راصد
خامنئي والخالدية وفداء الضياء
تاريخ النشر : الأحد ٥ فبراير ٢٠١٢
جمال زويد
أما الخالدية فهي مجزرة حدثت يوم الجمعة الماضية في هذا الحي العريق بمدينة حمص السورية ضمن عدّة مذابح يومية يجري فيها سفك الدماء وإزهاق الأرواح على مرأى ومسمع من العالم. هذه المجزرة غير معروف أعداد القتلى فيها بالضبط حتى الآن، فالأرقام تتزايد كل ساعة، وجثث القتلى ما زالت محصورة داخل منازلها أو تحت ركامها. آخر الإحصاءات حتى اللحظة تشير إلى تجاوز عدد الضحايا الـ (200) قتيل و الـ (700) جريح في حمام دم مستمر بلا هوادة ولا رحمة.
وأما فداء محمد الضياء فهو طفل صغير نحتاج - نحن- وأبناؤنا وأطفالنا إلى أن نحفر اسمه في أفئدتنا وأن نتذكر على الدوام جريمة اغتياله، وأن نتعلم ونربي شبابنا وأطفالنا أن يد الغدر والاجرام في سوريا قد استباحت الدماء على نحو غير مسبوق في تاريخ الخيانة والحروب وأن تلك الأيادي التي كان يُفترض أن يتم توجيهها للغاصب اليهودي في الجولان أو القدس قد صبّت قصفها وفرّغت أسلحتها على أبناء شعبها، خلّفت فيهم الأشلاء والجثث، والثكالى والأرامل، وفيها أيتام ومفجوعون بذويهم ما الله عالم به.
الطفل فداء الضياء قُتل بين يدي والده في مدينة نوى السورية على يد الشبيحة في مشهد مؤلم جداً مماثل لمقتل الطفل الفلسطيني محمد الدرّة الذي قُتل بين يدي والده قبل عدّة أعوام، ولا يختلف عنه سوى أن من قتل الدرّة آنذاك كان جنديا يهوديا بينما قاتل فداء هو جندي سوري. وقد ضجّت بالأمس مواقع التواصل الإلكتروني بتسجيل لهذا المشهد، مشهد اغتيال الطفل السوري فداء الضياء على العنوان التالي: «4Sy8HSFI4Wr=v?hctaw/moc.ebutuoy.www//:ptth» وكانت تذيع الخبر المذيعة السعودية فوز الخمعلي على قناة الاخبارية حيث شاب صوتها الحزن منذ بداية قراءة الخبر ولم تستطع مغالبة دموعها لتدخل في نوبة بكاء بعد عرض اللقطات التلفزيونية الخاصة بمقتل فداء الضياء. وأحسب أن من سيدخل على عنوان هذا الرابط سيفعل ذات فعل المذيعة فوز الخمعلي، فالمشهد يذيب مأساويته الصخر.
وأما قائد الثورة الإسلامية في إيران آية الله خامنئي فقد تكلّم في خطبة يوم الجمعة الماضية (أيضاً) عن الظلم الذي يتعرّض له الشعب البحريني - وليس السوري - مبيناً أن الشعب البحريني سينتصر رغم التعتيم الإعلامي للظلم الذي يتعرض له الشعب «ولم ينطق بأي كلام عما يتعرّض له الشعب السوري ولم تثر حفيظته مجازر درعا وحماة ولا حتى حصار الخالدية ولاحتى هذا الطفل القتيل فداء الضياء وأمثاله». ثم يريدون منّا أن نصدّق أن إيران لاتتدخل في شؤون البحرين وأن توجيه دعمهم وإعلامهم وخطبهم نحو البحرين هو من باب نصرة الشعوب الإسلامية وليس من باب الفزعة الطائفية وخاصة أن ما يحدث في سوريا هو أولى عشرات المرّات بالنصرة والدعم أو على الأقل بإعلان موقف مبدئي رافض لشلالات الدماء المهراقة والمستمرة هناك.
سانحة:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «المسلمون تتكافأ دماؤهم، يسعى بذمتهم أدناهم، وهم يد على من سواهم».