الجريدة اليومية الأولى في البحرين


الرياضة

حصلت على وصافة الكأس المحلية ورابع الأندية الخليجية وبطولة الصداقة بالعراق
عدم الالتزام بالحصص التدريبية وضعف اللياقة البدنية أبعدا الفريق عن التنشيطية

تاريخ النشر : الأحد ١٢ فبراير ٢٠١٢



برز فريق كرة اليد بنادي الشباب في السنوات الثلاث أو الأربع الماضية على الساحة الرياضية المحلية بشكل لافت ومنافس قوي وعنيد على البطولات مع بلوغ النخبة من اللاعبين الناشئين والشباب إلى مصاف الكبار بقيادة النجم حسين الصياد الذي احترف مؤخرا بالفريق الأهلي السعودي إضافة وجاسم السلاطنة ومهدي سعد وآدم النشيط وعلي عبدالشهيد وفي الحراسة علي منصور وحسين القيدوم والمجموعة المخضرمة في الفريق علي مكي وباسل الجد وحسين منصور ومن المؤكد أن يكون فريق الشباب هذا الموسم ضمن الفرق القوية والصعبة المتنافسة على بطولتي الدوري والكأس بقيادة المدرب الوطني عصام عبدالله ومساعده عباس السلاطنة.
تطور سريع
التطور السريع في مستوى الأداء الفني والجهد البدني الذي يشهده فريق اليد بنادي الشباب لم يأت من فراغ أو بمحض الصدفة بل جاء بعد دراسة مـتأنية وتخطيط وبناء مستمر على مدى السنوات الخمس أو الست التي تسلم خلالها المدرب الوطني عصام عبدالله ومساعدة السلاطنة المهمات التدريبية المنظمة والعمل على استكمال دورة التحديث الطبيعي والدخول في عمليات الإحلال المبرمج للاعبين الشباب والناشئين في الفريق مكان اللاعبين الكبار غير القادرين على التكيف التام مع المتطلبات الجديدة للعبة، وقد كان لعصام عبدالله الدور البارز في صناعة فريق جديد متوازن بعيدا عن المحاصصة بين الأندية المندمجة، حيث كانت الحساسية على أشدها بين اللاعبين القادمين من الديه واللاعبين من النعيم بفعل المنافسات الساخنة التي كانت قائمة بين الفريقين قبل الدخول في عملية الدمج وتطلب من المدرب الوطني عصام عبدالله وإدارة النادي لتذويب الخلافات الكثير من الوقت والجهد حتى جاءت الفترة التي انتقل فيها اللاعبون الناشئون والشباب الجدد إلى مصاف الكبار تحت شعار نادي الشباب.
أربع سنوات مثمرة
دخل الشباب إلى البطولات المحلية بقوة كبيرة بعد أن تجاوز مراحل الاختلاف وتمكن الفريق في أكثر من مناسبة من الإطاحة بالفرق الكبيرة، وكان للاعبي الشباب قبل سنتين الدور الكبير في منح بطولة الدوري لفريق باربار المنافس القوي على طبق من ذهب عندما فاز الشباب على الأهلي في مباراة مثيرة وحاسمة، كان الأهلي في أمس الحاجة إلى الفوز أو التعادل للحصول على البطولة على أقل تقدير للدخول في مباراة كسر العظم الفاصلة مع فريق باربار إلا أن الشباب كان حاسما، وفي ذات الموسم فرض الشباب اسمه وصعد بقوة إلى المباراة النهائية على كأس الاتحاد وبيت التمويل الخليجي في مواجهة الأهلي وخرج الشباب بمركز الوصافة بعد أن كان ندا قويا وطرفا منافسا طوال فترات اللعب، ومنذ ذلك الحين والشباب يسير في الاتجاه الصحيح، وخلال السنوات الأربع الماضية تمكن الشباب في أولى مشاركاته الخارجية من الفوز ببطولة الصداقة التي أقيمت في العراق بمشاركة أندية عربية وعراقية، وجاء الانجاز الأكبر للشباب السنة الماضية في بطولة الأندية الخليجية أبطال الكؤوس والتي أقيمت في العاصمة القطرية الدوحة حيث تألق جميع اللاعبين الوطنيين وقدموا مستويات عالية تجاوزوا خلالها الدور التمهيدي ووصلوا إلى الدور قبل النهائي، إلا أن الشباب اكتفى بالمركز الرابع ويعد ذلك مركزا متقدما لفريق الشباب الذي يشارك لأول مرة في بطولة بهذا المستوى من القوة، والجدير بالذكر أن كأس البطولة الخليجية للأندية أبطال الكؤوس لم يذهب بعيدا عن مملكة البحرين حيث تمكن نجوم النادي الأهلي من حسم البطولة بعد مباراة مرثونية انتهت برميات الجزاء الترجيحية.
