التحقيقات
بعد فوزهم بجائزة ناصر
الشباب المبدعون يفتحون قلوبهم لـ «أخبار الخليج»
تاريخ النشر : السبت ٤ فبراير ٢٠١٢
أطلقت المؤسسة العامة للشباب والرياضة الجائزة الشبابية برعاية سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة رئيس المجلس الأعلى للشباب والرياضة ورئيس اللجنة الاولمبية البحرينية بعنوان (جائزة ناصر بن حمد للإبداع الشبابي) بغرض تشجيع الشباب وحفزهم إلى الإبداع والابتكار، والارتقاء بطموحات الشباب البحريني القادر على الإبداع من خلال احتوائه وتشجيعه بإطلاق الجائزة، ونظرا إلى التزام المؤسسة على الدوام بتقديم كل ما هو جديد للشباب والإسهام في جذب العناصر الشبابية المبدعة والمبتكرة انطلاقا من رؤية المؤسسة العامة واستراتيجيتها الطامحة إلى تعزيز دور الشباب.
لقد أسهمت هذه الجوائز بشكل كبير في حفز الشباب وأوجدت تنافسا كبيرا بينهم في مجالات الجائزة مما أدى إلى حصد الشباب البحريني المبدع الجوائز في المسابقة التي اعتبرها الشباب فرصة لهم لعرض إبداعهم واختراعاتهم وللتعرف على مواهبهم المختلفة، وقد أكد بعض الفائزين لـ «أخبار الخليج» أنهم ينقصهم الدعم المادي من قبل الدولة والمؤسسات المختلفة لحاجاتهم لإظهار اختراعاتهم إلى النور، بالإضافة إلى التسويق المحلي والعالمي من اجل تشجيع المخترع وتوفير الوظيفة المناسبة له.
وطالب بعض الشباب بضرورة توفير ناد خاص للشباب المبدع لتبادل الآراء المختلفة ووجهات النظر وتوفير الأدوات والأجهزة المختلفة لإنشاء الاختراعات، لما له من دور في تقدم وتطور البلاد على أيدي أبنائها بدلا من الاستعاضة بالكوادر الأجنبية.. جاء ذلك خلال التحقيق التالي:
إبداعات شبابية
أمينة عبدالمجيد الحواج (المركز الأول) في الاختراع العلمي (بكالوريوس علاج طبيعي) قد شاركت في المعرض الدولي الراعي للاختراعات في الشرق الأوسط الذي عقد في الكويت من 12 إلى 24 نوفمبر والذي شارك فيه أكثر من 1200 مخترع من جميع أنحاء دول العالم في شتى المجالات، ورغم عظمة المشاركين فإنها حصدت المركز الأول، وحصلت على الميدالية الذهبية لأفضل امرأة مخترعة لعام 2011 (جائزة الوايبو): منظمة الحماية الفكرية والابتكارية لمنظمة الأمم المتحدة العالمية)، وحصلت الجائزة من مكتب الأمانة لدول المجلس التعاون، ولكن حلمها الاكبر تحقق في المشاركة في جائزة سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة وفوزها بالجائزة الأولى عن اختراعها.
وعن مشاركتها في المسابقة تقول أمينة: شاركت باختراع عبارة عن (اختراع طبي) وهو جهاز المساعد لحركة الركبة والجزء السفلي من الجسم (الموند) وتشمل الرجلين ومفصل الفخذ والركبة والساق والأقدام).
والجهاز له عدة فوائد أهمها معالجة التهابات المفاصل والروماتيزم وتبديل مفصل الفخذ، أو الركبة الجزئية أو الكلية، وحالات هشاشة العظام، وبعض الحوادث مثل التيبس والإصابات الرياضية مثل الكسور والرباط الصليبي وغيرها.
وجاءت الفكرة اثناء فترة الدراسة ولاحظت من الناحية العملية ان هناك بعض التمارين للمرضى لا تعطي النتائج المطلوبة التي نسعى إليها للمعالج والمريض، ولا يستفاد منها وتأخذ وقتا اطول للشفاء.
فعملت كثيرا من اجل اختراع هذا الجهاز وبدعم زوجي والوالد والأهل بالإضافة إلى أساتذة الجامعة اثناء الدراسة، ثم عملت دراسة عن مدى نجاح نتائج الجهاز على 200 حالة تقريبا في مجمع السلمانية الطبي، ونجحت بشكل رائع وبدعم كل من د. علي العرادي ود. إسماعيل الجهرمي وسيعمل اختراعي على تقليص المصاريف في المستشفيات.
