الجريدة اليومية الأولى في البحرين



أطفال المولوتوف

تاريخ النشر : الأحد ١٢ فبراير ٢٠١٢

هالة كمال الدين



إنه من المحزن، بل المبكي حقا، أن تقع أعيننا مؤخرا على تلك الصور التي التقطتها عدسات المصورين لأطفال ملثمين يلقون بالمولوتوف على رجال الأمن، الأمر الذي يطرح تساؤلات عدة:
ما نوعية تلك القلوب التي تدفع بالأطفال وهم في عمر الزهور الى أعمال الإرهاب والعنف والتخريب؟
وإلى أي شريحة إنسانية ينتمي هؤلاء الآباء والأمهات الذين يضعون أطفالهم في الصفوف الأولى للمواجهات التي تحدث في بعض المناطق؟
والسؤال الأهم:
ماذا سيتخذ اتحاد سفراء الطفولة العرب من إجراءات وتدابير للتعامل مع ما يحدث من استغلال للأطفال في تلك الأعمال المشينة بالبحرين؟!
فخلال الشهور السابقة تم رفع عدد من التقارير الدورية إلى الاتحاد المذكور، وتمت مخاطبته لعقد اجتماع عاجل لشجب الزج بالأطفال في أفعال إجرامية تتنافى تماما مع أبسط مبادئ الإنسانية، وذلك لاتخاذ الإجراءات الرسمية لرفع تقرير إلى المنظمات الحقوقية الدولية المعنية بحقوق الطفل، يبين حقيقة الأوضاع في البحرين، ومدى انتهاك حقوق الطفل على أراضيها.
سفير الطفولة للعرب في مملكة البحرين فرج القاسمي استنكر بشدة ما يرتكب في حق الاطفال البحرينيين، مشيرا إلى أنه يتم الآن دراسة إمكانية القيام بزيارة لمملكة البحرين لعقد مؤتمر دولي لتسليط الضوء على الأحداث في البحرين.
ولكن ماذا لو لم تحدث الاستجابة المطلوبة لعقد هذا المؤتمر؟
ماذا نحن فاعلون؟
هل نترك هؤلاء الصغار، تذبح براءتهم، وتنتحر طفولتهم، ويضيع مستقبلهم، أمام مرأى ومسمع من المجتمع بأسره؟!
يجب أن نعترف، من دون مكابرة، أو تكبر، بأننا جميعا مقصرون في حق هؤلاء الأطفال، آباء وأمهات ومعلمين وتربويين ومشرعين وجهات معنية و....، فحتى الآن لم يتعد موقف أي من هؤلاء من الذي يحدث لتلك الفئة سوى موقف المتفرج على انزلاقها نحو منحدر خطير!!
منحدر سوف يسحق جيل المستقبل.. ومن ثم مستقبل مملكتنا!!