أعمال العنف ألحقت مزيدا من الضرر بصورة المجلس العسكري الحاكم. وأضاف أن الاحداث الحالية تدفع باتجاه الاسراع في تسليم السلطة للمدنيين. وشارك عشرات الآلاف من النشطاء في مظاهرات احتجاج امس في مدن الاسكندرية وكفر الشيخ وطنطا والمحلة الكبرى والمنيا والزقازيق وأبوحماد وشبين الكوم.