أخبار دولية
الدول الخليجية تكثف ضغوطها على النظام السوري عبر طرد سفرائه
تاريخ النشر : الأربعاء ٨ فبراير ٢٠١٢
الرياض - الوكالات: اتخذت الدول الخليجية خطوة حاسمة تجاه «النظام السوري» عبر طرد سفرائه واتهامه بارتكاب «مجزرة جماعية واجهاض» الجهود العربية للتوصل الى حل للازمة المستفحلة في هذا البلد الذي يشهد مواجهات دامية بين المحتجين والسلطات.
واكد بيان رسمي لمجلس التعاون شديد اللهجة امس الثلاثاء ان «السعودية رئيس الدورة الحالية تعلن ان دول المجلس قررت سحب السفراء من سوريا والطلب في الوقت ذاته من جميع سفراء النظام السوري مغادرة اراضيها بشكل فوري». واوضح ان هذه الخطوة تأتي «بعد ان انتفت الحاجة الى بقائهم بعد رفض النظام السوري كل المحاولات واجهضت كل الجهود العربية المخلصة لحل هذه الازمة وحقن دماء الشعب السوري».
واشار الى ان الدول الخليجية «تتابع ببالغ الاسى والغضب تزايد وتيرة القتل والعنف في سوريا الذي لم يرحم طفلا او شيخا أو امرأة، في اعمال شنيعة اقل ما يمكن وصفها به المجزرة الجماعية ضد الشعب الاعزل دون اي رحمة». واكد ان دول الخليج «تشعر بالاسى البالغ والحزن الشديد على هدر الارواح البريئة، وتكبد التضحيات الجسيمة، لا لشرف الدفاع عن الوطن ضد معتد اجنبي ولكن لتحقيق مآرب شخصية تهدف إلى الصراع على السلطة دون اعتبار لكرامة المواطن السوري وحريته».
وتأتي خطوة الدول الخليجية في خضم حملة نشطة هدفها ممارسة اقصى الضغوط الممكنة على سوريا لكي تستجيب للمبادرة العربية التي فشل مجلس الامن في اقرارها بسبب الفيتو الروسي والصيني.
وفي هذا الاطار، كانت تونس الدولة العربية الاولى التي تطرد السفير السوري قبل ثلاثة ايام وطالب رئيس وزرائها حمادي الجبالي جميع الدول بطرد سفراء سوريا بسبب التصعيد في العنف. كما قررت واشنطن سحب سفيرها من دمشق فيما استدعت دول في الاتحاد الاوروبي سفراءها بغرض التشاور. يذكر ان عددا من دول مجلس التعاون كانت استدعت سفراءها من دمشق خلال الصيف الماضي احتجاجا على القمع.
وسيعقد وزراء خارجية دول المجلس يوم السبت في الرياض اجتماعا مخصصا لبحث الوضع في سوريا عشية اجتماع مجلس الجامعة العربية في القاهرة. وياتي الاجتماع في اعقاب اخفاق مجلس الامن في اصدار قرار يندد بالعنف في سوريا اثر استخدام روسيا والصين الفيتو في مواجهة مشروع قرار عربي غربي يتبنى خطة العمل العربية بشأن الوضع في سوريا.
ودعا بيان مجلس التعاون الدول العربية «المقرر ان تجتمع في مجلس الجامعة الاسبوع المقبل ان تتخذ كافة الاجراءات الحاسمة امام هذا التصعيد الخطير ضد الشعب السوري بعد أن قاربت الازمة السنة دون اي بارقة أمل للحل». لكنه لم يحدد طبيعة هذه الاجراءات. يذكر ان الجامعة العربية سبق ان قررت تعليق مهمة بعثة المراقبين الى سوريا منددة بتصاعد العنف الذي اسفر بحسب ناشطين عن مقتل اكثر من ستة الاف شخص منذ اندلاع الاحتجاجات ضد النظام في مارس .2011
وفي السياق ذاته اعلنت وزارة الخارجية الفرنسية ان فرنسا استدعت سفيرها في سوريا اريك شوفالييه للتشاور وذلك للمرة الثانية في غضون اشهر، وهو قرار ينسجم مع تدبير مماثل اتخذته بلدان اوروبية عدة. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية برنار فاليرو «نظرا الى تصاعد حملة القمع التي يشنها النظام السوري ضد شعبه، قررت السلطات الفرنسية استدعاء السفير الفرنسي في سوريا للتشاور».
