لماذا «الانتخابات الكويتية» مهمة لنا؟
تاريخ النشر : الأحد ٥ فبراير ٢٠١٢
محميد المحميد
تشكيلة أي مجلس نيابي في أي مجتمع في ظل انتخابات حرة ونزيهة ومشاركة شعبية معقولة هي انعكاس واضح لطبيعة العمل السياسي المقبل في ذلك المجتمع، ومعرفة أسلوب وطريقة التعامل مع الحكومة، وتداعيات ذلك على مصالح الوطن والمواطنين، وتأثير التشكيلة النيابية والعمل البرلماني على الدول المجاورة، وخاصة أننا نعيش في عالم مفتوح متقارب متداخل.
للانتخابات الكويتية تأثيرات في دول الخليج العربي عامة - ومملكة البحرين خاصة - وتداعيات لا يمكن إنكارها، وبالتالي كان اهتمام الشارع البحريني بمتابعة انتخابات الكويت كبيرا وعاليا، إلى درجة أن المواطن البحريني كان يتابع البرامج التلفزيونية الكويتية في الأيام الماضية عن كثب حتى ساعات إعلان النتائج أولا بأول، وتناقل أسماء المرشحين الفائزين وانتماءاتهم وتوجهاتهم، لأن التجربة البرلمانية الكويتية هي محل اهتمام وتأثر وتأثير، سواء كان ذلك من خلال الاستفادة من سقف الصلاحيات والحريات، أو من خلال الاستفادة من أخطاء بعض الممارسات لتجنبها وعدم الوقوع فيها داخل البحرين.
فوز الإسلاميين واكتساحهم في الانتخابات الكويتية يعكسان الانتشار الواسع لهم في الشارع الكويتي، وبالطبع فإن خسارة الليبراليين يعكس انحسارهم، وهذا مؤشرا على ثقة الشعب الكويتي خاصة والخليجي عامة بالإسلاميين رغم كل ما قيل عنهم ورغم الهجوم الموجه ضدهم، وهو مشهد عام في الوطن العربي مهما حاولت بعض الماكينات الإعلامية من هجوم وتشكيك ونسج القصص والحكايات وتهويل بعض التصريحات للإسلاميين وخاصة أصحاب التوجه الوسطي المعتدل المتزن والحضاري.
غياب المرأة وخسارتها في الانتخابات الكويتية هي خسارة كبيرة، ربما تكون مؤقتة، ولا تعكس احترام وتقدير المرأة الخليجية ونضالها وكل التصريحات والعبارات والمشاريع التي تدعم المرأة، ولكن في النهاية هذا قرار الناخبين الذي يجب أن يحترم في التجربة الديمقراطية، ولا بد من إيجاد مخرج آخر يشرك المرأة في العمل البرلماني، ولربما كانت هذه النتيجة من الأمور التي يجب تدارسها في البحرين لتجنبها في الانتخابات القادمة، في طور الاستفادة من أي تجارب ديمقراطية وانتخابية سواء الإيجابية منها أو السلبية.
وبالطبع فإن أسماء بعض النواب الفائزين في الانتخابات الكويتية والحائزين على ثقة الناخب الكويتي هي أسماء غير مرحب بها لدى غالبية أهل البحرين المخلصين، وخاصة ممن وقف المواقف السيئة ضد البحرين وتدخل في شئونها الداخلية بطريقة طائفية واضحة من أمثال عبدالحميد دشتي وغيره، ولا ندري كيف ستتصرف البحرين مع هؤلاء في الأيام القادمة لو واصلوا تدخلهم الطائفي المشين؟
أما موضوع رئاسة المجلس وتوزيع المناصب النيابية في مجلس الأمة الكويتي والتعامل مع نواب التأزيم والمشاكل فتلك حكاية أخرى سنتابع عن كثب كيف سيعالجها نواب مجلس الأمة الكويتي.
تبقى نقطة مهمة يجدر الاستفادة منها، وهي استخدام مواقع «التويتر» في الدعاية الانتخابية للمترشحين، فقد شهدت الانتخابات الكويتية استثمارا إعلانيا واضحا في مواقع التواصل الاجتماعي والتويتر، إلى درجة أن وصل ثمن الإعلان الواحد في بعض مواقع التويتر إلى خمسة آلاف دينار وأكثر، وفي ذلك دليل عل أهمية مواقع التواصل الاجتماعي وتأثيرها على الناخب، وهي بالطبع مكسب مادي مربح لأصحاب المواقع والتويتر، وخاصة المواقع الفاعلة والنشطة التي تحظى بالمتابعة بغض النظر عن توجهات ومواقف أصحابها.
كل ما نتمناه للكويت الحبيبة والكويتيين الأعزاء استمرار العمل البرلماني والحياة الديمقراطية السليمة التي تحافظ على الوحدة الوطنية وتعمل من أجل التنمية والتطوير والاقتصاد وتعي جيدا الأخطار الداخلية والخارجية، أما معالجة الخلاف مع النظام الحاكم فهذا شأن داخلي أهل الكويت أدرى به من أجل الوصول إلى صيغة توافقية يرتضيها أهل الكويت.
لذلك كله.. ولكثير غيره.. فإن الانتخابات الكويتية مهمة جدا بالنسبة إلينا في البحرين.