الجريدة اليومية الأولى في البحرين


مسافات


بين مصر وأمريكا معركة كرامة!

تاريخ النشر : الاثنين ١٣ فبراير ٢٠١٢

عبدالمنعم ابراهيم



تخوض مصر ضد الولايات المتحدة الأمريكية معركة (كرامة) تتصل بالسيادة الوطنية والاستقلال حول ما يتعلق بالدعم المالي واللوجستي الأمريكي (الرسمي) لمنظمات أجنبية تعمل في مصر، مظهرها الخارجي (حقوقي أو إنساني أو سياسي) ولكن باطنها أصبح مكشوفا للجميع، وهو تنفيذ (أجندات أمريكية) داخل مصر، وقد استغلت أمريكا حالة الانفلات الأمني والاضطراب السياسي التي شهدتها مصر بعد ثورة 52 يناير، وضخت أكثر من 57 مليون دولار أمريكي على شكل مساعدات لمنظمات المجتمع المدني!
وتمتلك الولايات المتحدة الأمريكية شبكة عنكبوتية ضخمة من هذه المنظمات المشبوهة تتوزع في بقاع العالم، وموجود عدد كبير منها في الدول العربية والخليجية (031 ألف منظمة حول العالم)! بعضها بتمويل رسمي أمريكي وبعضها بتمويل جماعات ضغط و(لوبي) أمريكي، مثل منظمة (ايباك) الموالية لاسرائيل.
وسيادة مصر تحتم عليها أن تمنع هذا التمويل الخارجي للمنظمات غير المرخصة، وترفض أن تتحرك أمريكا عبر هذا التمويل في الساحة المصرية لتنفيذ الأجندات الأمريكية، ولذلك قامت السلطات المصرية بمداهمة مقرات هذه المنظمات المشبوهة واعتقلت 44 شخصا (مصريين وأمريكان من أصل مصري وأجانب) وقدمتهم للمحاكمة بحسب القوانين المصرية، بعد أن ضبطت في هذه المقرات وثائق وصورا لمواقع عسكرية أمنية وعسكرية حساسة في مصر، وبعض المنشورات تدعو إلى تقسيم مصر وإثارة الفتنة الدينية في المجتمع المصري.
طبعا أمريكا لا يعجبها هذا التصرف المصري وتشن حاليا حملة إعلامية كبيرة في أمريكا وأوروبا معتبرة أن الاجراءات المصرية القانونية بحق هذه المنظمات المشبوهة انتهاك للحريات ومبادئ حقوق الإنسان!
ومن المضحك أن يصدر مثل هذه الاتهامات لمصر ومصادرة حقها في التحفظ على التمويل المالي المشبوه في الوقت الذي تطالب فيه أمريكا كل دول العالم بمراقبة الأموال المشبوهة وحركة انتقال الحسابات وغسل الأموال لمكافحة المنظمات التي تعتبرها إرهابية كالقاعدة وغيرها!
وهكذا نكتشف أن (واشنطن) تطلب من الآخرين الرقابة على حركة الأموال والتمويل، لكن لا تطبق ذلك على نفسها!.. فهي من حقها كشرطي العالم أن (تخيط وتبيط) في تمويل المنظمات (الحقوقية والسياسية والإنسانية) المشبوهة من دون اعتراض من أحد!
ما تفعله أمريكا حاليا في (مصر) كانت تفعله في البحرين منذ عشر سنوات ولا تزال تحت شعار (دعم الديمقراطية) في العالم!.. وإذا كانت صورة (الجاسوس) القديمة يرتدي فيها «بالطو وقبعة» فحاليا (الجاسوس) يكفيه أن يحمل (لاب توب) في منظمة مجتمع مدني بتمويل أمريكي!