حتى الآن هي مجرد إشاعات
تاريخ النشر : الثلاثاء ٧ فبراير ٢٠١٢
محميد المحميد
تتداول في الوسط المحلي أخبار عدة وتتناقل على شكل شائعات ليس لها شكل ملموس على أرض الواقع، ولكن التجربة علمتنا في هذا الوطن أن بعض الشائعات هي «بالونات اختبار» لقياس ردة الفعل والتمهيد لتحقيقها، والبعض الآخر منها هو «بالونات انشغال» حتى تتم التغطية على وقائع وأمور أكبر، والبعض الآخر مجرد «أحلام وتخرصات» من قوى المجتمع المتعددة بلا استثناء.
خذ مثلا.. موضوع «الحوار الجديد» تداوله الناس بشكل كبير، وأكدته جهات شبه رسمية ورحبت به شخصيات عديدة، ورفضته شخصيات أخرى، فيما الواقع يؤكد أنه لا شيء رسمي حتى اللحظة، ومن ضمن ما علمناه أن الحوار الجديد سيكون عبارة عن «استكمال لحوار التوافق الوطني»، فيما يشترط البعض وقف العنف واعتذار المحرضين والداعمين للتخريب عما اقترفوه ضد الوطن، ولكن حتى اللحظة فإن الحوار مجرد كلام يتداول من دون وقائع، وبالون اختبار لقياس ردات الفعل، ولربما تحقق إذا ما تمت تهيئة الرأي العام له وتمت دراسة كل الملاحظات المسبقة عنه.
خذ مثلا.. الاتحاد بين مملكة البحرين والمملكة العربية السعودية، كلام بدأ يتداوله الناس بشكل كبير، ويقال إنه تمهيد لتحقيق الاتحاد الخليجي المشترك، وهناك من يؤيد وهناك من يعارض، بل ان بعض مواطني دول الخليج طالبوا دولهم بالاشتراك مع الاتحاد البحريني السعودي وكأنه أمر قد تحقق، ورغم أن الاتحاد حلم ومطلب شعبي عام، فإنه حتى اللحظة لم نر ولم نسمع أي تصريح رسمي حول هذا الشأن، ولربما كان هذا الموضوع من الشائعات التي يتمنى الجميع أن تتحقق قريبا لأسباب عديدة.
خذ مثلا.. موضوع الإفراج عن المحكومين والمدانين وإغلاق ملف الموقوفين والعفو عن المخربين وغيرهم، حديث بدأ ينتشر بشكل كبير بين الناس ويتناقلونه عبر مواقع التواصل الاجتماعي والمسجات، ويقال إنه من أجل تخفيف حدة العنف، ورسالة من الدولة لقياس ردة الفعل من الطرف الآخر لإبداء حسن النوايا، ولقطع الطريق على التوترات والتهديدات في 14 فبراير القادم، وهذا بالطبع موضوع لن يلاقي قبولا عند فئة كبيرة وواسعة من الشعب، وخاصة الذين تضرروا من الأحداث والعنف، ويريدون تطبيق دولة القانون، ولكن حتى اللحظة فإن الموضوع بأكمله في نطاق الإشاعات. خذ مثلا.. مسألة التعديل الوزاري.. حل مجلس النواب.. إجراء انتخابات مبكرة.. تطبيق القانون على زعماء التحريض.. وغيرها من الأخبار التي يتداولها الوسط المحلي وهي مجرد إشاعات حتى اللحظة، تختلط معها الأمنيات والأحلام والتوقعات، مع قياس ردود الفعل عند الرأي العام المحلي والدولي، ولربما تم تنفيذ بعضها، فمن يدري؟
إلا أن الموضوع الوحيد واليتيم الذي هو حقيقة وليس إشاعة ولا بالون اختبار ولا بالون انشغال.. هو انه لا توجد زيادة في رواتب الموظفين والمتقاعدين وغيرهم، تماما كما هو موضوع أن اليوم هو الثلاثاء وغدا هو الأربعاء، لأنها حقائق ثابتة مهما ارتفع سعر برميل النفط في وقت بلغ فيه الدين العام لمملكة البحرين 2,93 مليار دينار.