أصدر المجلس الأعلى للشئون الإسلامية العدد السابع والخمسين من سلسلته الشهرية التي تعنى بالقضايا الاجتماعية والإسلامية تحت عنوان «طريق المسلمين».
يتناول الكتيِّب مسائل شرعية تتعلَّق بطريق المسلمين وحرمته، مسلِّطا الضوء على موضوع حرمة الإضرار بالطريق وسدِّه وأحكامه من المصادر الشرعية المعتبرة عند الطائفتين الكريمتين، بالإضافة إلى إيراد جملة من آداب الطريق وحقوقه.
وأفرد المعدلا قسمًا خاصٌّا بآراء العلماء والفقهاء وفتاواهم التي تؤكِّد حرمة سدِّ الطريق وانتهاك حرمته، ومن جملة العلماء المستشهد بأقوالهم من علماء أهل السنة والجماعة الشيخ ابن القاسم وابن رشد والماوردي والإمام الغزالي ورأي الإمام مالك والمذهب الحنبلي. ومن علماء الشيعة العلامة الحلي والشيخ يوسف البحراني والسيد أبوالقاسم الخوئي والسيد الخميني والشيخ محمد أمين زين الدين والسيد علي السيستاني والسيد محمد حسين فضل الله والسيد محمد الحسيني الشيرازي.
وفي تقديمه للكتيِّب، يؤكِّد رئيس المجلس الأعلى للشؤون الإسلاميَّة سمو الشيخ عبدالله بن خالد آل خليفة أنّ «من أهم التنظيمات الإسلامية تنظيم علاقات الإنسان في جوانبها المختلفة؛ علاقته بربِّه، وعلاقته بنفسه، وعلاقته بالآخر، وحتى علاقته بالبيئة والجمادات من حوله، وانتظمت في سلسلة أخلاقية وتربوية مترابطة، تتناغم فيها الحقوق والواجبات المتبادلة التي يتشكَّل بواسطتها مجتمع مثال».
ويضيف سمولاه: «إذا ما نشأ المسلم على هذه التربية الدقيقة، وامتثل فيها إلى أوامر الله تعالى، وأخذ ما له من حق وأعطى ما عليه من واجب، سيتماسك المجتمع، وتُردم الهوات الفاصلة بين أبنائه، وتتعاظم خيراته، وتكثر مردوداتها، إلى جانب الانعكاسات الإيجابية على الفرد نفسه؛ أخلاقيٌّا، ونفسيٌّا، وسلوكيٌّا». لافتًا سمولاه إلى أنَّ «من ضمن تلك العلاقات المهمة علاقة المسلم بالطريق، وصلة هذه العلاقة بالمجتمع المسلم عمومًا».
ويردف: «مع الأسف، صار المسلمون اليوم يتهاونون في حقوق الطريق مع ما لها من أثر بالغ واتصال وثيق بالآخر، وصاروا يفرِّطون في حقوقه، مما يؤدي إلى تضييع حقوق المسلمين وانتهاك حرماتهم، على الرغم من النصوص الشرعية الواضحة والصريحة».
يشار إلى أنَّ المجلس الأعلى للشؤون الإسلاميَّة يقوم بطباعة كتيِّب واحد كلَّ شهر قمري ضمن سلسلة «قضايا اجتماعية وإسلاميَّة»، ووصل عدد كتيِّبات السلسلة إلى 57 كتيبًا يوزِّعها المجلس مجانًا على المعاهد الدينية والحوزات والمراكز الإسلاميَّة وعلى عموم المواطنين الراغبين في اقتنائها.