في الصميم
دعم الأدوية... وبعث الحركة التعاونية!
تاريخ النشر : الأحد ١٢ فبراير ٢٠١٢
لطفي نصر
خلال التقاء صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء المواطنين بمجلسه الأسبوعي مؤخرا قال سموه: «... نظرا لما تشكله الأدوية من أهمية في المنظومة الطبية والعلاجية، يجب أن تتوافر للمواطنين بأسعار مناسبة، موجها سموه الجهات المختصة بتقييم أسعار الأدوية ومراجعتها ودراسة امكانية دعمها».
لقد أثلج هذا الخبر قلوب المواطنين جميعا، وخاصة فيما يتعلق بجزئية «دراسة امكانية دعم الأدوية».
فعقب نشر الخبر وردت الينا العديد من الرسائل والاتصالات معبرة عن الشكر والامتنان الى سمو رئيس الوزراء الذي عوّد المواطنين جميعا على أن يكون قلبه عليهم، دائم التفكير في أحوالهم وأوضاعهم، محاولا تلبية كل مطالبهم، ساعيا على الدوام في رفع كل غبن يشكون منه أو يتألمون له.
صحيح أن الحكومة توفر العلاج والدواء مجانا لكل المواطنين، لكن درج أطباء القطاع الخاص - وحتى أطباء الحكومة أحيانا - على وصف الأدوية التي لا تتوافر في صيدليات المستشفيات والمراكز الطبية الحكومية. لذا لا يجد المحتاجون الى الدواء بداً من اللجوء الى الصيدليات الخاصة التي توفر هذه الأدوية.
ويرجو الجميع ألا يكون التفكير في بحث مدى امكانية توجيه الدعم الحكومي الي الأدوية مدعاة لوقف الجهود المبذولة في الوقت الراهن من أجل الشراء الموحد للأدوية، ذلك لأن النجاح في مسعى إقرار نظام مجد للشراء الموحد يجعل مهمة دعم أسعار الأدوية ممكنة وميسورة.
فشكرا لسمو رئيس الوزراء الذي يسعى على الدوام وبكل ما أوتي من قلب كبير وحرص على مصالح الشعب لتحقيق أقصى أسباب الراحة والطمأنينة للجميع.. لذا يدعو الجميع لسموه بالنجاح والتوفيق في كل مساعيه الخيّرة على الدوام.
}}}
نشر بالأمس خبر شديد الأهمية صدر عن وزارة حقوق الانسان، يقول الخبر: ان الوزارة قررت التعاون مع كلية التعاون البريطانية من أجل الاستعانة بخبراتها لتدريب كوادر بحرينية على مبادئ التعاونيات وادارتها وفق المقاييس العالمية. كما أشارت الوزارة - ومن خلال الخبر نفسه - الى انها جادة في السير نحو تأسيس مركز تدريبي خاص لتدريب العاملين في مجال التعاونيات.
شدني هذا الخبر كثيرا وجعلني أعود بالذاكرة الى بدايات ثمانينيات القرن الماضي - ما قبلها وما بعدها - والى عهد وزير العمل والشئون الاجتماعية الأسبق الشيخ عيسى بن محمد آل خليفة - متعه الله بالصحة والعافية - هذا الوزير الذي لم ولن يتكرر في اخلاصه وفي كفاءته وفي حجم عطائه للوطن.
عدت بالذاكرة الى الحالة التي كانت عليها البحرين، حيث عايشت وضع أول بذرة في حقل التعاون على أرض البحرين، وكيف نجح التعاون وازدهر على وجه السرعة وأصبح صرحا شامخا.. وكيف انتشر وبدأ يؤتي أُكله في التيسير على المواطنين في مواجهة الأسعار التي يبيع بها القطاع الخاص في أعقاب حرب 3791 وبعد ارتفاع أسعار النفط، ثم ما لبث هذا الصرح أن يتلقى ضربات موجعة من الرأسمالية المتوحشة، اذ لم يستطع هذا الصرح الشامخ أن يصمد في وجه معاول الهدم والتقويض وبدأ يترنح ويتقلص ويتهاوى تدريجيا، حيث كاد يغيب عن أنظار وذاكرة المواطن وينحصر هزيلا وغير مرئي في أحد أركان مدينة الحد العامرة.
في هذا المناخ انتشرت محلات السوبر ماركت والهايبر ماركت في ربوع البلاد وتوحشت وأصبحت تأخذ من المواطن ما تريده وما تحدده من دون اي يقدر أي مواطن على الكلام أو الاحتجاج!
نأمل أن تنجح الدكتورة فاطمة البلوشي وزيرة حقوق الانسان في مسعاها وتستعيد المجد التعاوني الذي كان للشيخ عيسى بن محمد آل خليفة، ثم تبني من فوق هذا المجد الذي كان، وندعو لها أن يقويها الله، وأن يعينها على الصمود والوقوف في وجه أصحاب محلات السوبر ماركت والهايبر ماركت، وأرجو ألا ننسى أن هذه المحلات قد أصبحت شبكة قوية وحديدية.. لكنني أطمئنها بأن هذه الشبكة مهما علت شوكتها لا تستطيع الصمود في وجه تعاون حقيقي معضد بأهدافه النبيلة.. والسبب هو أن كل الشعب سيكون معها ويقوي من عضدها اذا شعر بأن التعاون هو تعاون حقيقي، وليس مجرد تعاون هش لا يقوى في وجه الضربة الأولى الآتية إليه من أنصار الرأسمالية وعتاتها.
والحقيقة أن البحرين في حاجة الى تعاون في كل المجالات لكن بشرط أن يثبت التعاون الاستهلاكي نجاحه وصموده أولا.. ونجاح التعاون يحتاح الى فكر رصين وأنظمة تضمن أن يكون هناك عائد مقنع للمواطنين المساهمين، ونصيب في الأرباح لجميع العاملين بمن فيهم أعضاء الادارات التنفيذية، وإلى شراء موحد أمين، وأسعار حقيقية للمواطنين تجعلهم يديرون ظهورهم للمحلات التي «تشويهم» من فوق نيران أسعارها.