الجريدة اليومية الأولى في البحرين


رسائل


الدوام الجديد.. فرض قسري!

تاريخ النشر : الأحد ١٢ فبراير ٢٠١٢



بداية أود أن ابارك لوزارة التربية والتعليم هذه الخطوة المباركة والجهد الجبار الذي تقوم به في فرض نظام الدوام الجديد، فقد بدأ العد التنازلي لتطبيقه، ولكن بودي أن أسأل المسئولين بوزارة التربية والتعليم لماذا تريد وزارة التربية فرض الدوام الجديد بالقوة فرضا قسريا وليرض من رضا وليسخط من سخط، كأنه الاستعمار البريطاني في قوته لفرض الوصاية؟ هنا تكمن المشكلة وهنا يتضح أننا مقبلون على دور التوحد في الرأي وتسليط النظام كالسيف على الرقاب، وكأنما هو كتاب منزل من السماء لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، أو حكم أو تشريع أو نص إلهي نزل به الروح الأمين، فلا يقبل النقاش او الجدل، يا جماعة حدثونا بالعقل لنكون معكم، اليس من فرض النظام هم بشر مثلنا أم للوزارة رأي آخر؟ ألا يعتريهم النقص والهفوات؟ أم أن من سن هذا النظام يوحى إليه؟
سامحك الله يا سعادة الوزير تريد الـ 1000 ساعة ولا تسأل عن فرص النجاح، يا وزير التربية أقول لك اتق الله فيمن استرعاك الله وتذكر قول المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم حين قال (من ولي من أمر أمتي أمراً فشق عليهم شق الله عليه).
نحن أولياء أمور الطلبة لا نريد منك إلا شيئاً بسيطاً ارجع إلى عدد من أعداد أخبار الخليج حيث كتب فيه (ان 86% من طلبة البحرين راسبون في مادة الفيزياء)، هذا طبعاً المعلن ولكن ما خفي أعظم ،أما جعلك هذا الموضوع تفكر بجدية في معالجة المشكلة ومن المتسبب فيها؟ كيف وصلنا إلى هذا الحد؟ لنعالج المشكلة من جذورها بروية ومن دون عصبية، إن كانت هذه المشكلة تعني وزارة التربية والتعليم.
لماذا نصر على رأينا رغم مناشدة الجميع التفكير قبل بدء الخطوة التي لا رجعة بعدها؟ ولكن التربية مصرة ومستمرة، المشكلة هنا أن كبار المسئولين ومن يصر على التطبيق ابناءهم يدرسون في مدارس خاصة حيث ان الصف به 12 طالبا والمدرس هناك يبذل قصارى جهده ويستميت في ايصال المعلومة إلى ذهن الطلبة القليلين يقيناً منه أن هذا هو الاسلوب في نقل الطالب من متلق فقط إلى مشارك هذا أولا. ثانيا: المدرس بالمدارس الخاصة يعلم ان إتقانه لعمله يعني سمعة للمدرسة التي يعمل بها ويعني مكافأته، ولكن في المدارس الحكومية الله المستعان، يكفي أن الصف فيه في الغالب ما يزيد على 35 طالبا او طالبة، وأن المدرسين لا اقول كلهم ولكن.. يقولون علام نقتل أنفسنا وفي النهاية الراتب مقبوض؟ الغريب في الأمر أن التقييم مفقود في وزارة التربية.
كنا نعتقد أنه بعد ان جربت وزارة التربية النظام في مدرسة المحرق الثانوية للبنات فترة لا بأس بها لعلها تلتفت وتعدل عن قرارها وتقول ان التجربة لم تؤتِ أكلها ولم نجن من وراء ذلك أي شيء يذكر، فهل المتفوقات أو الأولى على مدارس البحرين من مدرسة المحرق الثانوية للبنات؟ اجيبونا بصراحة، لا يا سعادة الوزير لا يغرنك الطالبات اللاتي اجبرن على ان يقلن ما لا يردن قوله إنهن لقن تلقين الميت، والنتيجة واضحة للعيان.
فكيف لي أن انشئ جيلا قويا تكون له إرادة ويختار أسلوب تعليمه والنظام الذي يريده ويرتاح له وأنا لا اشركه في صنع القرار؟ اسمحوا لي.. إذا كان هناك رسوب وتأخر في نتائج أو درجات الطلبة، فلا تلوموهم ولوموا الوسائل المتبعة والتفرد بالقرار، نحن نعلم ان ابناءنا اذكياء وبإقرار وشهادة معلميهم يقولون في اليوم المفتوح ان ابنك ذكي أو أبنتك ذكية ومشاركة ولديها أفكار ولكن.. (ولكن هذه يجب وضع خط أحمر تحتها)، نحن نلقن أبناءنا من المهد لارادة القوية والمشاركة الفعالة، ثم يأتي من يحطم إرادتهم تحت اي مسمى، وكما تعلمون يا مسئولي التربية أن ابناءنا يولدون وهم تتقاطر عليهم الوسائل التعليمية تقاطر المطر من السماء فما ان يفتح الابن عينيه حتى يرى الاجهزة الحديثة من تلفزيون وكمبيوتر وأجهزة وأنظمة حديثة وكثيرة تنمي العقل وتزرع الفكر، اضف إلى ذلك أن الاسرة في الغالب تكون متعلمة، وعندما يكبر قليلاً يجد رياض الاطفال، ثم الكتب وشروحاتها والمجلات والصحف في البيت واينما يقع بصره يجد وسائل تعليمية كثيرة تخدمه وتناديه، فلا اعتقد ان اللوم يقع على الاسرة أو الوسائل التعليمية، فهي علاقة مدرسية بحتة فيجب إصلاح المدارس والمدرسين ثم نبدأ بالخطوات التالية، فالنشء عندنا كأنما يولدون متعلمين، فما الذي اوصلنا إلى هذه النتيجة المأسوية وعلى من تقع المسئولية؟ هل تقع على من يريدها ألساعة الالفية؟
محمد خليفة جاسم