نقاط «التعاون» بعد قرار «الطرد والسحب»..!
تاريخ النشر : الجمعة ١٠ فبراير ٢٠١٢
محمد مبارك جمعة
عدة نقاط سجلتها دول مجلس التعاون الخليجي بـقرارها طرد سفراء النظام السوري من أراضي دول الخليج وسحب السفراء من سوريا. الأولى والأهم هي توجيه رسالة قوية المضمون وصائبة التوقيت إلى روسيا أثناء وجود وزير خارجيتها سيرغي لافروف في دمشق ردّا على الموقف الروسي باستخدام «الفيتو» في مجلس الأمن أمام مشروع قرار الجامعة العربية بشأن الوضع السوري، وهي رسالة سيكون لها، بكل تأكيد، بالغ الأثر على الدبلوماسية الروسية التي سنشهد عما قريب تغييراً واضحاً في موقفها.
الثانية قطع الطريق أمام فشل أمين عام الجامعة العربية الذي يضاف إليه تآمر بعض الدول العربية على الشعب السوري، وما يثار من حديث حول عودة المراقبين إلى سوريا تلبية لطلبات رئيس النظام السوري الذي يحن شوقاً إلى تقارير الجنرال «الدابي».
الثالثة ضخ شحنة معنوية كبيرة في أنفس الثوار السوريين الذين سوف يستشعرون وقوف دول مجلس التعاون الخليجي إلى جانبهم، وما لذلك من انعكاسات إيجابية على مسار الثورة وتقدمها.
الرابعة استقطاب المزيد من المواقف الإقليمية والعربية والدولية في صالح الثورة من خلال تشجيع دول أخرى على اتخاذ مواقف مماثلة ومتقدمة وحسم قرارها ومراعاة مصالحها بالسير خلف دول مجلس التعاون الخليجي في مواجهة آلة القتل الأسدية التي تعيث خراباً في أرض الشام.
الخامسة توجيه رسالة إلى الداخل السوري، وتحديداً إلى من يقفون على مقربة من رئيس النظام السوري سواء في المؤسسة الرسمية أو العسكرية أو في الطبقة التجارية بأن الرهان على هذا النظام سيؤول إلى الخسارة، وأنه من الأفضل لمن لديه الفرصة الآن أن ينشق عن هذا النظام ويبتعد عنه وعن الاشتراك فيما يرتكبه من جرائم، وقد بدأت بالفعل تتدفق بعض التقارير التي تشير إلى أن الكثيرين ممن يساندون الأسد يستشعرون في الوقت نفسه أنه ماض إلى زوال، وأن الوقت يمضي سريعاً ومن الضروري اتخاذ قرار بالابتعاد عنه أو البقاء معه وتحمل العواقب.
السادسة تهيئة الوضع المناسب للاعتراف بالمجلس الوطني السوري ممثلاً وحيداً للشعب السوري وبدء تسليمه مقرات السفارات السورية ليباشر عمله منها.
السابعة تسهيل عمل مجموعة الاتصال الدولية التي ستجتمع قريباً لنصرة الشعب السوري بما يسهل دعم الجيش السوري الحر لوجستيا وماديا وإعلان ذلك صراحة من أجل الوقوف في وجه الجيش النظامي الذي بات يقصف المدن ويهدم البيوت على أصحابها، وكذلك من أجل حماية المتظاهرين السلميين.
الثامنة إعطاء الضوء الأخضر لتركيا كي تعود مجدداً إلى صدارة المشهد السوري وتقود تحركاً جديداً، وهو ما حدث بالفعل مباشرة بعد إعلان دول مجلس التعاون قرارها «بالطرد والسحب» ليؤكد أن ثمة تنسيق فاعل بين تركيا ودول مجلس التعاون.
جميع هذه النقاط سوف تؤتي أكلها وسيكون لها بالغ الأثر في تغيير مجريات الأحداث بشكل متسارع خلال الأيام القادمة.