الجريدة اليومية الأولى في البحرين


أخبار دولية


قلق أمريكا يزداد بشأن خطط إسرائيلية محتملة ضد إيران

تاريخ النشر : الأحد ٥ فبراير ٢٠١٢



لندن - (رويترز): قال مسئولون امريكيون وأوروبيون ان ادارة اوباما قلقة بشكل متزايد بشأن التصريحات العلنية الاستفزازية لقادة اسرائيل فيما يتعلق بالبرنامج النووي الايراني لكنها لا تملك ادلة مادية على اعتزام تل ابيب ضرب إيران خلال الاشهر القليلة المقبلة. وقال المسئولون ان انعدام اليقين الامريكي ونقص المعلومات بشأن خطط اسرائيل تجاه إيران هما سبب تقييم مثير للقلق للموقف تردد انه صدر عن وزير الدفاع الامريكي ليون بانيتا.
وقال ديفيد ايجناشيوس كاتب الاعمدة في صحيفة «واشنطن بوست» المتخصص في الشئون المخابراتية: ان الوزير يعتقد بوجود «احتمال قوي» بأن اسرائيل ستضرب البرنامج النووي الايراني في غضون الاشهر الستة المقبلة في ابريل.
وقال ثلاثة مسئولين امريكيين يتابعون القضية انهم يرون ان الولايات المتحدة لا تملك معلومات مخابراتية ملموسة ترجح ان اعتزام اسرائيل شن هجوم على إيران في هذا الإطار الزمني امر محتمل او يجري الاعداد له.
وقال اثنان من المسئولين ان التقييم الامريكي الحالي للموقف يقول ان اسرائيل تعد منذ شهور خطط طوارئ واستعدادات مؤقتة سواء لشن عملية او للتصدي لأي رد ايراني محتمل. ومع ذلك قال المسئولون ان المؤشرات تدل على ان القيادة الاسرائيلية لم تتخذ بعد قرارا نهائيا بمهاجمة ايران.
وقال كين بولاك المسئول السابق في البيت الابيض ووكالة المخابرات المركزية الذي يتمتع بخبرة في شئون الخليج ان الزيادة المفاجئة في طرح احتمال قيام اسرائيل بضرب المواقع النووية الايرانية المعروفة للنقاش العام أمر مضلل.
وأضاف بولاك - وهو ايضا مدير مركز سابان لسياسة الشرق الاوسط في مؤسسة بروكينجز - «لو كان أمام اسرائيل خيار عسكري جيد لاتخذوه من دون ان يتحدثوا عنه. انهم لا يوجهون تحذيرات». وأضاف قائلا «لذا فإن حقيقة انهم يتحدثون عنه تعني بالنسبة إلي معلومة مفادها أنهم لا يملكون خيارا عسكريا جيدا».
وقال «لا ينبغي لنا ان نستبعد أبدا احتمال حدوث ضربة اسرائيلية، كما ان هذه الاحتمالات زادت في الاشهر الاخيرة نتيجة عدد من العوامل المختلفة. ولكن يوجد العديد من المثبطات التي منعت اسرائيل من القيام بضربة منذ عشرة اعوام».
وكان بانيتا غامضا عندما طلب منه صحفيون تأكيد ما ذكرته صحيفة واشنطن بوست. وابلغ الوزير صحفيين يرافقونه في رحلة إلى اوروبا «في الحقيقة لن اعلق على ذلك».
وفي سؤاله عن الخلفية التي بنى عليها بانيتا تصوره قال احد المسئولين الامريكيين ان قادة اسرائيليين من بينهم رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع ايهود باراك عبروا بشكل متزايد عن قلقهم من ان الوقت قد ينفد امام اسرائيل لمنع إيران من صنع قنبلة نووية. وقال المسئول ان بعض الاسرائيليين اوضحوا انهم يرون انه خلال الاشهر الثلاثة إلى الاربعة المقبلة قد تصبح الحاجة ملحة إلى تحرك اسرائيلي.
ولكن رأي الكثير من الخبراء في الحكومة الامريكية يشير إلى ان البرنامج النووي الايراني الذي تؤكد طهران انه مخصص لاهداف مدنية لن يتجاوز على الارجح نقطة اللاعودة في هذا الإطار الزمني. وقبل ايام ادلى جيمس كلابر مدير المخابرات الوطنية بشهادته امام الكونجرس وكرر علانية وجهة النظر القائمة منذ فترة طويلة لدى وكالات المخابرات الامريكية والقائلة ان قادة إيران لم يقرروا بعد صنع اسلحة نووية.
ويعتقد عدد من الخبراء الغربيين ان إيران ستحتاج الى عام على الاقل لبناء سلاح اذا ما قرر قادتها المضي في ذلك. ولكن زعماء وخبراء اسرائيليين يعتقدون انه من الضروري شن هجوم في وقت مبكر اذا ما تعين ضرب البرنامج النووي الايراني. وحذر وزير الدفاع الاسرائيلي من احتمال ان يتجاوز البحث النووي الايراني قريبا ما وصفه «بمنطقة الحصانة» من اي اعاقة خارجية.
ونوه احد المسئولين الامريكيين إلى ان وزير الدفاع الاسرائيلي قال في مؤتمر امني في اسرائيل «ان عبارة فيما بعد تعتبر متأخرة للغاية». وقال المسئول انه يتعين ان يهتم صناع السياسة في أمريكا بشأن احتمال قيام اسرائيل بهجوم مبكر لأنه «يبدو ان باراك ونتنياهو مصممان على القيام به».