أخبار دولية
الرئيس التونسي في المغرب لإحياء اتحاد المغرب العربي
تاريخ النشر : الخميس ٩ فبراير ٢٠١٢
الرباط - (ا ف ب): بدأ الرئيس التونسي المنصف المرزوقي أمس الاربعاء زيارة تستغرق ثلاثة ايام للمغرب الذي يعتبره «بلده الثاني»، المحطة الاولى في جولته الاقليمية الهادفة الى اعطاء دفع جديد لاتحاد المغرب العربي، المشروع المتعثر منذ انشائه.
وقد اعرب المرزوقي المعارض السابق الذي اتهم احيانا بأنه يحلم بأشياء مثالية، عن طموحات كبيرة يريد ان ينجزها خلال هذه الجولة معربا عن امله في ان تكون هذه السنة التي تلي الربيع العربي سنة «اتحاد المغرب العربي».
وفي حديث مع وكالة الانباء المغربية الرسمية قال «سنعمل هذه السنة على اعادة الانسجام بين اشقائنا الجزائريين والمغاربة والليبيين والموريتانيين بهدف احياء حلم الاتحاد المغاربي الكبير المتعثر منذ سنوات». وقد اعربت تونس عن رغبتها في استضافة قمة الدول الخمس التي تشكل اتحاد المغرب العربي (المغرب والجزائر وتونس وليبيا وموريتانيا) الذي تأسس في 1989 لكنه بقي حبرا على ورق.
وفي معرض حديثه عن نظرته لاتحاد مغاربي معدل بحسب التطورات الحالية قال الناشط السابق في مجال حقوق الانسان انه يريد ان يتمتع المغاربة «بخمس حريات» «حريات التنقل والاقامة والعمل والاستثمار والاستملاك وحق المشاركة في الانتخابات البلدية» في هذا الفضاء الجديد. واكد ان تونس قررت المضي قدما في هذا الاتجاه «في اسرع وقت ممكن» لكنها تفضل ان يتم ذلك في اطار «قرار جماعي».
كذلك دعا الملك محمد السادس الذي يستقبل ضيفه التونسي على مائدة الغداء، الى قيام «نظام مغاربي جديد ياخذ في الاعتبار التغيرات التي شهدتها ليبيا وتونس». وقد بدأ التقارب بين الرباط والجزائر وتكثفت اللقاءات بين بلدان المنطقة. والخلاف قائم بين الجزائر والمغرب بشان قضية الصحراء الغربية، لكن المرزوقي دعا الى وضع هذه المشكلة بين قوسين.
واكد عبدالعزيز كراكي استاذ العلوم السياسية في جامعة الرباط لفرانس برس ان «مستقبل المغرب العربي يمر لا محالة باندماج مغاربي وكل تأخير يؤثر سلبا على هذا الجزء الكبير من المتوسط». واضاف ان «من صالح الاوروبيين ان تتقاسم مجتمعات الضفة الجنوبية نفس القيم في مجال الديمقراطية والعدالة».
ويرى اقتصاديون ان اعادة فتح الحدود بين المغرب والجزائر المغلقة منذ 1994، وتنقل الممتلكات والاشخاص سيزيد بنقطتين نسبة النمو في هذه المنطقة الغنية بالمواد الاولية (فوسفات، نفط وغاز) واليد العاملة. ورغم ان الطريق مازال طويلا تقرر عقد اجتماع وزاري للاتحاد المغاربي في نهاية فبراير في الرباط. وسيتناول المرزوقي ورئيس الحكومة المغربية الاسلامي عبدالاله بنكيران خلال المحادثات هذا الموضوع وتعزيز العلاقات الثنائية - ومازالت المبادلات التجارية ضئيلة -.
واصبح الاسلاميون يحكمون البلدين في خطوة كانت مستحيلة قبل سنة، لكنها تحولت الى واقع اثر الثورة التونسية وما تلاها من انعكاسات على المغرب حيث قرر الملك -تماشيا مع الربيع العربي - ادخال اصلاحات تلتها انتخابات مبكرة فاز بها حزب العدالة والتنمية.
وبعد المحطة الرسمية من زيارته، سيتوجه المرزوقي اليوم الخميس الى مراكش لزيارة قبر والده المعارض الذي عاش في المنفى بالمغرب.