أخبار دولية
واشنطن تتوعد بتجفيف مصادر التمويل ومنع شحنات الأسلحة إلى سوريا
تاريخ النشر : الاثنين ٦ فبراير ٢٠١٢
صوفيا - الوكالات: توعدت وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون أمس الاحد بتشديد العقوبات الحالية المفروضة على النظام السوري والسعي لفرض عقوبات اخرى تجفف مصادر التمويل وواردات الاسلحة لسوريا. في غضون ذلك قتل 31 بينهم 21 عسكريا خلال اشتباكات جرت مع منشقين، إلى جانب عشرة مدنيين سقطوا برصاص الامن في مدن سورية عدة.
وفي مسعى لتشديد الخناق على الاسد بعد يوم من تصويت روسيا والصين بالنقض ضد قرار حول سوريا، قالت كلينتون ان واشنطن ستعمل كذلك مع اصدقاء سوريا حول العالم لدعم الاهداف السلمية للمعارضة السورية. وقالت كلينتون خلال زيارة لبلغاريا عقب فشل محادثاتها في ميونيخ مع نظيرها الروسي سيرغي لافروف «ما حدث بالامس في الامم المتحدة هو مهزلة». واضافت «ان تلك الدول التي رفضت دعم خطة الجامعة العربية تتحمل المسؤولية الكاملة عن حماية النظام الوحشي في دمشق».
وصرحت كلينتون في مؤتمر صحفي مع رئيس الوزراء البلغاري بويكو بوريسوف بأن 13 من الدول الـ 15 الاعضاء في مجلس الامن التي أيدت القرار سعت إلى بدء عملية للحوار السياسي من شأنها ان تقود إلى الانتقال إلى سوريا ديمقراطية جديدة. واضافت «لقد خشينا من ان يؤدي اخفاقنا إلى زيادة فرص نشوب حرب اهلية وحشية»، مشيرة إلى ان السوريين بدأوا في تسليح انفسهم في مواجهة حملة القمع.
وقالت «في مواجهة مجلس امن معطل، علينا ان نضاعف جهودنا خارج إطار الامم المتحدة مع الحلفاء والشركاء الذين يؤيدون حق الشعب السوري في مستقبل افضل».
وأضافت «علينا ان نزيد ضغوطنا الدبلوماسية على نظام الاسد والعمل على اقناع من حوله بان عليه ان يتنحى، ويجب ان يكون هناك ادراك لذلك وبداية جديدة». واضافت «سنعمل على فرض عقوبات اقليمية وقومية ضد سوريا وعلى تشديد العقوبات المفروضة حاليا، وستطبق هذه العقوبات بشكل تام من اجل تجفيف مصادر التمويل وشحنات الاسلحة التي تبقي على استمرار آلة حرب النظام». وقالت «سنعمل على كشف هؤلاء الذين يواصلون تمويل النظام ويرسلون إليه الاسلحة التي تستخدم ضد السوريين العزل ومن بينهم النساء والاطفال».
وكانت الصين وروسيا قد صوتتا بالنقض على القرار بعد ساعات من تحدث المجلس الوطني السوري المعارض عن وقوع «مجزرة» ليلة الجمعة السبت في مدينة حمص.
وقال نشطاء وسكان ان اكثر من 230 مدنيا من بينهم نساء واطفال قتلوا في هجوم شنته قوات النظام السوري. ولكن التلفزيون السوري نفى ذلك.
وأضافت كلينتون «سنعمل مع اصدقاء سوريا ديمقراطية في انحاء العالم لدعم خطط المعارضة السياسية السلمية للتغيير». ولم تكشف كلينتون عن اسماء تلك الدول ولكن من المرجح ان تكون تركيا والدول العربية ودول اوروبا الغربية.
وأمس الاحد قال الامين العام للجامعة العربية نبيل العربي ان الجامعة ستواصل جهودها مع الحكومة السورية والمعارضة من اجل وقف اعمال العنف في سوريا، غداة اخفاق مجلس الامن في استصدار قرار يدعم المبادرة العربية. وقال العربي في بيان «ان اخفاق مجلس الامن في استصدار قرار لدعم المبادرة العربية لحل الازمة السورية بسبب رفض كل من روسيا والصين للقرار واستخدام الفيتو ضده، لا ينفي ان هناك دعما دوليا واضحا لقرارات جامعة الدول العربية». وأكد العربي ان جامعة الدول العربية «ستواصل جهودها مع الحكومة السورية والمعارضة بالتنسيق مع كل الاطراف المعنية بالمسألة السورية من اجل تحقيق الهدف الاسمى الذي تعمل من اجله الجامعة العربية والمتمثل في وقف كل اعمال العنف والقتل وحماية المواطنين العزل وايجاد حل سياسي يمكن من تحقيق الاصلاحات، ويجنب سوريا اي مضاعفات داخلية او تدخل عسكري خارجي». وأعرب الامين العام للجامعة العربية عن «الامل بان تستجيب الحكومة السورية لمطالب شعبها وانهاء حالة العنف ووقف نزيف الدماء».
من جانبه دعا رئيس الوزراء التونسي حمادي الجبالي كل الدول إلى طرد سفراء سوريا احتجاجا على القمع الدموي للحركة الاحتجاجية.
ميدانيا ذكر المرصد الوطني السوري ان اشتباكات عنيفة دارت بعد منتصف ليل السبت الاحد في قرية احسم بجبل الزاوية في ريف ادلب بين الجيش ومجموعات منشقة اسفرت عن مقتل ستة جنود وجرح 21 اخرين بينهم ضابط برتبة عميد، وتم اعطاب اربع آليات. وأضاف أن خمسة جنود قتلوا اثر اعطاب آلية لهم في فليون، وقتل جندي آخر اثر استهداف سيارة عسكرية في ناحية ابديتا بجبل الزاوية بينما قتل جنديان قرب سراقب اثر اشتباك مع منشقين، في المحافظة نفسها، بحسب المرصد. وقتلت طفلة في قرية المسطومة التي تشهد «اشتباكات بين مجموعات منشقة والجيش».
وفي محافظة ادلب ايضا، أكد المرصد مقتل «مواطن في قرية معرشورين (ريف ادلب) اثر اطلاق الرصاص على سيارة كانت تقله مع اخرين»، كما اشار إلى مقتل مواطن من قرية بسامس (ريف ادلب) كان قد اعتقل قبل ايام، من دون ان يشير إلى ظروف وفاته.
وفي ريف دمشق، افاد المرصد بأن ثلاثة عسكريين قتلوا خلال تدمير آلية عسكرية في مدينة الزبداني، مضيفا «كما استشهد طفل اثر اصابته باطلاق رصاص خلال تفريق قوات الامن السورية مظاهرة في مدينة داريا». وفي محافظة حمص ذكر المرصد ان ثلاثة مواطنين قتلوا «اثر القصف الذي تتعرض له مدينة الرستن من قبل القوات السورية». واشار المرصد إلى ان القصف الذي تتعرض له الرستن تم اثر «هجوم تعرضت له جميع الحواجز العسكرية في المدينة من قبل مجموعات منشقة، مما أدى إلى تدمير معظم الحواجز وسقوط قتلى وجرحى من الجيش النظامي» من دون ان يبين عددهم.
وفي حمص نفسها، ذكر المرصد ان اربعة مواطنين قتلوا في عدة احياء في حمص برصاص الامن السوري مشيرا إلى انفجارات هزت احياء كرم الزيتون وبابا عمرو، وسماع دوي اطلاق نار من رشاشات ثقيلة في حي الوعر.