أخبار البحرين
سفير المملكة لدى السعودية يؤكد:
العلاقات البحرينية السعودية تقوم على ثوابت تاريخية متأصلة
تاريخ النشر : الأحد ٥ فبراير ٢٠١٢
أكد الشيخ حمود بن عبدالله بن حمد آل خليفة سفير مملكة البحرين لدى المملكة العربية السعودية أن العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين علاقات نموذجية تاريخية تضرب بجذورها في أعماق أرض خصبة.
ووصف الشيخ حمود بن عبدالله بن حمد آل خليفة في مقابلة مع صحيفة الرياض السعودية العلاقات بين مملكة البحرين والمملكة العربية السعودية الشقيقة بأنها مثل شجرة مباركة باسقة أصلها ثابت وفرعها في السماء تُؤتي ثمارها الطيبة في كل حين، بفضل التوجيهات السامية لصاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك مملكة البحرين وأخيه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود.
وأكد أن هذه العلاقات الاخوية ترتكز على إرث الآباء والأجداد للأبناء والأحفاد، وهي مبنية على روابط وُثقى من المودة والمحبة والاحترام المتبادل، وقد رسخ دعائمها جهد مشترك وحرص دائم من القيادتين الحكيمتين، وهو ما جعل البلدين كأنهما بلد واحد، فالسعودية عمق استراتيجي للبحرين وهي شقيقتها الكبرى التي لا تستغني عن العلاقات الطيبة معها، في أي حال من الأحوال.
وقال سفير مملكة البحرين إن صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة يحرص على التواصل والتشاور والتنسيق الدائم مع أخيه خادم الحرمين الشريفين في كل الأوقات، وهو يغتنم كل مناسبة وفرصة تتاح لكي يزور المملكة ويلتقي أخاه الملك عبدالله بن عبدالعزيز، وإخوته صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، وصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز، وكل أصحاب السمو الملكي الأمراء للتباحث في كل ما يخدم مصلحة البلدين وشعبيهما الشقيقين والأمة العربية والعالم الإسلامي، مشيرا كذلك إلى حرص جلالة الملك المفدى الدائم على حضور مهرجان الجنادرية للثقافة والتراث تلبية لدعوة خادم الحرمين الشريفين.
ومن جانب آخر قال الشيخ حمود بن عبدالله بن حمد آل خليفة إن سمو الشيخ محمد بن مبارك آل خليفة نائب رئيس مجلس الوزراء في مملكة البحرين سيصل إلى الرياض غدا الاثنين في زيارة قصيرة تلبية لدعوة رسمية، يتشرف خلالها بلقاء خادم الحرمين الشريفين وصاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، وذلك في إطار التشاور والتنسيق وتبادل وجهات النظر بين المسئولين في البلدين الشقيقين.
وأكد سفير مملكة البحرين أن دعوة خادم الحرمين الشريفين إلى تأسيس كيان واحد بين دول مجلس التعاون لقيت ترحيباً حاراً على الصعيدين الرسمي والشعبي في مملكة البحرين إيماناً منا جميعاً بأن مصلحة شعوب المنطقة ودولها تكمن في اتحادها وتضامنها ورص صفوفها لما فيه خير للجميع.
وحول التطورات الأخيرة في مملكة البحرين أشار الشيخ حمود بن عبدالله آل خليفة إلى أن جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة حريص دائماً على تهيئة كل الظروف المناسبة لتحقيق المزيد من الرخاء والتقدم والنهضة لشعب البحرين الكريم، وأن جلالته يعمل ليل نهار من أجل رفعة البحرين وتطورها وترسيخ الديمقراطية وحفظ حقوق الإنسان البحريني وكرامته وتحقيق تطلعاته.
وقال إن الديمقراطية والإصلاح عملية مستمرة ومتكاملة في البحرين، وخاصة منذ أن تولى جلالته مقاليد الحكم ومسؤولياته الدستورية قبل أكثر من ثلاث عشرة سنة. وقد طرح جلالته منذ ذلك الحين المشروع الوطني الإصلاحي الذي كان جلالته فيه سباقاً ومستقبلياً استشرف آفاق المستقبل وأدرك بحكمته وبصيرته الثاقبة حقيقة تطلعات وطموحات أهل البحرين واحتياجاتهم المستقبلية، ومن هنا كانت المعالم الأساسية للمشروع الإصلاحي الذي بادر إليه جلالته، ومنها ميثاق العمل الوطني والاستفتاء الشعبي عليه حيث حاز 98,4% من أصوات المقترعين، ومن ثم جاء إعلان الدستور البحريني عام 2002، وما ترتب عليه من مؤسسات ديمقراطية: مجلس نواب منتخب، مجلس شورى، سلطات تنفيذية وتشريعية وقضائية مستقلة، وفي ذات الوقت متعاونة ومتكاملة ومتفاعلة لما يحقق المصلحة الوطنية العليا، وكذلك كان هناك حرص دائم على توسيع مظلة المشاركة الشعبية وتمثيل مختلف مكونات المجتمع البحريني، من خلال تعددية سياسية وانتخابات نزيهة وشفافة لمجلس النواب والمجالس البلدية، وتعزيز دور مؤسسات المجتمع المدني والجمعيات المهنية والنقابات العمالية وجمعيات حقوق الإنسان.