وياتي قرار باريس بعدما استدعت كل من ايطاليا وبريطانيا والولايات المتحدة سفراءها من سوريا. وقال فاليرو ان السفير الفرنسي سيعود الى باريس «خلال الايام القليلة المقبلة».
في غضون ذلك، اعلن وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف في ختام لقاء مع الرئيس السوري بشار الاسد في دمشق ان روسيا مستعدة لمواصلة البحث عن حل للازمة استنادا الى مبادرة الجامعة العربية. ونقلت وكالات الانباء الروسية عنه «اكدنا حسن نيتنا للمساهمة في التوصل الى مخرج للازمة على اساس المبادرة التي اقترحتها الجامعة العربية».
واكدت اللجنة الوطنية المكلفة باعداد مشروع دستور لسوريا في بيان بثته وكالة الانباء الرسمية (سانا) «انهاء عملها في اعداد مشروع الدستور»، موضحة انها «سترفع مشروع الدستور الى رئيس الجمهورية لاستكمال اسباب صدوره وفق الاجراءات الدستورية».
واعلن لافروف نقلا عن الاسد ان هذا الاخير «سيلتقي في الايام المقبلة اللجنة التي تولت صياغة مشروع الدستور الجديد». وقال «انتهى العمل وسيتم الاعلان عن موعد الاستفتاء على هذه الوثيقة المهمة جدا لسوريا» بحسب ما نقلت عنه وكالات الانباء الروسية.
وفي انقرة اعلن رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان ان تركيا ستطلق «مبادرة جديدة» دولية بشأن سوريا بعد الفيتو الروسي الصيني تهدف الى وقف اراقة الدماء في هذه الدولة المجاورة. وقال اردوغان في البرلمان «سنطلق مبادرة جديدة مع دول تدعم الشعب وليس النظام» في سوريا، بدون ان يوضح طبيعة هذه المبادرة.
واضاف اردوغان متحدثا امام نواب حزب العدالة والتنمية المنبثق من التيار الاسلامي ان حكومته «تستخدم كل السبل الدبلوماسية للفت انتباه الاسرة الدولية» الى الازمة السورية. وندد بشدة امام نواب حزبه بالفيتو الروسي والصيني في مجلس الامن يوم السبت مؤكدا ان هذا الفيتو هو «اذن بالقتل يعطى للطاغية» في اشارة الى الرئيس السوري بشار الاسد.
ميدانيا قال نشطاء وسكان ان القصف العنيف لمدينة حمص تجدد امس بعد مقتل 95 مدنيا على الاقل يوم الاثنين. وأصبحت المدينة التي يقطنها مليون نسمة معقلا للمقاومة المسلحة المناهضة للاسد. ويقول معارضو الاسد ان دباباته ومدفعيته قتلت اكثر من 200 شخص في المدينة يوم الجمعة في أكثر الاحداث فتكا منذ الانتفاضة التي بدأت ضد حكمه في مارس.
وقال النشط محمد الحسن هاتفيا عبر الاقمار الصناعية «يتركز القصف مرة أخرى على بابا عمرو. حاول طبيب الوصول الى هناك هذا الصباح ولكني سمعت انه أصيب». وتابع «ليست هناك كهرباء وكل الاتصالات مع الحي قطعت».
وقالت السلطات السورية ان قوات الجيش تحارب «ارهابيين» في حمص عازمين على تقسيم وتخريب البلاد. وذكرت وسائل اعلام سورية ان «عشرات الارهابيين» وستة من أفراد قوات الامن قتلوا في الاشتباكات التي جرت في حمص يوم الاثنين.