الجريدة اليومية الأولى في البحرين

العدد : ١٢٣٧٣ - الثلاثاء ٧ فبراير ٢٠١٢ م، الموافق ١٥ ربيع الأول ١٤٣٣ هـ
(العودة للعدد الأخير)

قضايا و آراء


«الربيع العربي»: كم نهوى استهلاك المستورد السياسي!





سموه الربيع العربي فصدقنا ذلك وركبنا الموجة التي لاتزال تموج بنا في بحر هائج والله وحده يعلم أين ستلقي بنا. الله وحده يعلم ما ستؤول إليه الأحوال في مصر وليبيا وسوريا وتونس وغيرها من الدول التي هبت عليها نسائم ما سموه الربيع العربي، ولاتزال هنالك دول تريد دفع رياح الربيع العربي المغبرة على البحرين والسعودية والسودان لزعزعة الاستقرار والأمن اللذين تنعم بهما هذه الدول باسم الحرية والاضطهاد المذهبي والعرقي وغيرهما من الشعارات التي يريدون بها تحقيق مآربهم في ثرواتنا.

من يقرأ واقعنا ويراقبه يلاحظ أننا لسنا أصحاب مبادرة على الإطلاق ولسنا أصحاب فعل، بل كل الذي نجيده هو رد الفعل واستهلاك البضائع الاقتصادية والسياسية التي تصدر إلينا. من قبل نهبوا ثرواتنا وحطموا كرامتنا وإرادتنا من خلال النظم الديكتاتورية الثورية التي حكمت بلادنا بالحديد والنار واستنفدت ثرواتنا في الأسلحة والذخائر التي لم تطلق منها طلقة على عدونا الحقيقي. صدام جمع اكبر ترسانة أسلحة ليحارب بها حروبا مدمرة، والقذافي اشترى الاسلحة بالمليارات ليزود بها الثوار في كل مكان من العالم ودرب شعبه حتى يتمكنوا من قتل بعضهم بعضا ببراعة. واليوم يريدون ما تبقى من ثرواتنا عن طريق الأحزاب السياسية المتناحرة من مختلف الأطياف السياسية ومن خلال منظمات المجتمع المدني الممولة خارجيا ومراكز الدراسات والخبراء التي تقدم لهم أسرار مجتمعاتنا وتناقضاتها الطائفية والعرقية والسياسية.

أنا مع الديمقراطية والعدالة والمساواة ولكن يجب ان تكون هذه المبادئ باختيارنا ونابعة من إرادتنا حسب توافقنا وإجماعنا عليها وممارستها أولا في أنفسنا وأسرنا وأحزابنا ثم نطالب بها أساسا للحكم. لا أريد ديمقراطية كتلك التي يمارسها المالكي في العراق من منطلق طائفي يلغي به الآخر ويرهن ولاءه للخارج كما هو حاصل لدى الكثير من الأحزاب السياسية لدينا التي تريد التغيير ولكنها غير قادرة على ممارسة الديمقراطية والمدنية في نفسها، فكيف تستطيع هذه الأحزاب ان تعطي سلعة لا تملكها وقيما لا تمارسها؟

نحن والله ؟ يا قوم ؟ في أزمة تجعل الحليم حيران. متى نتوقف عن تقليد الموضات السياسية والاقتصادية التي تصدر الينا من الخارج؟ متى سنملك قرارنا وارادتنا ونختار ما تريده شعوبنا لا ما تريده القوى العظمى من منطقتنا؟ اعتقد اننا لانزال في مرحلة المهد او الطفولة سياسيا واقتصاديا ولا نملك القرار بأيدينا. في كل مرة يختلقون لنا عدوا يحذروننا منه ويفرضون علينا الاستعانة بحمايتهم وشراء أسلحتهم لتشغيل مصانع السلاح الكاسدة وتشغيل الأيدي الأمريكية والأوروبية. بدأ الأمر بالعراق ثم جاء دور ايران وإذا ما انهارت إيران لا ندري من هو العدو الجديد.



.

نسخة للطباعة

الأعداد السابقة