الجريدة اليومية الأولى في البحرين

العدد : ١٢٣٧٩ - الاثنين ١٣ فبراير ٢٠١٢ م، الموافق ٢١ ربيع الأول ١٤٣٣ هـ
(العودة للعدد الأخير)

قضايا و آراء


حتمية هزيمة دعاة العنف





ابتليت البحرين بفئة ضالة ضلت طريقها إلى الحق وإلى الصلاح وإلى الإصلاح وقبل ذلك ضلت طريقها إلى الوطنية الحقيقية لأن من يبيع وطنه ويعمل على تشويهه صباح مساء ويصرخ بالأكاذيب والفبركات الإعلامية والسياسية لا يمكن أن يكون وطنيا بحق مثلما يقول المثل تجوع الحرة ولا تأكل بثدييها، فمهما كان للمواطن من خلاف مع السلطة أو مع بلده ومجتمعه فإنه لا يبيع هذا الوطن بل العكس هو الصحيح أن يكون مستعدا لبذل الغالي والنفيس من أجل استقلال الوطن والدفاع عن مصالحه وحريته وكرامته.

المصيبة الكبرى التي ابتلينا بها بلاء لا سابق له هذه الجماعات من «الغوغاء» من فاقدي الوعي والإحساس على قلتهم القليلة يعملون ليل نهار في شئون التخريب والتدمير والحرق والاعتداء على الناس، فهؤلاء صاروا أقرب إلى المجانين فاقدي العقول والوعي الذين دفع بهم الجنون وفقدان الوعي إلى أن يخربوا بيوتهم بأيديهم وأن يفسدوا الأمن فسادا غير مسبوق لا علاقة له بالبحرين ولا بأهلها ولا بقيم هذا البلد ولا بتقاليده التي تربى عليها أجيالا وراء أجيال.

وابتلينا في ذات الوقت بمن يحرض «اللوفرية» من على المنبر وعبر أكثر من ١٨ قناة فضائية تتبع إيران و«حزب الدعوة» في العراق و«حزب الله» في لبنان وعبر إذاعة طهران وعبر النشر الصحفي وعن طريق وسائل الاتصال الاجتماعي المتعاظمة، فهذا التزييف أصبح منهجا متدرجا بدءا من المنبر من رجل الدين العالي المقام ذي القداسة والقدسية بالتحريض والتبرير للأفعال الشائنة والمشينة، وينطلق بعد ذلك إلى الجماعات الحزبية المعترف بها مثل «الوفاق» وغير المعترف بها والعاملة خارج القانون مثل جماعة «حق» و«الوفاء» وما يسمى «أحرار البحرين» التي تدعو صراحة إلى الانقلاب على الشرعية وإسقاط النظام وإسقاط المجتمع والسلم الاجتماعي وبعد ذلك تنطلق الرسالة العظيمة إلى جمهور «اللوفرية» المنتشرين في القرى والمناطق التي يسيطرون عليها لبدء عمليات التخريب وقطع الطرق والحرق في الوقت الذي يبدأ فيه جيش الفبركة والتحريض والكذب الإعلامي العمل بكل وسائله المختلفة، وقد علمنا أن احدى هذه الجمعيات السياسية قد وزعت آلاف أجهزة الاتصال على مروجيها ليشاركوا في الحرب الإعلامية ضد الدولة والمجتمع.

تلك هي الحقيقة يا سادتي بصراحة، ونحن نعلم علم اليقين حقيقة هذه القصة المتكررة منذ نحو سنة والمسنودة من «نظام الملالي» في طهران ومبررة من جانب الطائفيين في العراق ومن أكاذيب «حزب الله» الذي نجح في أن يضحك علينا نحن العرب معتبرا نفسه حزب المقاومة، وهو في الحقيقة حزب الأجندة الإيرانية التخريبية في الوطن العربي.

ما استغربه شخصيا أكثر من أي شيء آخر هو أن الأمريكان الذين يدعمون الديمقراطية ويساندون الإصلاح ويعتبرون حلفاء لمملكة البحرين هم الذين يدعمون مثل هذه الأعمال المشينة صراحة في بعض الأحيان وبالصمت المريب في بعض الأحيان الأخرى، هذا ما لا أفهمه، فدعوة الأمريكان إلى الحوار مع المخربين والمحرضين أمر مرفوض وغير منطقي ودعوتهم إلى إطلاق سراح المحكومين في قضايا أيضا أمر مرفوض، خصوصا أن الأمريكان هم من درب وأعد طوابير المفبركين والكذابين الذين يقومون يوما بعد يوم بنشر الأكاذيب وتخريب أواصر العلاقات الاجتماعية داخل مجتمعنا المسالم الآمن بل تخريب العلاقة مع «أصدقائنا» الأمريكان.

الذي استغربه حقيقة أن يكون الأمريكان في خط واحد مع المجرمين الخارجين عن القانون والداعين إلى الانقلاب على السلطة الشرعية الذين رفضوا الحوار أول مرة وخرجوا منه ثاني مرة.

لا استغرب أن تكون مواقف إيران معادية للبحرين ولاستقلالها فتلك المواقف واضحة ومعلومة للجميع، لكن ما استغربه أن يكون موقف الأمريكان وهم حلفاؤنا في أقل مستوى وأقل التزام وأقل شجاعة من موقف البريطانيين الذين اكتشفوا حقيقة الثورة المزيفة في البحرين واكتشفوا حقيقة الديمقراطية المفبركة التي يدعيها باعة الكذب.

إن هؤلاء «اللوفرية» مهما قويت شوكتهم ومهما حصلوا على دعم وأموال سرية من الخارج ومن العملاء في الداخل لن يستطيعوا مطلقا وأبدا أن يلحقوا الهزيمة بالبحرين ولا بقيادتها ولا بشعبها المتشبثين بوحدة بلادهم سنة وشيعة، والمتشبثين بقيادتهم الشرعية بقيادة جلالة الملك حمد بن عيسى هذه القيادة التي بنت هذا البلد ورعت إنجازاته المشرفة.



.

نسخة للطباعة

الأعداد السابقة