الجريدة اليومية الأولى في البحرين



التصعيد القادم

تاريخ النشر : الثلاثاء ٧ فبراير ٢٠١٢

محمد مبارك جمعة



الحديث في البحرين هذه الأيام، وخصوصاً في الوسط الشعبي، يدور حول اقتراب حدوث عمليات تصعيد يراد منها إعادة البحرين إلى وضعية العام الماضي في مثل هذا التوقيت، وأن هذه الأيام تمثل عمليات جس نبض من خلال تنفيذ اعتصامات مفتوحة تستمر عدة أيام، يضاف إليها تصريحات مرشد الثورة الإيرانية «خامنئي» في خطبة الجمعة الماضية، والتي جاءت لتضاف إلى سلسلة التصريحات الصادرة عن النظام الإيراني مستهدفاً بها أمن البحرين ومعطياً إشاراته إلى ممثليه ببدء العمل..!
قد يكون هذا الكلام صحيحا، ومن دون شك فإن من قادوا التأزيم في العام الماضي يريدون العودة إلى واجهة الأحداث مجدداً، ولا يمكنهم فعل ذلك من دون وجود إعلامي دولي، والوجود الإعلامي الدولي يحب رائحة القتل والدم والدمار، فحينما تتوافر هذه العوامل يهرع الإعلام بكاميراته ومراسليه، وحينما تتواجد هذه الكاميرات، فإنها تكون سبباً مباشراً في التصعيد السياسي وبداية الضغوط الدولية، وبالتالي فإن معادلة بسيطة جديرة بأن تشرح ما يمكن أن يحدث من خلال عمليات التصعيد أو التظاهر والاحتكاك برجال الأمن، فالمقصود من ذلك هو سقوط الضحايا كي يتم استغلال ذلك إعلامياٌّ، وهذا ليس كلامي أو تأليفي، بل قال ذلك صراحة «تاجر المعادن» ومعه عدد من «النشطاء» في غرفة كانوا يتدارسون فيها كيفية «العودة إلى الدوار»..! وكانت النتيجة هي أنه «طالما يوجد لدينا شهيد فنحن بخير»..! وأترك بقية القصة لكم..
البحرين انتهت للتو من استعراض تقرير لتقصي الحقائق، وهي الآن في مرحلة تنفيذ توصياته، بعدما حل بالبلاد في مثل هذا التوقيت من العام الماضي. الآن حصلت البحرين على تأييد دولي كبير وإشادة بتعاملها مع الأوضاع التي مرت بها، ومن المؤكد أن البحرين لا تريد أن تكون في موقف يجبرها على تعيين لجنة ثانية للتحقيق في أحداث جديدة تجري الترتيبات لها على قدم وساق، وبالتالي فإن الحذر واجب، حفاظاً على البحرين التي لم تخرج بعد من تداعيات ما حل بها