وأضاف: إن هذا تحقق على مدى العقد الماضي وكان نموذجاً نعتز به ونفخر، ونحن نواصل المسيرة بلا كلل من أجل مستقبل أفضل لكل البحرينيين والبحرينيات، مشدداً على ان المرأة البحرينية حققت الكثير من التقدم والمنجزات وهي تشارك بفاعلية في العملية السياسية والتنموية والاجتماعية وتنهض بمسؤولياتها الوطنية بفضل الرعاية السامية وحرص الحكومة الرشيدة على ترسيخ هذا الدور المهم والحيوي في عالم متغير.
ورداً على سؤال حول ما تردد عن معاودة الحوار الوطني بمملكة البحرين قال الشيخ حمود بن عبدالله آل خليفة إن العملية الإصلاحية مستمرة ومتنامية والمسيرة الديمقراطية نهج حياة وعمل بالنسبة إلينا في مملكة البحرين، والحوار الوطني لا يتوقف، وهو عبارة عن مراحل تفضي الواحدة إلى التي بعدها بهدف تحقيق المشاركة الشعبية الواسعة في القرار عبر المؤسسات الديمقراطية، فنحن في دولة المؤسسات وسيادة القانون. ولا أحد فوق القانون، ولا بد من حماية أمن البلاد واستقرارها. وهو أمر في غاية الأهمية في ظروف كالتي تمر بها المنطقة العربية جمعاء، ولا شك ان البحرين ودول الخليج مستهدفة وتواجه تحديات على مستويات عديدة، ومن هنا كان لا بد من تعزيز الوحدة الوطنية والتمسك بثوابت الوطن والمنجزات والانطلاق في الحوار البناء الهادف من أسس ثابتة كميثاق العمل الوطني والدستور ومرئيات حوار التوافق الوطني عام 2011، ومتابعة تنفيذ هذه المرئيات بدقة. وكذلك تنفيذ توصيات تقرير لجنة تقصي الحقائق عن أحداث العام الماضي (فبراير ومارس 2011) وخاصة ما يتصل منها بالتعديلات الدستورية التي جرى طرحها مؤخراً على مجلس النواب. وفي هذا المجال تتابع الجهود الحثيثة من أجل تحقيق التطلعات المشروعة والمطالب المحقة للشعب البحريني الكريم، تأسيساً على ما يلقى منها توافقاً وطنياً، وهذا يأتي دائماً في إطار تنفيذ التوجيهات الملكية السامية بلمّ الشمل وتحقيق المصالحة الوطنية ونبذ العنف والتطرف، لأن الإصلاح والحوار لا يمكن أن يجتمعا مع التطرف. مؤكداً أن البحرين ذات طبيعة متسامحة وبُعد حضاري وخاصية إنسانية، وهي على مستوى القيادة والشعب الكريم لا تقبل التمييز ولا التهميش ولا الإقصاء لأي طرف أو مكون من مكونات هذا المجتمع.
وقال سفير مملكة البحرين: إن الديمقراطية والإصلاح مسيرة متكاملة وهي لا تستقيم بغير الحوار البناء واحترام وجهات نظر الجميع، ونبذ كل ما من شــأنه أن يثير الفتن أو الأحقاد أو الضغائن أو أن يؤدي إلى الانتقام. وقد أعطى جلالة الملك المفدى مثلاً ونموذجاً بنفسه حين أصدر العفو تلو الآخر عن أولئك الذين أساءوا إلى الوطن أو أخطأوا بحقه أو جانبهم الصواب في هذه المرحلة أو تلك، ولهذا فإن جلالته يوجه دائماً إلى المزيد من التفاهم والتحاور وتعزيز أواصر المحبة والتعاطف بين أبناء المجتمع البحريني اهتداء بمسيرة الآباء والأجداد واقتداء بحكمتهم ومحبتهم لوطنهم وولائهم لقيادتهم الحكيمة والرشيدة.
وفي ختام حديثه أكد سفير مملكة البحرين بالرياض انه متفائل بأن المرحلة المقبلة ستكون أفضل من سابقاتها، وان المستقبل سيكون أكثر إشراقاً، وأن البحرين ستمضي إلى الأمام بعزيمة وإصرار وإرادة لا تعرف التراجع وذلك كله نستمده من أصالتنا وماضينا المجيد، وحاضرنا سيكون الجسر الذي نعبره جميعاً إلى المستقبل بإذن الله وهمة جميع أبناء الوطن المخلصين.
وعبر عن تقديره للمملكة العربية السعودية ملكاً وحكومة وشعباً على مواقفها الأخوية المشرفة إلى جانب مملكة البحرين وشعبها بنبل عربي أصيل ليس غريباً على الشقيقة الكبرى - حفظ الله قائدها وأعز ملكهُ - وتمنى للشعب السعودي المزيد من الرفعة والتقدم والطمأنينة والأمن والأمان.