مغالطات «مراسلون بلا حدود»
تاريخ النشر : الأحد ٥ فبراير ٢٠١٢
هالة كمال الدين
في لقاء ودي تم مؤخرا جمع بين كتاب الأعمدة بالصحف المحلية، والشيخ فواز بن محمد آل خليفة رئيس هيئة شئون الإعلام، توجهت إلى سعادته بالسؤال التالي:
ما هو تعليقكم على تقرير منظمة مراسلون بلا حدود الصادر حديثا والذي يشير إلى تراجع حرية الصحافة بالمملكة 29 مرتبة خلال العام الماضي؟
الإجابة جاءت:
الواقع المعاش يتحدث عن نفسه، وما جاء في التقرير يتنافى مع سياسة الحكومة، فحرية الإعلام مكفولة للجميع، من التيارات كافة، وإذا كانت الأحداث على الساحة قد أثرت اقتصاديا على بعض المطبوعات، ومن ثم قامت بخفض النفقات عن طريق تسريح جزء من العمالة، فإن هذا لا علاقة له بحرية الرأي، كما أن كم الصحف التي تصدر بالمملكة يعكس أيضا مدى الانفتاح الفكري، واحترام مبدأ تعددية الآراء والاتجاهات، ومثل هذه المنظمات الأهلية لا يجوز الرد عليها من قبل الجهات الرسمية.
ولكن، يبدو أن الرد الحاسم جاء عمليا، حين أعلن مؤخرا ملتقى الإعلاميين الشباب العرب في مؤتمر عقد بالأردن اختيار المنامة عاصمة للصحافة العربية لعام 2012، على اعتبار أن البحرين من أوائل الدول التي أطلقت الصحف ودعمتها، ورفعت سقف الحرية.
هذا الرد إنما يدحض ما جاء من مغالطات وأخطاء في تقرير مراسلون بلا حدود، فلم يحدث خلال العام المنصرم أن أغلقت صحيفة، أو قناة تلفزيونية، أو إذاعة، أو منع كاتب، أو تم إيصاد الأبواب في وجه المراسلين الأجانب، الذين جاءوا من كل مكان إلى البلاد لتغطية الأحداث، كما أن تقرير بسيوني لتقصي الحقائق لم يشر إلى ما يثبت تراجع الحريات في المملكة!
اليوم في ظل ثورة الفضاء الالكترونية يصبح الحديث عن حرية الإعلام وضماناتها في تقارير المنظمات الدولية محل شك كبير، وخاصة أنها لا تقرأ الواقع، ولا تطلع على الحقائق، وبالتالي تفتقد المصداقية في تصنيفاتها التي تبنى على معايير بعيدة عن الموضوعية.
فكيف يمكن لدولة ما في هذا العصر أن تحجب معلومة، أو تصادر رأيا، أو تقيد حرية، أو تفرض توجها ما؟!
لقد تم اختيار المنامة عاصمة للصحافة، وللثقافة العربية للعام الحالي، وعاصمة عربية للسياحة للعام القادم، وبالطبع لم يأت ذلك من فراغ، بل نتيجة إنجازات متواصلة، وجهود مضنية متحضرة على مدار السنين، جعلت منها دولة جديرة بأن تحتل اليوم مرتبة متقدمة عالميا على مختلف الأصعدة.
فمن إنجاز إلى آخر.. نبارك لمملكتنا خطواتها الرائدة في المنطقة!