المخترع مظلوم
هل يحصل المخترعون البحرينيون على دعم من الحكومة والمؤسسات المختلفة؟
ان المخترع مظلوم، فهو يحتاج إلى كثير من الجهد من اجل إنهاء اختراعه وخصوصا في ضوء عدم توافر الدعم الكافي له فالمخترعون بحاجة إلى ورشة عمل لانجاز الاختراع وتتوافر بها جميع الأدوات والأجهزة المستخدمة للاختراعات، ولقد واجهتني صعوبة عدم توافر الورشة المناسبة لإنهاء الاختراع، مما جعلني ابحث عن الورش في نويدرات وسترة من اجل الحصول على ورشة تساعدني على انجاز مشروعي، وهذا بحد ذاته يحتاج إلى ميزانية كبيرة يمتلكها المخترع من اجل إنهاء مشروعه، ولذلك على الحكومة توفير الدعم المادي بالإضافة إلى مساعدة الشركات وتوفير المواد والأدوات الخاصة بالاختراع، وتسويق المنتج لان في النهاية تواجهنا عملية التسويق للاختراع على مستوى دول مجلس التعاون.
وتمنت أمينة على الدولة أن تعمل على تنمية مواهب الشباب وخاصة في مجال الاختراع، لأن البحرين تمتلك طاقات شبابية كبيرة سترفع البلد عاليا بدلا من الاستعانة بالخبرات من الخارج .
وتواصل أمينة: نحن نحتاج من أمنا البحرين إلى أن تحتضننا من خلال الدعم المعنوي (التوجيه والإرشاد) ومن خلال توفير البيئة المناخية وتنظيم معارض خاصة للاختراعات المحلية لإبراز الطاقات المحلية في البلاد.
بالإضافة إلى الدعم المالي لدعم عملية التسويق ولرفع المستوى المادي والمعنوي للمخترع، بحيث يعمل بجد واجتهاد، وتوفير البيئة المناسبة له عن طريق ناد علمي بحريني للاهتمام بالكفاءات الشبابية بشتى أنواعها وتوفير مركز لإجراء الدراسات والبحوث يوفر الإحصائيات والدراسات المختلفة وتخصيص ميزانية من الدولة لذلك، لان بالعلم ترقى الشعوب، وخاصة ان الشباب يمتلك الكثير من الفِكَر لكنه بحاجة إلى دعم كلي من الدولة وأن تعمل على تسويق منتجات الاختراع للشباب.
ضرورة التسويق
عائشة عبدالله المقلة خريجة دراسات دولية من جامعة (اي ام اي ؟ البحرين) ونورة إبراهيم كمال (خريجة ملتيميديا من جامعة بروكسل في لندن) فازتا بالجائزة من الفئة الثانية في إنتاج الأفلام، وتعملان في شركتهما الخاصة (كونسبت للدعاية والتسويق) في إنتاج الأفلام، وعن مشاركتهما في المسابقة تقول عائشة: قمنا بإنتاج فيلم باسم بعنوان (تحريك) وهو يحكي قصة خلاف يحصل بين المجتمع والعائلة، وهو يجسد كيفية تحكم الأسرة والمجتمع في قرارات الفرد مما يشكل عائقا أمام تحقيق أحلامه وطموحاته ويأتي التعليم بصورة كوميدية مبالغة في وصف تدخل الأسرة والمجتمع في اتخاذ القرار عن الفرد مجبورا، من دون الرجوع إليه حتى في ابسط الأمور، ومن هذا المنطلق فان هدف التعليم رسالة لنشر الوعي المطلوب لتقبل الآراء واختيارات الشباب ،مهما كانت مختلفة وجديدة بالإضافة إلى تقبل المهنة الإبداعية كمهنة جادة حقيقية. وشاركنا في مهرجان ابوظبي ودبي للأفلام مع العديد من المنتجين الكبار واستفدنا من المشاركة فيه وتشجعنا على وقوفنا في صفوف عمالقة الفن وخاصة بعد أن قبل فيلمنا في المشاركة في المهرجان وهذا بحد ذاته يعتبر انجازا بالنسبة لنا.
ولقد شاركت عائشة في مسابقة الشباب المبدع التي نظمها المعهد الثقافي البريطاني، وكانت الجائزة عبارة عن جولة في بريطانيا للتعرف على اخر التطورات في مجال الإنتاج والتعرف على الحقل الفني هناك.
وتقول عائشة ينقصنا الدعم المادي وخاصة أن الأفلام تحتاج إلى ميزانية كبيرة ورغم ان شركات الإنتاج كثيرة فإنها لا تدعم الشباب، وتعطي مبالغ بسيطة لهم في حالة التعاون معهم، مما يجعلنا نحتفظ بالفكرة إلى أن نوفر الميزانية لإنتاج الفيلم بأنفسنا، كذلك نحن بحاجة إلى الدعاية والتسويق في السوق البحرينية لأن افتقادهما يشكل عائقا بالنسبة لنا والمفروض من الدولة تحمل الدعاية والتسويق للمخترعين الشباب عن طريق شركات الإعلانات ووسائل الإعلام المختلفة والشركات الخاصة لعدم توافر حقل فني وسوق للتسويق المحلي للأفلام في البحرين، من اجل دعم الشباب المبدعين في مجال إنتاج الأفلام.