قريبا من منصات التتويج
دخل الشباب طرفا منافسا على بطولة الدوري والكأس مع ابتعاد فريق النادي الأهلي لغياب العديد من اللاعبين المؤثرين بسبب الظروف الاستثنائية التي رافقت مباريات الدوري والكأس في الموسم الماضي ووصل الشباب إلى المباراة النهائية في مواجهة فريق الدير المكتمل والمتطور والطموح، ولم يتمكن الشباب حينها من الصمود كثيرا في وجه فريق الدير المنتشي بالفوز ببطولة الدوري مع تألق الحارس محمد عبدالحسين وعودة اللاعبين الكبار إلى المشهد مع تسلم المدرب الوطني خليل مدن مهمة إدارة الدفة الفنية.
الخروج من الدورة التنشيطية
لم تكن مجموعة الفرق التي ضمت فريق الشباب إضافة إلى الأهلي والاتفاق والتضامن وسماهيج وأم الحصم حديدية بالمعنى الصحيح، بل كانت المجموعة الثانية التي ضمت الدير وباربار والبحرين والنجمة وتوبلي هي الأقوى بدليل وصول الدير وباربار إلى المباراة النهائية في حين سقط الأهلي والاتفاق من حسابات التأهل، وبالعودة إلى الشباب نجد أن الفريق كان بحاجة إلى الفوز على الأهلي في المباراة الأخيرة داخل المجموعة لضمان التأهل إلى الدور الثاني من الدورة التنشيطية، إلا أن الفريق لم يتمكن من الوصول إلى الهدف وخرج بخسارة صعبة من الأهلي بفارق هدف أعطى الاتفاق بطاقة التأهل برفقة الفريق الأهلاوي إلى الدور الثاني، وكانت رغبة الفريق الشبابي في الوصول إلى المربع على كأس البطولة التنشيطية قد اصطدمت مبكرا بالخسارة من التضامن في المقابل فوز الاتفاق الكبير على التضامن والذي أعطاه الأفضلية في الدخول إلى المربع بفارق الأهداف.
أسباب التراجع
يعود التراجع في المستوى الفني للاعبي الشباب إلى عامل النقص في معدلات اللياقة البدنية وعدم الالتزام بالبرنامج التدريبي المعد من قبل الجهاز الفني والندرة في اكتمال الفريق خلال الحصة الواحدة، وبالتالي من كان يحضر حصة اليوم يغيب عن الحصة التي تليها إلى درجة لم تسمح للجهاز الفني بالعمل التكتيكي الجماعي، وكان ذلك واضحا في غياب الانسجام بين اللاعبين وبروز الحلول الفردية خلال اللعب، إلى جانب ذلك تراجع الحالة الذهنية المرتبطة إلى درجة كبيرة بالجانب البدني مما يؤثر على التركيز العام داخل الملعب وبروز الأخطاء على السطح بشكل واسع، إضافة إلى تأثير غياب ثلاثة من اللاعبين الذين يشكلون أعمدة الفريق الصلبة بقيادة الحارس علي منصور ومهدي سعد وحسين الصياد، إلا أنه بعيدا عن حلاوة الفوز ومرارة الخسارة فأن الشباب قد تمكن بقيادة مدربه الوطني عصام عبدالله من التجربة الناجحة للعديد من اللاعبين الشباب والناشئين القادمين بقوة إلى الدوري المحلي الذي سوف يستأنف في الثاني عشر من فبراير حيث يكون الشباب طرفا في المباراة الأولى أمام فريق توبلي، وسوف تثبت الأيام القادمة ظهور مجموعة جديدة من اللاعبين النجوم التي اكتسبت الخبرة وعمق التجربة من خلال فرصة المشاركة الناجحة في مباريات الدورة التنشيطية.
