أخبار البحرين
رئيس الوزراء في ذكرى ميثاق العمل الوطني:
الميثاق أحدث تحولا تاريخيا
تاريخ النشر : الاثنين ١٣ فبراير ٢٠١٢
أكد صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء أن ميثاق العمل الوطني أحدث تحولا في تاريخ البحرين الحديث عبر الاستفتاء الذي نال تأييد الجميع، واستحق تقدير العالم، وأن مملكة البحرين سوف تمضي في تحقيق مزيد من النهضة والنماء واستكمال ما تحقق من منجزات، مرتكزة في ذلك على تلاحم أبناء البحرين، وما يتمتعون به من خصوصية ثقافية وحضارية.
وقال سموه في تصريح بمناسبة الذكرى الحادية عشرة للتصويت على ميثاق العمل الوطني الذي يصادف يوم غد الثلاثاء إن «علينا أن نبذل ما نستطيع من جهد من أجل البحرين وأبنائها في استكمال برامجنا في البناء والتعمير، وعلى كل الطاقات أن تعمل بروح من التعاون واحترام سيادة القانون».
وأضاف سموه: «أن التصويت على ميثاق العمل الوطني شكل مرحلة فارقة في تاريخ مملكة البحرين، انتقلت خلالها إلى آفاق من الحرية والتطوير والتحديث التي كان لأبناء البحرين الكلمة العليا في الوصول إليها، بما أظهروه من روح وطنية وثّابة، أساسها المواطنة والانتماء للوطن دون غيره».
وأشار سموه إلى أن وتيرة التنمية المتصاعدة التي تشهدها المملكة منذ إقرار الميثاق، تجسد رؤية صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى، والتي مكنت البحرين من تحقيق أهدافها على صعيد التنمية، نظرًا الى ارتكازها على تخطيط سليم ومدروس يراعي بين ما تمتلكه المملكة من موارد وما يستجد من احتياجات تنموية متزايدة.
وشدد سموه على أن مسيرة العمل الوطني لن تتوقف أو ترجع إلى الوراء، وأن البحرين قادرة بمشيئة الله على النهوض واستكمال ما بدأته من مشروع تنموي متكامل يهدف إلى توفير حياة أفضل للجميع.
ودعا صاحب السمو الملكي رئيس الوزراء إلى العمل لدعم كل ما يعزز تطور الوطن ونموه ويحفظ أمنه واستقراره وسلمه الأهلي.
وقال سموه: «إن الجميع يرفض أن يرزح المجتمع تحت وطأة العنف والفوضى مما يؤثر سلبا على الواقع الاقتصادي والاجتماعي، وعلينا أن ننتج أفكارًا تبني ولا تهدم ليكون ولاؤنا الأكبر للبحرين دون غيرها، فالأرض التي تجمعنا واحدة ولا احد يرغب في ان تمر البحرين بالظروف المؤسفة التي مرت بها العام الماضي».
وأضاف سموه إن شعب البحرين برهن على وعيه وقدرته على تجاوز المحن والوقوف صفا واحدا في مواجهة أية محاولات تريد تفتيت وحدة المجتمع.
وشدد سموه على ضرورة أن يسعى المجتمع المدني إلى تشكيل الوعي المؤمن بوحدة الوطن في إطار مفهوم المواطنة القادرة على العطاء والإنجاز من أجل الوطن ومستقبله ليعود إلى ازدهاره وحيويته، لأن ما يحدث لا يعكس الإرادة العامة للمجتمع.
وعبّر سموه عن تفاؤله بما تحمله المرحلة المقبلة من مكتسبات ديمقراطية مع إقرار التعديلات الدستورية الأخيرة التي أعلنها جلالة الملك المفدى، وتنفيذ مرئيات حوار التوافق الوطني، وتوصيات اللجنة البحرينية المستقلة لتقصي الحقائق، والتي من شأنها جميعا تعزيز المشاركة السياسية وتحقيق الإرادة الشعبية ومعالجة آثار وتداعيات الأزمة التي مرت بها البحرين.
وقال سموه «إننا مطالبون بغايات وأهداف تخدم طموحات وآمال المجتمع، وعلينا استغلال كل القدرات لخدمة هذا التوجه، واستبعاد أي توجه يخالف ذلك لأنه الضمان نحو مجتمع إنمائي متحضر عامر بالبناء والتطوير».
وأوضح سموه «إن أهم ما يميز ملحمة البناء والتنمية التي تشهدها البحرين أنها ترتكز على مبدأ الشراكة المجتمعية وتوزيع المسئوليات بما يضمن أن ينهض كل مواطن بدوره وواجبه تجاه وطنه، في منظومة متناغمة ومتكاملة يحكمها الدستور والقانون».
وقال سموه «ان مسارات النجاح المختلفة التي تسلكها البحرين ولدت زخما أحدث تغييرا في مسار التنمية، وان صحة النهج الذي تسير عليه البحرين سياسيا واقتصاديا واجتماعيا وصل إلى غايات متقدمة، كما أن الاتحاد الخليجي الذي أعلنه خادم الحرمين الشريفين في مؤتمر قمة الرياض يعد من ابرز البشائر ورصيدا كبيرا من الانجاز على المستوى الإقليمي، وسيؤدي إلى تأكيد وترسيخ ما هو قائم من توافق متجانس بين دول المجلس، وإننا متفائلون بأهمية هذا الاتحاد وعازمون مع الأشقاء في دول المجلس على السعي إلى تكريسه.
وأضاف سموه «ان ما يتحقق على أرض الوطن من نمو وازدهار، هو نتاج لما يُبذل من عمل وطني صادق ومخلص، وترجمة حقيقية لخطط واستراتيجيات طموحة، ولدينا عزم أكيد على الوصول إلى ما نأمل إليه في مستقبل أفضل للوطن وأبنائه».
وقال سموه: «إن تماسك مجتمعنا ووحدتنا الوطنية هما طريقنا الوحيد للعبور إلى المستقبل بكل تحدياته، ولدينا يقين في قدرتنا على تحقيق ذلك في ظل ما يتسم به شعب البحرين من ثقة بالنفس والتزام بالمسئولية».
ودعا سموه الجميع إلى أن يستلهموا من ذكرى الميثاق القيم والمعاني التي تجمع ولا تفرق، وأن تعلو مصالح الوطن العليا على المصالح الأخرى، فالجميع يجب أن يتشارك في توجيه دفة الوطن إلى ما يحقق له الاستقرار والازدهار.