الرياضة
موقف رياضي
تاريخ النشر : الثلاثاء ٧ فبراير ٢٠١٢
تبدو الأمور معقدة في كرة القدم عندما لا يكون الفريق في وضع فني سليم وعلى هذا الأساس تصبح المباراة التي نحن بصدد التدافع عليها لمشاهدتها مباراة مهزلة لا يمكن أن تكون مباراة تنافسية الهدف منها إمتاع الجماهير وانتزاع الإعجاب منهم، أي خلل في فريق ما تصبح المباراة لا قيمة لها على الإطلاق ولنعط مثالاً على ذلك لتقريب الصورة إلى القارئ الرياضي، لو على سبيل المثل لا الجزم أن لعب برشلونة أمام ريال مدريد بفريق من الشباب تحت 21 سنة وفي المقابل كان فريق ريال مدريد متكاملاً، فماذا يحدث قبل أن تطلق صفارة المباراة؟
من الطبيعي جداً أن يشعر ريال مدريد أن النادي الذي يلاعبه يريد أن يهينه بفريق من الشباب وهي ليست إهانة من النوع الشخصي لكنها تدخل في التأثير على النفس البشرية من الناحية الرياضية، فبرشلونة لن تهمه نتيجة المباراة لكنه يريد أن يضع المنافس في مأزق ذهني وهنا يكون تفكير الجهاز الفني لريال مدريد إما الاستهتار بالمباراة أو الاستهتار بالمشاهدين وصناعة مهزلة كروية لا ينساها التاريخ، لا شك أن نتيجة المباراة ستكون قاسية على الفريقين معاً لأن ريال مدريد إذا فاز ستقول الصحافة الرياضية في اليوم التالي أن الريال فاز على فريق من الشباب وإذا خسر ستكون المفاجأة عارمة ومدوية جداً.
وعلينا أن نعلم أن هناك حدثاً تاريخياً تم تدوينه ضمن تاريخ كأس العالم لكرة القدم عام 1954 حينما لعب المنتخب الألماني الغربي يومذاك أمام المجر في المباراة النهائية وفاز الألمان 3/2 لكن عندما تقابل الفريقان ضمن نفس المجموعة في الدور التمهيدي كان المنتخب الألماني قد ضمن الصعود إلى الدور الثاني ولعب أمام المجر بالصف الثاني وفاز المجر يومها 8/2 وتوقع متابعو البطولة آنذاك أن يسحق المنتخب المجري نظيره الألماني بنفس النتيجة أو أكثر لكنه فوجئ بأن الفريق يختلف عن ذاك وكانت مفاجأة من المفاجآت المدوية في تاريخ هذه البطولة وبالتالي ينطبق المثل الذي سقناه أن مباراة كرة القدم يمكن أن تتحول إلى مهزلة إذا فقدت عنصر المنافسة الشديدة وظل الوضع من جانب واحد.