تجاوز حاجز الدور
حسب نظام البطولة المحلية للدوري فأن الفرق الستة في مقدمة الترتيب سوف ينتقلون إلى المرحلة الثانية بعد احدى عشر جولة من المنافسة، واللعب من دور واحد فيما تنتقل الفرق من المركز السابع حتى مركز الثاني عشر إلى دورة ترتيب المراكز بعيدا عن حسابات المنافسة على بطولة الدوري، وتدخل الفرق الستة في المقدمة في دوري من مرة واحدة يصل بعدها الأربعة الأوائل في دورة رباعية بحيث يلعب صاحب المركز الأول مع صاحب المركز الرابع في مباراتين يحتاج صاحب المركز الأول إلى الفوز في المباراة الأولى وفي حالة التعادل يلعب الفريقان مباراة فاصلة لتحديد المـتأهل إلى المباراة النهائية وينطبق الحال على صاحب المركز الثاني الذي يقابل صاحب المركز الثالث حيث أنه في حالة فوز صاحب المركز الثاني على صاحب المركز الثالث يصل إلى المباراة النهائية أما في حالة الخسارة فسوف تلعب مباراة فاصلة لتحديد المتأهل إلى المباراة النهائية فيما يلعب الخاسران على المركزين الثالث والرابع، وأعتقد جازما أن الشباب لن يكون بعيدا عن المنافسة القريبة على بطولة الدوري، وعن الفرق القوية والقريبة من منصات التتويج وهم إلى حد بعيد الشباب والدير والأهلي وباربار، إضافة إلى النجمة متى ما تمكن الفريق من تجاوز ظروفه الإدارية الصعبة، وتغلب على الإصابات المزعجة التي تلاحق النخبة من لاعبيه النجوم جاسم محمد وعبدالرحمن محمد وهشام عبدالأمير ومحمد عبدالنبي ومتى ما نجحت إدارة الفريق في تقليل العقوبات عن اللاعبين من قبل اتحاد اللعبة.
قوة الفريق
يضم الفريق مجموعة من اللاعبين النجوم حيث يعتمد الشباب على قدرات علي مكي الفنية والبدنية ومهارته الذكية وخبراته الميدانية الطويلة، إضافة إلى قوة جاسم السلاطنة البدنية وضرباته العنيفة الساحقة ودفاعاته الصلبة إضافة إلى اعتماد فريق الشباب على مهارة مهدي سعد في التصويب من مساحات الضيقة وسرعته في التحول إلى الهجوم وسعة رؤيته وقراءته الذكية لتحركات الخصوم في الجانب الدفاعي والهجومي، إضافة إلى حسين منصور وباسل الجد وآدم وفي الحراسة يمتلك الشباب ورقة رابحة بوجود علي منصور وحسين القيدوم وقدرتهما على صد الكرات وتحويلها إلى هجمات سريعة ناجحة حيث يمتاز الحارسان بقدرة عالية على صد الرميات الجزائية والدقة في التمريرات الطويلة للأطراف التي تترجم إلى أهداف.
الأب الروحي عباس السلاطنة
يعود النجاح والاستقرار في الفريق إلى المدرب الوطني عصام عبدالله وإلى عباس السلاطنة المدرب المساعد الأب الروحي لكل اللاعبين بنادي الشباب حيث كان له الدور الكبير والمميز في إعداد اللاعبين الناشئة في الفريق وأن جميع اللاعبين بنادي الشباب يدينون للسلاطنة الكبير بالمستوى المتقدم والمهارة العالية التي اكسبهم إياها عند تدريبه لهم في الفئات العمرية الصغيرة، والجدير بالذكر أن عباس السلاطنة هو الأب للاعب النجم جاسم السلاطنة ومدربه الأول وصاحب الفضل على جميع اللاعبين في الفريق ونتوقع للشباب موسما جادا صعبا ولكنه مثمر متى ما وظفت الخبرات الميدانية وحرص الجميع من اللاعبين على الالتزام بالحضور إلى التدريبات اليومية وعدم الخروج عن النص في المباريات الرسمية.