أخبار دولية
25 قتيلا وتظاهرات في دمشق وسائر المناطق السورية في «جمعة عذرا حماة»
تاريخ النشر : السبت ٤ فبراير ٢٠١٢
قتل 25 شخصا في اعمال عنف أمس الجمعة في سوريا بينهم تسعة جنود، فيما سارت تظاهرات في عدد من احياء دمشق وفي شتى انحاء البلاد في «جمعة عذرا حماة» بعد الدعوة التي وجهها ناشطون من اجل احياء الذكرى الثلاثين لمجازر حماة التي ارتكبها النظام السوري خلال عهد الرئيس الراحل حافظ الاسد، والد الرئيس الحالي.
وجاء في بيان صادر عن المرصد السوري لحقوق الانسان ان ثمانية عناصر من الجيش النظامي السوري قتلوا خلال اشتباكات مع مجموعات منشقة في بلدتي كفر شمس ونوى في محافظة درعا. وكان جندي قتل فجرا وجرح خمسة آخرون في اشتباكات بين الجيش النظامي السوري ومجموعة منشقة في مدينة جاسم في درعا. وكان المرصد اصدر سلسلة بيانات افادت بسقوط قتلى في اطلاق نار واعمال عنف مختلفة.
فقد قتل شاب اثر اصابته باطلاق رصاص خلال اقتحام قوات الامن السورية امس لقرية بسامس في محافظة ادلب. وفي محافظة ادلب ايضا، قتل طفلان في انفجار عبوة ناسفة في بلدة كفر تخاريم.
وقتل خمسة اشخاص في اطلاق نار من قوات الامن في مدينة داريا في ريف دمشق حيث قتل ايضا مواطنان اثر اطلاق الرصاص عليهما في مزارع بلدة رنكوس بعد منتصف ليل الخميس الجمعة. وقتل شخص واصيب ثلاثة بجروح اثر اطلاق قوى الامن الرصاص لتفريق تظاهرة في حي جنوب الملعب في حمص. وعثر على جثمان شاب من قرية بليون (ادلب) كان قد اعتقل قبل ثلاثة ايام، بحسب المرصد.
وافاد ناشطون أمس الجمعة بسلسلة تظاهرات في دمشق وعدد من المناطق. وقال المتحدث باسم تنسيقية دمشق وريف دمشق اسامة الشامي ان «تظاهرات خرجت في عدد كبير من احياء العاصمة، احداها ضمت حوالي 1500 شخص في كفر سوسة، وتعرضت لاطلاق نار ولقمع من القوى الامنية المتواجدة بكثافة في كل انحاء العاصمة». وقال الشامي الموجود خارج سوريا «ان القوى الامنية تطوق كل المساجد في العاصمة ويعمل المتظاهرون على محاولة تضليل هذه القوى، فيخرجون من المسجد بعد الصلاة بشكل عادي ليتجمعوا في الحارات الصغيرة في احياء دمشق». وقال إن «تظاهرات طيارة» حصلت في احياء الميدان وكفرسوسة والمزة والعسالي والقدم، مشيرا إلى ان القوى الامنية لاحقت المتظاهرين واعتقلت عددا منهم واطلقت النار عليهم.
ووزع ناشطون اشرطة فيديو على الانترنت لا يمكن التأكد من صدقيتها وبدا فيها عدد من المتظاهرين في حي العسالي، بحسب ما تقول اللافتات التي رفعوها. وهتف المتظاهرون «عسالي تحيا رجالك، الله يلعن خوانك». كما رفعت لافتة اخرى تدعو إلى «الانضمام إلى قائمة الشرف في الجيش الحر الحر الحر».
وشملت التظاهرات - بحسب لجان التنسيق السورية - القامشلي وحمص وادلب وريف دمشق وريف حماة ودير الزور واللاذقية على الساحل. وكانت المعارضة السورية دعت إلى التظاهر «بالملايين» احياء لذكرى مجازر حماة عام .1982
وعلى صفحة «الثورة السورية ضد بشار الاسد» على موقع فيسبوك الالكتروني للتواصل الاجتماعي، كتب الناشطون في «جمعة عذرا حماة، سامحينا»، «حماة لن نخذلك بعد اليوم». واضافوا «سنخرج في ذكرى المجزرة بالملايين».
ولم تتوقف التظاهرات والتعبئة الشعبية في عدد كبير من المناطق السورية، رغم حملة القمع المستمرة التي اسفرت حتى الآن عن مقتل ستة آلاف شخص على الاقل منذ منتصف مارس وفق منظمات حقوقية.
واكد تقرير لمنظمة «هيومن رايتس ووتش» صدر أمس الجمعة ان اطفالا يبلغون من العمر بالكاد 13 عاما تعرضوا للتعذيب على ايدي الجيش وقوات الامن في سوريا. وقالت المنظمة غير الحكومية التي تنشط في مجال الدفاع عن حقوق الانسان، ان «الجيش وضباط الامن لم يترددوا العام الماضي في توقيف اطفال وتعذيبهم»، موضحة انها «احصت 12 حالة على الاقل اعتقل فيها اطفال في ظروف غير انسانية وعذبوا او قتلوا بالرصاص في بيوتهم او في الشوارع».
وافاد والدا فتى في الثالثة عشرة في اللاذقية بان ابنهم اعتقل مدة تسعة ايام بعد ان اتهم باحراق صور للرئيس السوري بشار الاسد وبالتحريض على التظاهر ضد النظام وبتدمير آليات للقوى الامنية. ونقل تقرير المنظمة عن الوالدين قولهما ان قوى الامن «احرقوا عنق الصبي ويديه بالسجائر وصبوا ماء مغليا على جسمه».
وفي نيويورك، بدأ اعضاء مجلس الامن الدولي خلال الساعات الماضية يدرسون صيغة جديدة لمشروع قرار يدين القمع الدموي في سوريا تم وضعه بصيغة تسعى إلى الحصول على موافقة روسيا عليه. فقد خلا المشروع من اي دعوة واضحة إلى تنحي الرئيس السوري ولم يأت على ذكر حظر على الاسلحة او عقوبات.
رغم ذلك، اعلنت موسكو امس الجمعة انها «لا تستطيع دعم مشروع القرار حول سوريا في صيغته الحالية». وقال نائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف «تم اخذ بعض تحفظاتنا في الاعتبار لكن هذا الامر لا يكفي لندعمه (القرار) في صيغته الحالية». واستبعد غاتيلوف حصول تصويت على مشروع القرار في الايام المقبلة. وعارضت روسيا العضو الدائم في مجلس الامن والداعمة للنظام السوري حتى الآن كل مشاريع القرارات التي اعدتها دول غربية وعربية، رافضة فرض عقوبات على دمشق ودعوة الاسد إلى التنحي.