الجريدة اليومية الأولى في البحرين


عالم يتغير




التجمع الثالث في الفاتح بانتظار موقف أقوى وأدق

تاريخ النشر : الاثنين ١٣ فبراير ٢٠١٢

فوزية رشيد



* إذا كان العدد قد تجاوز عشرات الآلاف وقدره كثيرون بنحو 100 ألف من جمهور الفاتح في تجمعه الثالث كما قيل يوم السبت الماضي فإن العدد رغم تجاوزه لتجمع الضفة الأخرى في «المقشع» وفيه من هو مدفوع الأجر هناك وأصحابه يعرفون الطريقة، فإن التجمع الثالث قياسا إلى ذاته و إلى الآخر هو كبير وقياسا إلى التجمعين الأول والثاني في الفاتح هو أقل بالطبع رغم أن الخطر لايزال محدقا بالبحرين سواء من المخربين والانقلابيين في الداخل، أم من مخططات واستراتيجيات الخارج التي تتداخل فيها أجندات إقليمية ودولية تعمل بكامل قواها على إعادة تدوير الأزمة في الذكرى الأولى (للخيانة) للوطن التي مرت بها البحرين.
ولكن رغم ذلك نعتبر أن الحضور كان قويا ومؤثرا وقد أوصل رسالته إلى من يريد، ورمزية حضوره رغم العدد الكبير كانت لأن كل شيء بات منكشفا والخطة الأصلية التي دارت في دوار التعاون فشلت منذ الإخلاء الثاني للدوار حتى التجييش والتحريض والتحشيد من طرف الانقلابيين فقدت قوتها وتأثيرها، وحيث أبناء الفاتح أدركوا أن الأمن وحمايته واستقرار البلد هو شأن الأجهزة الأمنية والمؤسسات المعنية في الدولة، واستوعبوا في ظل ذلك أن جرهم للاستفزاز هو بدوره (فخ) يراد ايقاعهم فيه ولعلمهم أن الدولة قادرة على لجمهم إن أرادت، وعلى تطبيق القانون إن قررت، وعلى ترك القضاء أن يأخذ مجراه باستقلالية إن هي لم تستجب للضغوط الخارجية، نقول رغم كل ذلك فقد سجل أبناء الفاتح موقفهم مجددا وفي لحظة مرتبكة ولكنها حاسمة.
* من جانب آخر رغم وضوح أوراق اللعب التي تلعبها الأطراف الداخلية والخارجية ومحاولة إعادة بؤرة الأزمة أو مفاعيل الخيانة والغدر اللذين تمت ممارستهما في شهري فبراير ومارس الماضيين، بحق الوطن والشعب البحريني فإن أبناء الفاتح رجالا ونساء وشبابا يفتقدون إلى اليوم موقف القيادة القوية من ائتلاف الجمعيات مع شديد احترامنا للشيخ عبداللطيف المحمود الذي نكن له كل التقدير ونعتبره الرمز الأول لأهل الفاتح اليوم، إلا أن ذلك لا يعفينا من قول الحق بشفافية ونزاهة أيضا بما يخص موقف الائتلاف الذي قرأ خطابه فكيف يفتقد أبناء الفاتح موقف القيادة القوية في الائتلاف كما نرى؟
1 - لأن الأمور التي تحيط بالبحرين هي كثيرة ومتداخلة وتدخل في إطار المخططات والأجندات والاستراتيجيات التي تتفاعل مع المصير البحريني بقوة الضغوط ومحاولة تجيير ذلك المصير لتحقيق المصالح الخارجية سواء للجارة الإقليمية أو للدولة الكبرى، وكما يعرف ذلك كل أهل البحرين فإن قراءة هذا الواقع الضاغط الشديد الوطأة تحتاج إلى أن تكون قراءة واعية شديدة الوعي واضحة الشديدة الوضوح، وقائمة على رؤية سياسية استراتيجية يتحدد من خلالها موقف قوي ومؤثر يناسب هذه المرحلة سواء تجاه قوى التأزيم الداخلية أو قوى التأزيم الخارجية وبما يتناسب أيضا مع مخاوف وهواجس أبناء الفاتح بعد انكشاف الأوراق وسقوط الأقنعة، وهي المخاوف والهواجس المبنية على وقائع وأحداث دارت ولاتزال تدور على أرض الواقع منذ أزمة الخيانة للوطن في العام الماضي، وهذا ما لم يستطع ائتلاف الجمعيات السياسية الوطنية تحقيقه بالشكل المطلوب، بل نجد أن هناك مثلا انفلاتا في رص الصفوف وهناك من