الجريدة اليومية الأولى في البحرين


أخبار دولية


يوم عصيان مدني في مصر في ذكرى مرور عام على تنحي مبارك

تاريخ النشر : الأحد ١٢ فبراير ٢٠١٢



القاهرة - الوكالات: في الذكرى الاولى لتنحي الرئيس السابق حسني مبارك تحت ضغط ثورة شعبية، نظم ناشطون مطالبون بالديمقراطية امس السبت يوم عصيان مدني شهد مع ذلك استجابة متواضعة وسط تعهد المنظمين بتصعيد الخطوات الاحتجاجية لاحقا.
تأتي هذه الدعوة الى الاضراب في الجامعات واماكن العمل للضغط على المجلس العسكري، الذي يتولى زمام البلاد منذ الاطاحة بمبارك تحت وطأة ثورة شعبية، لترك الحكم وتسليمه على الفور الى سلطة مدنية على الرغم من وعوده بتحقيق ذلك فور اجراء الانتخابات الرئاسية المقرر اجراؤها قبل نهاية يونيو المقبل. وفي بيان مشترك دعت هذه الحركات المصريين الى «دعم الاضراب من اجل التخلص من الحكم الظالم وبناء دولة تسود فيها الحرية والعدالة والكرامة».
وقال محمد وجدي طالب بكلية التجارة في جامعة عين شمس التي بدت خالية تماما من الطلاب، انهم جميعا «مضربون اليوم بسبب سوء احوال البلد». واضاف الشاب (22 عاما) «لا يوجد فرق بين المجلس وحسني مبارك. نريد ان يرحل المجلس الآن وان تجرى انتخابات رئاسية».
وفي جامعة القاهرة تجمع قرابة مائة طالب امام القاعة الرئيسية وهم يرددون هتافات منها «يسقط المجلس العسكري» و«الطلاب والعمال ضد الاضطهاد والاستغلال».
وبالرغم من ان الاستجابة لهذه الدعوات للاضراب والعصيان المدني جاءت متواضعة بسبب تباين مواقف القوى السياسية في مصر تجاهها، الا ان المنظمين يخططون لخطوات تصعيدية لاحقة.
وتقف جماعة الاخوان المسلمين التي حصلت على اعلى نسبة اصوات في الانتخابات البرلمانية، ضد دعوة هؤلاء الناشطين الذين يطالبون بنقل الحكم فورا الى سلطة مدنية. ويعتقد الناشط علاء عبدالفتاح، وهو مدون بارز سجن لمدة شهرين بتهمة التحريض على اعمال عنف ضد الجيش، ان الاضراب هدف لتوصيل رسالة الى المصريين.
واضاف خلال احدى التظاهرات ان هذه الخطوة «تهدف الى دعم وترويج فكرة العصيان المدني»، مضيفا ان النشطاء يخططون للتنسيق مع العمال في الاضرابات المقبلة.
وقال التلفزيون الحكومي المصري ان عمال النقل لا يشاركون في الاضرابات فيما اكدت صحيفة «الاهرام» التابعة للحكومة على صفحتها الاولى ان «الشعب يرفض العصيان المدني». وقال احد اصحاب المصانع «لم نشهد اي اثار للاضراب لاننا خططنا لخفض الانتاج اليوم بسبب قلة النشاط». وفي العباسية تظاهر العشرات من المؤيدين لبقاء الجيش.
وذكرت وسائل الاعلام الرسمية ان الجيش قام بنشر قواته في انحاء البلاد بعد الدعوات لتنفيد «عصيان مدني». وعشية يوم العصيان المدني، اكد الجيش المصري انه «لن يخضع لتهديدات»، محذرا من «مؤامرات» تستهدف «بث الفتنة بين ابناء الشعب». واكد المجلس الاعلى للقوات المسلحة، الذي يتولى ادارة البلاد منذ سقوط مبارك، في «رسالة الى الامة» نشرت مساء الجمعة ان «مصرنا الغالية تتعرض لمخططات تستهدف ضرب ثورتنا في الصميم عن طريق بث الفتنة بين ابناء الشعب والفرقة والوقيعة بينهم وبين قواتهم المسلحة». واضاف المجلس الذي يواجه انتقادات شديدة لطريقة ادارته للمرحلة الانتقالية «اننا في مواجهة مؤامرات تحاك ضد الوطن هدفها تقويض مؤسسات الدولة المصرية وغايتها اسقاط الدولة نفسها لتسود الفوضى ويعم الخراب». لكن المجلس اكد في رسالته هذه «لن نخضع ابدا لتهديدات ولن نرضخ لضغوط ولن نقبل املاءات وسنظل امناء على المسؤولية التي حملنا بها الشعب حتى نسلم الأمانة في نهاية المرحلة الانتخابية».
وتظاهر آلاف المصريين امام مقر وزارة الدفاع المصرية في القاهرة يوم الجمعة مطالبين برحيل المجلس العسكري.
ومنذ اشهر يواجه المجلس الاعلى للقوات المسلحة تصعيدا في حركة الاحتجاج ضده التي تتهمه بأنه استمرار للنظام السابق والتي تطالب بتخليه فورا عن السلطة.
ووقعت مواجهات دامية بين المتظاهرين وقوات الامن خلال الاسبوع الماضي في شارع قريب من ميدان التحرير وامام مقر وزارة الداخلية في اعقاب اعمال العنف الدامية التي اندلعت اثر مباراة كرة القدم في استاد مدينة بورسعيد يوم الاربعاء الماضي واسفرت عن سقوط 74 قتيلا معظمهم من التراس او مشجعي النادي الاهلي. وتشهد مصر تدهورا في الاوضاع الامنية منذ سقوط مبارك حيث تواجه الشرطة اتهامات بالتقصير في اداء عملها.
الى ذلك تمكنت الأجهزة الأمنية المصرية في محافظة الغربية من ضبط ثلاثة أشخاص من بينهم صحفي استرالي أثناء قيامهم بتوزيع مبالغ مالية على المواطنين لحثهم على العصيان المدني والقيام بأعمال تخريبية بمدينة المحلة الكبرى بعد أن قام العشرات من الأهالي بمحاصرتهم بميدان الشون.