الجريدة اليومية الأولى في البحرين


مسافات


حين تلتقي مواقف برلمانية مع أجندة المخربين!

تاريخ النشر : الخميس ٩ فبراير ٢٠١٢

عبدالمنعم ابراهيم



إذا كانت لدينا مشكلة مع المخربين والمحرضين على العنف في شوارع البحرين، فلدينا أيضاً مشكلة أخرى مع بعض النواب المتشددين والمتزمتين في الاتجاه الآخر من البرلمان.. وإذا كان هدف المخربين هو تدمير الاقتصاد الوطني وطرد المستثمرين وإلحاق الأذى بالمواطنين والمقيمين، فان هدف بعض النواب هو جعل البحرين بلدا ينعق فيه الغراب! وتحويل البلاد إلى مأساة حزينة وكئيبة! ويتضح ذلك من خلال الاقتراح برغبة الذي تقدم به المجلس يوم الثلاثاء الماضي بشأن (الغاء الاحتفالات والحفلات الغنائية الخاصة بمهرجان (المنامة عاصمة الثقافة) بحجة التضامن مع الشعب السوري!
بعد متاجرة بعض النواب بالدم الفلسطيني يأتي الدور للمتاجرة بالدم السوري! ولكن الحقيقة ان (بعض) النواب لا يهمهم الدم السوري أو غيره، بقدر ما يهمهم إيقاف أي نشاط فني أو موسيقي أو غنائي استعراضي يقام في البحرين انطلاقا من قناعتهم الفكرية والدينية المتشددة بأن هذه الأنشطة (حرام ورذيلة وفسق وفجور)! ومادام الكل هذه الأيام يعزف على وتر دماء الشعب السوري (وهي دماء غالية علينا جميعاً) فان هؤلاء النواب يمكنهم استخدام ذلك لتنفيذ قناعاتهم الدينية المتشددة في مجلس النواب.
ولا يوجد هناك (بلاوي سوداء) أكثر مما يحدث عندنا في البحرين منذ شهر فبراير الماضي حتى الآن، فإن التدمير والحرائق وقتل الأبرياء بالمولوتوف واستباحة دماء رجال الشرطة صارت من الأمور المألوفة في البحرين، ولكن هذا لم يمنع الدولة ولا حكومة البحرين من مواصلة أنشطتها الاقتصادية والسياسية والعمرانية والصحية والتعليمية والتجارية، ومنذ يومين افتتح صاحب السمو الملكي رئيس الوزراء معرض الخليج للصناعات بمشاركة شركات كبيرة من أجل مواصلة التنمية الاقتصادية في البلاد.. وهذا يعني ان (الدولة) لا تحارب الإرهاب والمتطرفين بالأسلحة الأمنية بقدر ما تحاربهم بالأنشطة الاقتصادية والحضارية وبناء الوطن، وتأتي الأنشطة الفنية والغنائية والموسيقية الخاصة بمهرجان (المنامة عاصمة الثقافة) جزءا من سلاح الدولة في مقاومة العنف والتدمير والرد على من يحاولون تحويل البحرين اطلال ينعق فيها الغراب!
هؤلاء النواب للأسف (بوعي أو من دون وعي منهم) ينسجمون مع أجندة المخربين في البحرين لتدمر الاقتصاد الوطني.. وكل هذا بسبب كراهيتهم للفنون والثقافة والموسيقى!
وعليهم ان يدركوا ان من يحب وطنه لا يساهم في تدميره، والبحرين عليها ان تقاوم العنف بالاقتصاد والثقافة والفنون والموسيقى معاً!