ذرية إجرام بعضها من بعض؟!
تاريخ النشر : الأحد ٥ فبراير ٢٠١٢
إبراهيم الشيخ
في الثاني من فبراير 1982، نفّذ المقبور حافظ الأسد أكبر المجازر في تاريخ سوريا، وبالأخصّ في مدينة حماة، حيث طوّقها وقام بدكّها بالمدفعية مدة 27 يوما، ليسقط على إثرها أكثر من 40 ألف شهيد، وكان قائد العملية حينذاك شقيقه المجرم رفعت الأسد.
بعد ثلاثين عاما، عادت النطفة القذرة لتكرّر ما فعله الأب في حماة، حيث نفّذت قوات بشار المجرم جريمة مروّعة في حمص راح ضحيّتها بحسب الإحصاءات الأولية أكثر من 330 شهيداً ونحو 1600 جريح، وذلك بقيادة شقيقه المجرم ماهر الأسد. ذرية إجرام بعضها من بعض؟!
تلك الجريمة تأتي في سياق التطهير العرقي الذي يمارسه نظام الأسد المجرم بدعم من إيران وحرسها الثوري، وبدعم من حزب إيران في لبنان، حيث قوات حسن نصر الله مازالت تتدفّق إلى سوريا، بمساندة من الأحزاب الإيرانية في العراق! تلك الحرب التي تجاوز ضحاياها السبعة آلاف، وعشرات الآلاف من الجرحى، هذا عدا انتهاك الأعراض وقتل الأطفال، وهدم البيوت على أهلها؟!
كالعادة روسيا والصين وقفتا بجانب حليفتهما، فهم مُستربحون من صفقات الأسلحة التي يباد بها الشعب السوري، هذا عدا ضغوط الحليف الإيراني عليهم.
أما جامعتنا العربية بما تضمّه من أنظمة عربية وخليجية متهالكة، فهي كالعادة لم تقدّم سوى الدعم الخفيّ لنظام بشار القمعي لكي يواصل تصفية أهل سوريا، بالضبط كالدور التركي البائس، حيث يبدو أن الجميع فرح بتلك الأرواح التي تُزهق.
أنظمتنا لم تستطع وقف مهرجانات العبث والطرب والرقص، ناهيك عن طرد السفراء أذناب الأسد من دولنا، وإيصال غضب دولنا وشعوبها إلى روسيا والصين، اللتين مازالتا تقفان في صفّ الجزّار، وكأنهما موافقتان على المذابح التي ترتكب.
أين المعتصم؟! أين صلاح الدين؟! أين النخوة والشهامة العربية؟! لا تسأل عن كلّ ذلك، فالدماء التي تُزهق مازالت تكشف وتفضح دناءة الثورة الطائفية الإيرانية، ودناءة أحزابها في لبنان والعراق وطوابيرها في الخليج، الذين مازالوا يستميتون في الدفاع عن ذلك النظام الدموي القمعي، ما يفضح كل ما يتحدثون عنه من نصرة للمظلوم، ودعم «دول الممانعة»، التي اكتشف الجميع أنّها مجرّد أدوات للوصول والاختراق ليس إلاّ؟!
برودكاست: على الشعوب أن تضغط باعتصامات متواصلة عند سفارات نظام الأسد المجرم، كما عليها أن تبدأ حملتها في مقاطعة المنتجات الروسية والصينية.
يجب أن تصل الرسالة من قبلنا. أمّا أهل سوريا، فإنّ الله معهم ولن يخذلهم، وما تلك الدماء التي تراقُ على ثرى الشام، إلاّ لعنات تصبّ على بشار ومن يقف ويتواطأ معه، وماهي إلا تعبيد لطريق النصر القادم بإذن الله.
آخر السطر: قلناها ونعيدها، «جامعة الدول العربية»، عار عليكم وأنتم عار علينا وعلى عروبتنا.