الرياضة
موقف رياضي
تاريخ النشر : الأحد ٥ فبراير ٢٠١٢
كان من المفترض في الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) تعميم نشرة كروية على كل الاتحادات الرياضية في البلدان المنتمية تحت مظلته يطلب فيها ضرورة الوقوف دقيقة حداداً وقبل أي مباراة رسمية مدة أسبوع تضامناً مع الكرة المصرية وعلى أرواح الضحايا والمصابين الذين كانوا موجودين في ملعب استاد بورسعيد في نهاية مباراة النادي المصري والنادي الأهلي (3/1) بالدوري المصري لكرة القدم لأن هذا الموقف الرياضي الإنساني يعكس اهتمام الفيفا بسيادة القانون والأنظمة واللوائح ومحاربة التعصب الأعمى والعنصرية في مجال كرة القدم على مختلف أنحاء العالم، إن هذا الطلب يمتص الشيء البسيط جداً من الآلام الحادة التي تسببت فيها عناصر هي في نهاية المطاف دخيلة على كرة القدم وكان الضحايا والمصابين هم نتيجة هذا التهور الكروي الذي أدى إلى أكبر مأساة كروية في العصر الحديث.
إننا في الوطن العربي نشاطر الكرة المصرية وأهالي الضحايا والمصابين الأحزان المرّة لأننا لم نشهد من قبل مثلما حدث في بورسعيد والكثيرون سموها أكبر مجزرة كروية في العالم وهذا الوصف صحيح جداً، لقد بادرت المنتخبات العربية المشاركة في البطولة الإفريقية الجارية اليوم الوقوف دقيقة حداداً على أرواح الضحايا ونأمل أن نسمع عن وقوف آخر في مباريات الدوري الجارية في مختلف أنحاء الوطن العربي والعالم وأن يتحرك الاتحاد الدولي لإشعار هذه الدول قبل أن تجف الدماء البريئة التي سالت على المدرجات أو على أرض ملعب استاد بورسعيد المشئوم، ذاك في الحقيقة يوم أسود في تاريخنا الكروي وكل الذي نأمله ألاّ يتكرر لأننا كرياضيين نلهث وراء جمال كرة القدم ومنافساتها الشريفة وليس القياس فيها الفوز أو التعادل أو الخسارة فالقياس يكمن في كيفية أن تقدم الجمال للمشاهدين وأن تجبرهم على التصفيق لك والإعجاب بفنك، تلك كرة القدم التي عرفناها منذ نعومة أظافرنا وليست الرياضة محصورة في كرة القدم بل في الألعاب الرياضية الفردية والجماعية كافة، أنا أعتقد أنه كلما ارتفع الوعي الرياضي، كان هو الكفيل بتجاوز المد العنصري والتعصب الأعمى وإن كنت أمتلك سجلاً حافلاً بالبطولات لا يساوي شيئاً أمام نقطة دم تهدر من رأس متفرج كما حدث في بورسعيد.. حقاً إنها مجزرة كروية مؤلمة.