حماس وإيران وجواز أكل لحم الميتة؟!
تاريخ النشر : الثلاثاء ١٤ فبراير ٢٠١٢
إبراهيم الشيخ
بعد جولة القائد اسماعيل هنية الأخيرة في المنطقة، تساءلت عن السبب في اختياره إيران لتكون المحطة الأخيرة لزيارته، وكان من الأولى - في المنطق السياسي على الأقل- أن تكون الأولى، بسبب دعمها المعلن لحماس؟!
جميعنا يعلم ان إيران الصفوية حاقدة على كل ما هو عربي، وجميعنا يعلم ان إيران هي التي ورّطت شيعة العرب في الخليج والعراق وجنّدتهم في خدمة أهدافها التوسّعية، ويكفينا النّظر للحالة العراقية والبحرينية والسورية لمعرفة ذلك الدور المشبوه، هذا فضلاً عن احتلالها المباشر للجزر الإماراتية والأحواز العربية.
منذ أن بدأ الحصار المجرم لغزّة في عام 2006، وهناك مليون ونصف مليون فلسطيني من لحمنا ودمنا يموتون يومياً مرّتين، مرّة بسبب الحصار، وأخرى بسبب خذلان الأمتين العربية والإسلامية لهم؟! الدول العربية شاركت في الحصار عبر نظام مبارك المأفون، وطالما وَعدت بدعمهم، لكنّها لم تفعل؟!
قرأنا عبر التاريخ أن الله سبحانه وتعالى طالما نصر المسلمين بالظلمة، كما قرأنا في الفقه الإسلامي عن جواز أكل لحم الميتة إذا خاف صاحبها من الهلاك، فما بالكم بمليون ونصف مليون مسلم تخّلى عنهم الجميع، ووجدوا دعماً من إيران، هل يرفضونه؟!
إيران منذ ذلك التاريخ وهي تقدّم الى حماس 200 مليون دولار سنوياً لتصرف على الموظفين في غزّة. هي بالتأكيد، تقدّمها لأهداف كثيرة منها استغلالها في حديثها عن دعمها للممانعة، إضافة الى انتظارها ردّ الجميل من حماس؟!
في تاريخنا الإسلامي تبزُغ قصّة عبدالله بن حذافة السهمي، ذلك الرّجل قبِل أن يقبّل رأس قيصر الروم كثمن لإطلاق أسرى المسلمين، وعندما عاد الى المدينة قال له الفاروق: حق على كل مسلم أن يقبِّل رأس عبدالله بن حذافة، وأنا أبدأ ذلك، ثم قام وقبَّل رأسه .
حماس قبِلت ذلك الدّعم بسبب تخلّي الدول العربية والإسلامية عنها، وحتى تنقذ أهل غزّة، مع ذلك أعلنها هنيّة: «حماس لا يمكن أن تكون في جيب أحد».
عندما طُردت حماس من الأردن، كانت أمام خيارين، إمّا أن تستقر في إيران أو سوريا، واختارت سوريا، التي قدّمت لها كل شيء، وبعد أن انطلقت الثورة المباركة هناك، كان نظام الأسد المجرم ينتظر من حماس دعماً مماثلاً كردّ للجميل، لكن حماس لم تفعل، ولا تغرنّكم تصريحات مقتطعة هنا أو موقف مجتزأ هناك، حماس بدأت في الخروج من سوريا، وقبل أن نسأل هنيّة ومشعل لماذا؟ علينا أن نسأل دولنا التي خذلت أهل الرّباط، بل واسهمت في حصارهم، وتركتهم يموتون ألف مرّة ومرة؟!
بعد الأحداث الأخيرة، الجميع بدأ يتحدّث عن حماس، الكثير منهم المحبّون والخائفون، وهناك غيرهم من الشامتين الذين لم يسطّروا عبر تاريخهم سطراً واحداً يدعمون فيه المقاومة الفلسطينية، وجاءتهم اليوم ساعة (فشّ الغلّ) ليرقصوا على موقف حماس ويظهروا أحقادهم وأمراضهم الدفينة؟!
بعد الأحداث الأخيرة، الجميع أرسل سهامه لحماس، كيف؟ ولماذا؟ ولا يجوز، وقد تناسى الجميع أنّ حماس هي من رفع لواء الجهاد في الأمّة وما زالت، «وهل جزاء الإحسان إلاّ الإحسان».
هل كانت الشعوب والحكومات تنتظر أن تنزل رواتب موظّفي غزّة من السماء مثلا؟! وهم قابعون في بيوتهم لم يدفعوا ظلما ولم يقدّموا دعما؟!
بدل أن نلوم حماس لوموا أنظمتنا المتخاذلة، ولوموا مواقفنا كشعوب، تركنا مليونا ونصف مليون فلسطيني يعانون الحصار والموت ولم نتحرّك، وعندما وجدوا لحم الميتة نطالبهم بعدم أكلها، أفلا تتفكّرون؟!
إيران مهما عملت لن تستطيع اختراق غزّة، ولن تستطيع أن تغيّر مواقف حماس ولا الشعوب العربية منها، ويكفي أحداث العراق والبحرين وقبلهم سوريا، حيث فضحهم الله وأفشل خططهم ومسعاهم.
آخر الكلام: حاول أتباع إيران الاحتفال في مناسبة الأربعين في غزّة، هجم عليهم أهل غزّة وكسّروا أرجلهم وأياديهم ورموهم في المستشفيات، غزّة ليست في جيب أحد يا سادة.
آخر السّطر: أختم بما بدأت، هنيّة زار إيران كآخر دولة، ليقول لجميع الدول العربية والإسلامية: لو لم تخذلونا لما ذهبنا إليها، ولكن الإسلام أجاز لنا أكل الميتة في حالة الاضطرار؟! وتذكّروا أنّ هناك مليون ونصف مليون آدميّ في رقبتنا! هل ننتظر موتهم بسبب تخاذلكم؟!
حملة سوريا تلفزيون البحرين