يعمل لطموحاته الشخصية والضيقة وهناك من يضغط في اتجاه مداهنة الوفاق وهناك من يفتت رؤية الكوادر بل من يعمل على إقصاء بعض الكوادر الفاعلة والقادرة على العطاء والتأثير لمجرد استقلاليتها عن اللوبيات التي بدأت وهي آخذة في الاستشراء، ولنا في ذلك أكثر من حكاية ليس الآن وقت الحديث عنها وخاصة بما يتعلق بتجمع الوحدة الوطنية، وهناك من يدخل سوق المنافسة السياسية بعيدا عن الهموم والمخاطر الأصلية المحيطة بهذا الوطن، وهناك من لا يفقه حتى أولويات المرحلة بحسب الحاجة الوطنية العليا للبحرين نفسها، فيخلط بين رفضه أداء المعارضة الولائية اللاوطنية وبين تمرده على الدولة، بل هناك من يضع مسألة استيائه أو محاولة تمرده على الدولة كأولوية تسبق أولوية رص الصف للوقوف في وجه المعارضة التخريبية التي تعيث فسادا في البحرين وتعرض أمنها وسلمها الأهلي للخطر. وكل ذلك إن لم تكن أسباب ضعف فلا أعتقد أن لها تسمية أخرى في ظل الظرف الراهن الذي تمر به البحرين اليوم.
2 - عوضا عن أن تتكتل قيادات ائتلاف الجمعيات السياسية الوطنية بعد تحقيق بلوغ مرحلة وضوح الرؤية ومعرفة الأولويات، نقول عوضا عن أن تتكتل لرفض المعارضة اللاوطنية ورفض ممارساتها التخريبية ورفض الحوار معها بعد اكتمال الحوار الوطني التوافقي وتنفيذ مرئياته نجد أن هناك مؤشرات تتسرب عن فتح باب اتصالات جانبية لدى البعض مع تلك المعارضة اللاوطنية ومن تحت الطاولة أو خلف الستار ليصبح أحد الشعارات التي تم ترديدها في التجمع الثالث لأهل الفاتح الذي هو (لا حوار بدون الفاتح) مثل هذا الشعار مع اعترافنا بأن الحوار بين أبناء الوطن الواحد هو نهاية المطاف ولكننا نعتقد أن هذا ليس أوان طرحه أو تبني شعاره كأنه مسلمة من المسلمات، وخاصة أن حوار التوافق الوطني قد تم واكتمل منذ فترة قصيرة وتلك المعارضة اللاوطنية خرجت منه على مشهد رفضها أي حوار سابق بما فيه مرئيات سمو ولي العهد أثناء الأزمة إلى جانب أن المعارضة اللاوطنية لاتزال تتبنى العنف والتخريب والإرهاب وتعمل على «تسخين الطارة» مجددا لإعادة تدوير الأزمة منذ فترة وصولا إلى اليوم وغد 14 فبراير وكل ذلك يحتاج إلى محاصرة هذه المعارضة في هذه الآونة تحديدا، وليس تشجيعها أو تقويتها أو قبول الحوار معها أو وقوف موقف الدفاع عن النفس منها، وحيث الشعار الأنسب هو ما رفع بعض أبناء الفاتح صوتهم به (لا حوار مع الخونة والعملاء) حتى يكفوا عن خيانتهم وعن عمالتهم وعن مخططاتهم الطائفية وعن أجندتهم المرتبطة بأحزاب الطوائف المحيطة بالبحرين وبالمرجعيات السياسية الولائية بالخارج.
* أن يتم طلب إشراك الفاتح في حوار مقترح أو مرشح مع قوى التأزيم أو الوفاق فذلك موقف ضعيف من ائتلاف الجمعيات، وكان الأوجب هو الإصرار على مرئيات حوار التوافق الوطني وان الوقت هذه الفترة غير ملائم لحوار مع معارضة لا تريد الاعتراف بأخطائها وبفشلها وتبحث عمن يخرجها من أزمتها، لذلك الأولوية هي رفض الحوار معها وهي مستمرة في مواقفها وأخطائها وتأزيمها، وإلا كان موقف الائتلاف حاله حال موقف الدولة المضغوط عليها، وكمن يريد ترويض الناس للاستجابة للضغوط الخارجية وضغوط المنظمات الدولية وإن كانت الاستجابة هي موقف الدولة مثلا، فما الذي يبرر استجابة أهل الفاتح أو من يدعي تمثيلهم من جمعيات لذات الضغوط رغم أنها معارضة سياسية وطنية؟
ألا ينم ذلك عن موقف ضعيف؟
وغدا نكمل.