الجريدة اليومية الأولى في البحرين


أخبار دولية


روسيا والصين تستخدمان الفيتو ضد مشروع القرار عقب مقتل أكثر من مائتين في قصف على حمص

تاريخ النشر : الأحد ٥ فبراير ٢٠١٢



نيويورك (الامم المتحدة) - الوكالات: استخدمت روسيا والصين حق الفيتو أمس السبت في مجلس الامن الدولي ضد مشروع قرار يدين القمع الدامي في سوريا. في غضون ذلك قتل اكثر من 200 شخص جراء القصف المدفعي الذي نفذته القوات النظامية على حي الخالدية في حمص بحسب ما افادت جهات سورية معارضة.
وصوتت الدول الاخرى الـ13 في مجلس الامن لصالح مشروع القرار الذي طرحه الاوروبيون والعرب والذي يدعم خطة الجامعة العربية لتسوية الازمة في سوريا ويدين الانتهاكات، غير ان روسيا والصين كررتا الفيتو المزدوج النادر الذي سبق ان استخدمه البلدان ضد قرار بشأن سوريا في الخامس من اكتوبر.
وقال السفير المغربي لدى الامم المتحدة محمد لوليشكي الذي لعبت بلاده دورا اساسيا في صياغة القرار «اود التعبير عن خيبتنا واسفنا الكبيرين» للفيتو الروسي والصيني.
وندد السفير الفرنسي جيرار آرو امام المجلس بـ«الفيتو المزدوج» معتبرا انه «يوم حزين لهذا المجلس، للسوريين ولاصدقاء الديمقراطية». وذكر بـ«مجازر» حماة عام 1982 في عهد الرئيس السوري حافظ الاسد وبمقتل اكثر من 230 مدنيا في حمص الليلة (قبل) الماضية وقال «الفظاعة وراثية في دمشق». ووصفت البعثة البريطانية لدى الامم المتحدة فيتو روسيا والصين بانه «معيب».
وندد الامين العام للامم المتحدة بان كي مون بالفيتو الروسي والصيني. واعرب بان كي مون عن «اسفه الكبير» لفشل مجلس الامن في الاتفاق على قرار حول سوريا، بحسب ما اعلن المتحدث باسمه مارتن نسيركي بعد عملية التصويت. وقال إن الفيتو «يقوض دور الامم المتحدة والاسرة الدولية في هذه المرحلة حيث ينبغي ان تسمع السلطات السورية صوتا واحدا يدعو إلى وقف فوري لاعمال العنف التي تمارسها على الشعب السوري».
واتهم وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ روسيا والصين بـ«التخلي» عن الشعب السوري بفرضهما الفيتو على القرار. وقال هيغ في بيان انه «بهذه الخطوة، فانهما يتخليان عن الشعب السوري ويشجعان نظام الرئيس الاسد الوحشي على ارتكاب المزيد من المجازر مثلما حصل في حمص في الساعات الـ24 الاخيرة». وتابع «كان أمام روسيا والصين اليوم خيار بسيط: اما ان تدعما الشعب السوري والجامعة العربية او لا. قررتا عدم القيام بذلك، بل قررتا الوقوف إلى جانب النظام السوري وقمعه الوحشي».
وقال «قتل اكثر من ألفي شخص منذ ان فرضت روسيا والصين الفيتو ضد آخر مشروع قرار في اكتوبر .2011 وقتل اكثر من ستة الاف شخص منذ بدء الاحتجاجات (في مارس 2011) وتم تعذيب واعتقال عدد اكبر». وتساءل «كم من القتلى يجب ان يسقطوا بعد قبل ان تسمح روسيا والصين لمجلس الامن الدولي بالتحرك؟ اولئك الذين يعارضون تحركا لمجلس الامن سوف يحاسبهم الشعب السوري».