كذلك السوق البحرينية لا تشجع الفِكَر الجديدة ولا يتقبلها الزبون ولكنهما يميلان إلى الفِكَر النمطية ويعتبرانها أكثر ضمانا، رغم انه يجب تشجيع الشباب وإعطاؤهم فرصة للإبداع من خلال المخاطرة والمجازفة من اجل اكتشاف كثير من المواهب.
مشكلة الدعم المادي
عبير محمد جناحي (طالبة في السنة الثانية - هندسة معمارية في جامعة المملكة) حصلت على المركز الأول في التصميم المعماري، عن مشاركتها في المسابقة تقول:
فكرتي في هذا المشروع هي عبارة عن سفينة تعبر عن حضارة البحرين واهم ما وجد في الماضي، والسفينة مقطوعة من النصف وفيها سبب انماء وتجديد هذه الحضارة بوضع يدين بوسطيهما عين ،وتعبر اليدان عن طاقات شباب البحرين بينما تعبر العين عن استشراف المستقبل وتمثل الشاشة الالكترونية على الشراع عن المستقبل من خلال عروض الميديا التي تعرض أهم مشاريع البحرين المستقبلية واخرها.
فيدا بيد يستطيع الشباب بناء الحضارة بإبداع شبابي وإنساني يمكنهما من لم السفينة من جديد وإعادتها بصورة أفضل من السابق.
وبالاضافة إلى ذلك، تكون السفينة على بركة بيضاوية الشكل، محاطة باضاءات، ويوضع أمام السفينة إضاءة باللون الأخضر تعبر عن التلوث في بحار هذا الزمان في مملكتنا، بينما توضع إضاءة بلون الأزرق في الخلف والمغزى من هذا اللون هو اللون الصافي والماء النقي الذي نطمح له في المستقبل، ويمكن لشبابنا إن جاهدوا في العمل إرجاع هذا اللون للبحار في مملكتنا العزيزة.
وتعتبر هذه أول مشاركة لي حيث كنت اشترك في مسابقات الرسم في المدرسة ولكني فوجئت بالفوز وفرحت كثيرا.
وطالبت عبير بأن تكون هناك مؤسسات شبابية تحتضن الشباب وأندية خاصة تساعدهم على انجاز نشاطاتهم والاهتمام بهم أكثر وإسداء النصائح لهم وتوفير الخامات والدعم المادي لهم لأن هناك طاقات شبابية كثيرة تحتاج إلى الدعم والاهتمام من الدولة.
ناد لدعم الشباب
وتقول عبير عزت (الأولى مكرر الاختراع العلمي): تخرجت في جامعة طنطا - قسم الكترونيات، ولكني لم أجد فرصة عمل، ولقد شاركت في المسابقة بغرض رؤية موهبتي في الاختراع حتى يتسنى لي الحصول على الوظيفة، واخترعت جهازا لقياس نبض القلب بصورة صوتية بالإصبع بحيث يمكن للمستخدم أن يقيس نبضات قلبه عن طريق (إصبع السبابة) ويبدأ الجهاز بأخذ عينة من نبضة القلب ثم تخرج القراءة على الشاشة حسب عملية التصنيع.
والجهاز له ميزات عديدة أهمها انه صغير الحجم وسهل الحمل ويمكن استخدامه اثناء إجراء الرياضة، بالإضافة إلى انخفاض سعره بالنسبة إلى الأجهزة الأخرى.
وعن المشاكل التي واجهتها عبير اثناء عمل الجهاز قالت: إن الاختراع يتكون من (الهارد وير) والعناصر الالكترونية لبناء الدائرة ولكن المشكلة التي واجهتني هي عدم الحصول على برنامج (السوفت وير) والبحث عن جهاز (ميكرو كنترول بيرنر) من اجل تحويل البرنامج إلى شريحة تدخل في اختراع الجهاز وبعد البحث الطويل في الجامعات والمعاهد وجدت الجهاز عند احد المدرسين في المدارس الصناعية واستعرته منه لإكمال اختراعي.
ولقد كنت في سباق مع الزمن لأني دخلت المسابقة بتاريخ 11 أكتوبر وأنجزت الاختراع في 15 نوفمبر أي بمعدل شهر واحد تقريبا، ومن أهم المشاكل التي واجهتني أيضا الدعم المادي وخاصة ان الشباب يمتلك الكثير من الخبرات وملكات الإبداع والميول إلى الاختراع ولكنه يحتاج إلى شركات ومؤسسات تدعمه وتشجعه وتوفر له الوظيفة. وطالبت عبير بأن يكون هناك أيضا ناد لدعم الشباب وخاصة المخترعين منهم لتبادل وجهات النظر والعمل كفريق للاستفادة من الخبرات المشتركة وتوجيهها في أعمال لمصلحة البلاد وان تدعم الدولة المشاريع الشبابية وتعمل على تسويقها وتقوم بتوظيف الكفاءات الشبابية المختلفة وخاصة ان المواهب إذا وضعت في المكان المناسب تعمل على العطاء والإبداع لخدمة البلاد.