الجريدة اليومية الأولى في البحرين



يمكنكم أن تتعلموا من «أفعال» غاندي

تاريخ النشر : السبت ٤ فبراير ٢٠١٢

محميد المحميد



أول السطر:
لملا يزال القيادي «الرفيق» بجمعية المنبر التقدمي يبحث عن أي مكاسب، حتى لو تقلب في موقفه ألف مرة في المشهد الواحد، ولا يتوانى في وصف أعضاء جمعيته بالانتهازيين، ولا يتورع عن وصف من يخالفونه الرأي بالتأزيميين. ومؤخرا أعلن تحسره وخطأه لعدم التوقيع على ما أطلق عليه «وثيقة المنامة».. بصراحة لن نفاجأ في الغد لو أطلق «الرفيق» لحيته أو لبس عمامة من أجل المكاسب.. وتحياتي لأصحاب المواقف الحربائية..!!
تعلموا من غاندي:
فيلطالما ردد زعماء المعارضة الطائفية وماكينتهم الإعلامية مقولات للإمام علي كرم الله وجهه، وكلمات للزعيم الهندي المهاتما غاندي، وخاصة في السلمية وفي التعبير عن الموقف دون اللجوء إلى العنف، ولكن الحاصل أن هناك انتقاء محددا في مقولات غاندي وتنفيذا معينا لممارسات «الشبيحة»، وفرقا كبيرا وبونا شاسعا بين الشعارات والتطبيق.
خذ مثلا شعار: «اخوان سنة وشيعة» الذي يرددونه أمام الفضائيات ووسائل الإعلام الخارجية، ولكنهم لا يتوانون في إرهاب السنة ومحاولة «سحق» رجال الأمن من السنة، بل ورمي المولوتوف على الجميع في تصرف ليس له علاقة لا بالأخوة ولا بالمواطنة.
منذ فترة تم رفع شعار «هذا الوطن ما نبيعه» وشعار «ديرتنا نحميها» ولكنهم على أرض الواقع يمارسون التخريب والعنف، ويفرحون بأي خبر يضر الاقتصاد البحريني، ويتهافتون سريعا في المشاركة في أي استفتاء الكتروني لأي جهة خارجية لرفض إقامة أي فعالية في البحرين والإضرار باقتصادها وتشويه سمعتها.
ولطالما رددوا أحاديث الرسول الكريم عن إماطة الأذى عن الطريق وعدم تعطيل المصالح، ولكنهم في الواقع يصدرون الصكوك والفتاوى والتشجيع والدعم من أجل غلق الشوارع وحرق الإطارات وتخريب اللافتات والإشارات وسكب الزيت وجميع أشكال الأذى والضرر على الناس جميعا.
كثيرا ما تحدثوا عن محاربة التمييز ومكافحة الفساد والدولة المدنية والمواطنة وحقوق الإنسان وغيرها، ولكنهم في الواقع من أكثر الناس فحشا وفسادا وتمييزا ليس فقط ضد الدولة أو السنة أو الشيعة أو الوافدين، ولكن ضد كل من يخالفهم في الرأي وإن كان تابعا لهم أو داعما لأفعالهم.
من السهل أن ترفع شعارات حضارية، ومن السهل كذلك أن تردد كلمات ديمقراطية، وأسهل منها أن تأتي بأحاديث نبوية، ومن السهل أيضا أن تستشهد بمقولات غاندي وأي مناضل آخر، ولكن على أرض الواقع والممارسة والتنفيذ يأتون بأعمال شيطانية وأفعال إرهابية وممارسات تخريبية ودعاوى طائفية وجرائم دكتاتورية وتحركات عنصرية، وشتان بين القول والعمل.
لو كان غاندي أو غيره حيا يرزق.. ويرى كيف تتم المتاجرة السيئة في مقولاته وكلماته وعدم تتنفيذ نهجه وأفعاله، لصرخ فيهم وتبرأ منهم.. وقال: «يمكنكم أن تتعلموا من أفعالي وليس من أقوالي فقط».. (توم كجره نفر).. حسبي الله عليكم..!!