وصرح السفير الروسي لدى مجلس الامن فيتالي تشوركين بان مشروع القرار حول سوريا «لم يكن متوازنا». وقال تشوركين ان النص «يدعو إلى تغيير النظام، مشجعا المعارضة على السعي للسيطرة على السلطة» ويوجه «رسالة غير متوازنة إلى الطرفين» النظام والمعارضة، مؤكدا انه «لم يكن يعكس واقع الوضع في سوريا». وذكرت وكالة شينخوا الصينية ان القرار حول سوريا في مجلس الامن كان يتطلب المزيد من التشاور. ويتوجه وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إلى دمشق يوم الثلاثاء في محاولة لايجاد حل سياسي للنزاع بحسب ما اعلن مساعده غينادي غاتيلوف امس السبت. وكتب غاتيلوف على صفحته على موقع تويتر ان «زيارة لافروف لدمشق مع (رئيس اجهزة الاستخبارات الخارجية) ميخائيل فرادكوف تؤكد نيتنا الحازمة ايجاد حل سياسي للنزاع».
ميدانيا أكد المجلس الوطني السوري المعارض أن القصف المدفعي الذي نفذته القوات النظامية على حي الخالدية في حمص خلف 260 قتيلا ومئات الجرحى، في حين قال المرصد السوري لحقوق الانسان في بيان ان 217 مدنيا قتلوا خلال القصف الذي استخدمت فيه قذائف الهاون. ولا يتسنى التحقق من هذه الحصائل من مصادر مستقلة كما لا يسمح للمراسلين الصحفيين بالتواجد في مناطق الاحتجاجات. لكن التلفزيون السوري الرسمي نفى نفيا قاطعا ان يكون الجيش السوري قصف مدينة حمص او دخلها، معتبرا ان بث مثل هذه الانباء يندرج في إطار تصعيد «للتأثير على مواقف بعض الدول في مجلس الامن الدولي». واتهم وزير الاعلام السوري عدنان محمود المعارضة السورية بقصف حمص بهدف التأثير على المناقشات الجارية في مقر الامم المتحدة بشأن قرار حول تطورات الوضع في سوريا.
وفي خطوة نادرة في البلدان العربية اعلنت الرئاسة التونسية أمس السبت ان تونس تستعد لطرد السفير السوري في تونس. وعم الاستنكار والشجب في عدة اماكن وهاجم معارضون سوريون سفاراتهم في عدة عواصم اوروبية (اثينا ولندن وباريس) وعربية (الكويت والقاهرة والرياض) وحاولوا اقتحامها. وفي السعودية تجمع عشرات السوريين صباح امس السبت امام القنصلية السورية في جدة قبل ان تفرقهم الشرطة.
واثارت المذبحة استنكار العواصم الغربية التي دعت الامم المتحدة إلى اتخاذ موقف واضح. واتهم الرئيس الامريكي باراك اوباما الرئيس السوري «بقتل المدنيين» في «هجمات شنيعة» وقعت ليل الجمعة السبت في حمص داعيا اياه مجددا إلى «التنحي». وقبل ذلك أدانت الحكومات الفرنسية والبريطانية والاسبانية والالمانية والتركية اعمال العنف التي بلغت بعدا غير معهود منذ بداية حركة الاحتجاج ضد النظام السوري في مارس .2011
واعتبر وزير الخارجية الفرنسي الان جوبيه ان «السلطات السورية خطت خطوة اضافية في الوحشية. ان مجزرة حمص جريمة ضد الانسانية ولا بد من محاسبة مرتكبيها». من جانبه وصف نظيره البريطاني وليام هيغ تلك الاعمال بـ«المروعة»، مؤكدا انها «تنم عن قسوة بلا رحمة من جانب الرئيس الاسد».
ونددت لندن وباريس «باشتداد العنف» وشددتا على «ضرورة» تحرك دولي، ودعتا مجلس الامن الدولي إلى «دعم جهود» الجامعة العربية وفتح المجال امام تنفيذ خطتها التي تنص على رحيل بشار الاسد قبل فتح مفاوضات مع المعارضة..
كذلك اعتبرت حكومة مدريد ان القمع بلغ «مستويات لا تحتمل» ودعت مجلس الامن الدولي إلى المصادقة «بلا تاخير على قرار» حول سوريا.