الرياضة
موقف رياضي
تاريخ النشر : الجمعة ١٠ فبراير ٢٠١٢
أحياناً نصطدم بالمعايير غير الصحيحة التي تطلق لاختيار أفضل لاعبي كرة القدم في العالم لأنها لا تستند على معيار فني واحد يمكن أن يقنع جهلاء كرة القدم فكيف بالمطلعين والباحثين والخبراء، حين تقول مجلة من المجلات الرياضية اعتماداً على انتشارها في كل أنحاء العالم أن اللاعب (ا) هو الأفضل وتقيم مناسبة كروية واحتفالاً كبيراً وتسلمه الجائزة فهذا لا يعني أن هذا اللاعب يمكن أن يقنع الكل بأنه أحسن لاعبي كرة القدم في العالم لأن المجلة اختارته لسبب واحد هو شهرته المدوية وعلى هذا الأساس تريد هي أن تشتهر أيضاً وتظل على ألسنة الناس فترة طويلة من الزمن وهذا نجاح للجنة العلاقات العامة فيها التي تمكنت من أن تقنع الإعلام الرياضي في كل أنحاء العالم أن ينشروا الخبر وبالبنط العريض لاسم المجلة والقائمين عليها وأسماء أعضاء اللجنة الذين دُفعت لهم مبالغ محددة نتيجة اتفاقهم على اختيار هذا اللاعب.
إن مجرد البحث في أصول كرة القدم وفروعها سنجد أن الفريق الكروي الواحد لا يعتمد على لاعب بمفرده لأن كرة القدم لعبة جماعية شأنها شأن بقية الألعاب الجماعية الأخرى في كرة القدم يمكن أن يكون الحارس هو أفضل لاعب في الفريق أو المدافع في قلب الدفاع أو واحد من الظهيرين الأيمن أو الأيسر وهناك لاعبين في خط الوسط يختلف كل واحد منهم في مهماته الفنية فإن لعب في هذا الخط أربعة لاعبين سيختلف أداء كل لاعب عن زميله وعلى هذا الأساس لابد أن يكون المعيار دقيقاً وهناك المهاجمين قلب الهجوم والجناحين الأيمن والأيسر ولكل واحد منهم مهام فنية محددة تكمل مهام كل اللاعبين وهذا أمر متفق عليه من قبل خبراء كرة القدم والضالعين في أمورها.
السؤال المطروح:هل بإمكان لاعب ما أن يختصر كل اللاعبين في نفسه ليصبح هو الأفضل ولولا جهد بقية اللاعبين لما ظهر؟. إن القادر على الجواب لن يتردد في التفكير ويعيد ما أنتجع عقله ويدرس كل تفاصيل لا موضوع لأنه من الخطأ أن يجمع لاعباً واحداً كل صفات زملائه اللاعبين ليسرق منهم الأضواء والشهرة وهذا مستحيل ولا يدخل العقل البشري لكنه يدخل العقل التجاري. لو كنت صاحب مؤسسة إعلامية و قيل لي أختر لاعباً ليحضر فمن الطبيعي أن أركز على أشهر اللاعبين لأن المعيار الفني يختفي في سبيل الربح التجاري وهذا ما تقوم به بعض المجلات التي تنتمي إلى عالمنا الكروي دون أي تقدير للمعايير الرياضية الدقيقة.