الجريدة اليومية الأولى في البحرين


قضايا و آراء


قراءة من واقع الحدث

تاريخ النشر : الخميس ٩ فبراير ٢٠١٢



قيم الشعوب محرك للأوطان، ما إن تقف تلك القيم حتى تستباح الأوطان وتُخذل، العمالةُ أحد أوجه الخذلان الوطني، والمتاجرة في سمعة قادة الأوطان خيانة لا تُستهان، فالجيل الواعي يتربى على الحفاظ على الهوية بالانتماء الحسي والانتماء الفكري والانتماء الوطني، والوعي مصدر للثقة بالنفس به تصلح السرائر وتكتمل الضمائر، وخسارة أكبر منها خسارة أن تكون الأجيال ناقمة بالتبعية والمعية من دون هوية، هُواةٌ خلف الهوى يسيرون بلا روية، لا رؤية ولا هدف، تختزل في عقولهم غشاوة الفراغ، ويشتغل فكرهم بالأمراض النفسية من الحقد والكره والظلم والحسد، هم للجهل قريبون وللعلم بعيدون، ليسوا بمنافقين فيُحسبون على النفاق وليسوا بجناة فيحسبون من الجناة، هم جرمٌ بذاته لا يخرج منهم إلا ما تسافل من الأخلاق، لا ذمة لهم ولا ضمير، ذلك الوصف هو أقرب وصف يمكن للعقل أن يحسب خيال من يغالطون أنفسهم من فئات التضليل، المضلَّلين، والضالين،هذا الوصف ليس لقوى التأزيم في البحرين فقط بل لكل من يملك قيادة كقيادتنا الرشيدة ويعتلي ما اعتلته فئات التضليل في وطننا الحبيب.
شعب البحرين محظوظ بقيادته الملكية من عائلة آل خليفة الكريمة، أكثر من 240 سنة يحكم آل خليفة وطن البحرين، ومن قرن إلى آخر البحرين علم بين دول العالم، شعوب الخليج تتابع بشغف أخبار البحرين وأهلها مع الإمكانيات المحدودة لهذا الوطن إلا أن الأنظار منجرفة له تائقة لمشاهدة منجزاته.
وطننا يحظى بمليك الإنسانية حمد، ويحظى بصاحب الحكمة والمجد الأمير خليفة، وطن لا يعرف الخوف فليس الأمر مدحا للوطن بل هو حق يقال ولا ينُسى، فالبحرين اكتسبت مكانة عالمية يشهد بها العالم كله وأصبحت معلما عالميا يطلب الزيارة له.
البحرين محل الكرامة والكرم والعزة والشرف والضيافة شعباً وقيادة، لمّا أراد الشاه في يوم من الأيام أن يطأ أرض البحرين في جوف الظلام، أرسل خطاب تهديد إلى الأمير سلمان (رحمة الله عليه)، ولكنه بعد يوم عرف أن البحرين لها شعب لو حل بينه ما كان، لم تعرف قوة في ذلك الزمان كقوة شاه إيران، إمبراطورية عُظمى لكن لم يتمكن من أن يهزم العزم والإيمان، أرسل له الأمير خليفة بن سلمان إن كانت لك قدم فلتطأ أرض الأحلام وسوف تُحرق من دون كلام، هكذا عرف قدره شاه الإجرام، طأطأ رأسه وولى مخزي الإقدام، تلك واحدة من قصص الأيام وليست سوى محنة قُدِرَ لها واستفدنا منها معنى القوة بلا انهزام، وعاشت بعدها البحرين بألف أمان.
شعب له ماضٍ مُشرّف منذ الخمسينيات من القرن الماضي والستينيات والسبعينيات والثمانينيات والتسعينيات وآخرها ما بعد الألفين مضى عام ونحن في محن عملاء إيران، تعدى الشعب محن ذلك الزمان بفضل وعيه وقوته والتزامه بإصرار بيعةٍ وولاءٍ للقيادة الحكيمة، وفي هذه الأيام تعدى الشعب معارك قوى التضليل بفضل تماسكه يداً بيد القيادة، إلا أن المسألة الآن تختلف فالتماسك في الماضي كان بعفوية وبصورة حرة، أما اليوم فهنالك عدو يبحث عن صور التفكيك بين الأحبة والتآلف بين الاخوة كي يكون رديفاً يساوم وحصيفاً يقاوم.
هنالك من لا يريد الأمن لهذا الوطن، ومن مصلحته أن يخسر المواطن حتى ينسب الخسارة إلى الحكومة، ويؤجج الوضع العام كي يُثبت للرأي الخارجي أنه على حق فيما يطلب، فمن مصلحة قوى التأزيم أن يحل الكساد ويهرب السياح وتبور السلع والمواد، ومن مصلحة قوى التأزيم أن يتفشى التحزب ويزيد القتل ويتميع الشباب ويتسيب الطلاب عن المدارس، وتُعطل الجامعات، وتُوقف الأعمال حتى يتعكز على الحقائق المزيفة ضد هذا الوطن، هي مآربهم من تلك التجمعات التي يعقدونها، مناهم أن تطول الأزمة إلى أبعد أمدٍ ممكن، وفي المقابل يقولون سلمية وهم يعيثون في الأرض الفساد، يحتلون الشوارع والسكك ويُعطلون مصالح الناس، وليتها تقف عند هذا الحد، إلا أن الحرية والسلمية اللتين يمارسونهما بلغتا حد قذف وسب وشتم القيادة والذات الملكية التي يصونها الدستور والقانون، وقبلهما تصونها قلوب الشعب.
هم يُصرون على ذلك لأنهم لا يعرفون محبة القيادة في قلوب الشعب، أيها الجاهلون إن شعب البحرين يرى في صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة وليا قائدا عربيا فذا، ويرى في صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة وليا قائدا مجدا، ويرى في صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة وليا عزيزا سدا، هم حصن الوطن، بهم قامت البحرين راية عالية مرفوعة، وإني أوصلها رسالة إلى من لم يسمع فالشعب طال سكوته عن الإهانة المقدمة للقيادة وعلى رأسهم صاحب الجلالة مليكنا المفدى فالأبواق والسب ليل نهار لن تدوم، فمفهوم الوطنية يعني الاحترام، وقيادتنا رمز للوطن وعز له، ولن نقبل أن تهان، بل لا يجوز شرعا ولا قانونا أن يهان ولاة الأمر إجماعا، ولذا وجب البيان فالشعب يحترم حريتكم فلتحترموا حريته حين اختار قيادته، فليس من العدل أن تكونوا أحرارا بهدم حرية الآخرين.
حفظ الله قيادتنا وحمى البحرين عربية خليفية.