أخبار البحرين
في اليوم الثاني لتطبيق تحسين الزمن المدرسي
أولياء أمور وتربويون وطلبة يرون في المشروع فائدة كبيرة للطالب
تاريخ النشر : الثلاثاء ١٤ فبراير ٢٠١٢
مضى اليوم الثاني من مشروع تحسين الزمن المدرسي في المدارس الثانوية بشكل طبيعي، وتمّ تسجيل ارتياح لدى الجزء الأكبر من الطلبة والممارسين التربويين من هذا المشروع الجديد الذي يستهدف زيادة المساحة المخصصة للتعلم لصالح الطلبة.
وفيما يلي عدد من انطباعات الطلبة وأولياء الأمور والمعلمين حول التطبيق العملي لهذا المشروع، وهي انطباعات تميل أغلبها إلى التفاؤل بما يمكن أن ينجرّ عنه المشروع، من زيادة مساحة التعلّم وإيجاد الوقت الكافي لإنهاء المنهج ومتابعة أعمال الطلبة في المدرسة وحلّ جزء من الواجبات المدرسية في المدرسة والتخفيف بذلك من اللجوء إلى الدروس الخصوصية.
بناء شخصية الطالب
عبر الأستاذ علي يوسف ممثل مجلس الآباء بمدرسة أحمد العمران عن ارتياحه لمشروع تحسين الزمن المدرسي، حيث يرى أن المشروع واعد للارتقاء بالمخرجات وبعد تطبيقه ستكون النتائج المتوقعة في صالح العملية التعليمية في المملكة وستكون مخرجات التعليم أفضل، وسيرفع مستوى التحصيل العلمي لدى الطلبة، إذ سيمكنهم من إنجاز الفروض المدرسية والتمكن من أداء الصلاة في مواقيتها بالمدرسة، ولكنه شدد على ضرورة الاهتمام بالبيئة المدرسية كالمرافق وخاصة دورات المياه وأماكن شرب المياه والمقاصف وغيرها من المرافق من أجل ضمان نجاح مشروع تحسين الزمن المدرسي.
وقال الشيخ صلاح الجودر - ولي أمر - طبقا للنظام المتبع فمن الجيد أن نطبق هذا المشروع وخاصة أننا ننشد تطوير التعليم وجودة المخرجات، وبناء شخصية الطالب، وهذا لا يأتي إلا بجودة المشاريع الجديدة التي تتواكب مع ما نطمح إليه من تحسين المخرجات وجعل البحريني خيارا مفضلا لدى سوق العمل وكذلك خيارا للجامعات العالمية ذات المستويات المرموقة، على أن المدارس الخاصة في مملكتنا تطبق هذا المشروع منذ زمن حيث إن البعض منها ينتهي دوامه في الساعة (4) عصراً من دون أن يحدث ذلك ضجة أو تذمرا لدى أولياء الأمور ولا الطلبة بل إنهم هم الذين اختاروا تلك المدارس مع علمهم بزمن التمدرس فيها، وأيضا هنالك نماذج قريبة في دولة الإمارات العربية المتحدة مشابهة ينبغي الاستفادة منها.
ويرى الشيخ صلاح إن الصعاب التي يشتكي منها بعض أولياء الأمور الذين لديهم أكثر من ابن من حيث توصيلهم والاجتماع على مائدة الغداء وكذلك المذاكرة كل هذه أمور ليست من صلب المشروع وإنما هي أمور يمكن حلها وتطويعها لخدمة العملية التعليمية المراد تحسينها بشكل شامل، فمن الطبيعي أن نجد معارضة وذلك لأن أي تغيير يجد محاربة في بداية الأمر، ونحن كأولياء أمور بعد أن عرضت علينا الوزارة هذه التجربة أصبحنا الآن شركاء في التطوير لنشر ثقافة التحسين في المجتمع كي يطبقها خدمة للأجيال القادمة، وقد تحتاج العملية إلى فترة من الزمن ومن ثم نستطيع تقييمها كما تم تقييم تجربة مدرسة المحرق الثانوية للبنات والتي أثبتت جدواها ونتائجها الباهرة. واختتم الجودر حديثه بالقول إن علينا التمسك بهذا الخيار ويجب أن نذلل الصعاب لتهيئة البيئة المدرسية، وكذلك الأنشطة اللاصفية لدعم هذا البرنامج وحل السلبيات وتفاديها إن وجدت ووضع الحلول الناجعة لها.
استكمال تدريس المناهج
قالت الأستاذة منى محمد رشيد إن تحسين الزمن المدرسي سيتيح الفرصة لاستكمال المناهج الدراسية بحكم طول فترة الحصة الدراسية كما سيمكن المعلم من مراجعة الدرس مع طلابه أثناء الحصة، بالإضافة إلى أنه سيوفر الوقت لاستكمال الجزء الأكبر لأداء الواجبات الدراسية بالمدرسة.
وأضافت: إن التجربة هي خير برهان على نجاح المشروع، فلنعط للوزارة الوقت الكافي للتطبيق، ثم نقيم بعد ذلك تلك التجربة بموضوعية ونحكم عليها، فلا يمكن الحكم قبل التطبيق الفعلي لأي تجربة، والأمر متصل بنتائج الطلبة التي سنلاحظها نهاية هذا الفصل بالإضافة إلى تطور شخصياتهم.
إلغاء الدروس الخصوصية
أشاد الأستاذ محمد جراح الدوسري وهو أحد أولياء الأمور بجهود الوزارة المبذولة لتحسين أداء المدارس ورفع مستوى الطلبة، حيث أكد بعد حضوره لإحدى محاضرات التهيئة لتحسين أداء المدارس وملاحظة اهتمام المسئولين بالإجابة على جميع التساؤلات، أنه بعد تطبيق خطط الوزارة في تحسين بيئة المدارس والمناهج وتهيئة أولياء الأمور والطلاب والمعلمين فإن المشروع سيعود بالمصلحة على جميع الأطراف، فالجميع يتطلع إلى الرقي بمستوى الطلبة، وقال «نحن كأولياء أمور مستعدون أن ندفع الأموال للمعاهد والمدرسين الخصوصيين لتحسين تحصيل أبنائنا الدراسي، فإذا كانت المدرسة ستسهم في رفعه فهذا شيء جيد، بل ممتاز».
إدارة الوقت
وترى الأستاذة لولوه الضاعن المعلمة بمدرسة الحورة الثانوية للبنات أن مشروع التمديد هو خطوة إيجابية تشكر عليها وزارة التربية والتعليم، لأنها ستمكن الهيئات التعليمية والطلبة في الوقت ذاته من إنجاز أعمالهم سواء أكانت فروضا مدرسية أو إدارية، وسيتم إنجاز ذلك كله خلال الدوام المدرسي مما يجنب الطلبة نقل كل فروضهم إلى البيت، وتضيف أن تخصيص فسحة ثانية من أجل أداء صلاة الظهر هي خطوة مهمة ومفيدة، وترى أيضا أن عدم تقبل هذا المشروع من قبل البعض هي مسألة وقت فقط، لذلك نأمل في التغلب على هذه المشكلة من خلال القيام بأنشطة صفية ولا صفية كأن تكون هناك أنشطة لترغيبهم في الدراسة بشكل أكبر وخاصة مع التحسين الذي بدأ فعليا يوم الأحد الماضي.
أما الأستاذة عائشة الجودر رئيسة مركز مصادر التعلم للمعلمين بالمحرق فتؤكد أن برنامج تحسين الزمن المدرسي مفيد جدا للطلبة، فالوقت المضاف يعلم الطالب الالتزام ضمن إدارة حقيقية للوقت تدرب عليها المعلمون والمربون، ولأنه إذا كان في المنزل فقد لا يؤدي الواجبات، أما إذا كان في هذا الوقت داخل المدرسة فإنه سيستفيد من ممارسة الهوايات والأنشطة الرياضية والترفيهية بالإضافة إلى فائدته من المناهج، على أن الوقت المضاف والذي تثار الضجة من حوله ليس طويلا فهو فقط (45) دقيقة، وهو وقت انتظار الطلبة نفسه خارج أسوار المدرسة، وتمنت الجودر أن يتفهم أولياء الأمور هذا البرنامج، إذ سيعود عليهم بالنفع، وذلك من خلال حل الواجبات وعمل الأنشطة التعليمية بشكل جماعي بأريحية كأنه يعمل نشاط لا صفي بحيث لا يحمل هم المراجعة ولا هم المقابل المالي لها، وهو في النهاية احتواء المدرسة واحتضانها للطلبة وتقليل الازدحام.
ويؤيد سلمان محمد السندي الطالب المتفوق في الصف الثاني الثانوي تخصص كيمياء أحياء بمدرسة الهداية الخليفية الثانوية للبنين مشروع تحسين الزمن المدرسي نظرا إلى جملة النتائج المتوقعة من ورائه مثل الاستغناء عن الدروس الخصوصية وإعطاء فرصة أكبر للحوار والفهم وجعل الطلبة مستعدين للامتحانات، مما يكسر رهبة الامتحان لديهم. وتابع أن الحاجة إلى تطوير التعليم في مملكة البحرين تتطلب هذا التحسين في الزمن، وأن إطلاق هذا المشروع جاء ليلبي حاجات الطلبة وحاجات التعليم الذي يتسم بالرقي والتطور المستمر، إذ أنه امتداد لمشروع تحسين أداء المدارس الذي يهدف بشكل عام إلى تحسين مخرجات التعليم، مما يعود على الطلبة بالفائدة والنفع في المعرفة لتطوير المستوى العلمي لهم.