عالم يتغير
في الذكرى الأولى .. الوطن ينتصر
تاريخ النشر : الأربعاء ١٥ فبراير ٢٠١٢
فوزية رشيد
} لماذا نقول عن تلك الجريمة إنها خيانة ولماذا نقول إرهابا؟
بعد أن انكشف للعالم كله حقيقة حراك 14 فبراير الذي تدثر تحت عنوانه محركو الفتنة والانقلاب في البحرين فوضعوا لأنفسهم عنوانا جديدا ألصقوه بالشباب وبأنه حركة شبابية عفوية لا صلة لها بـ (حق أو وفاء أو خلاص أو الأحرار أو الوفاق أو ...) رغم أن هذه الجمعيات المنسلخة بدورها من عنوان آخر هو (حزب الدعوة) لتلعب خلف أجندة انقلابية عنفية دور التهريج السياسي الذي ساقه ؟ للغرابة - علي سلمان عن طريق الخطأ ليصف به الشيخ الوقور د. عبداللطيف المحمود بعد أن استفزه التجمع الثالث في الفاتح، والصحيح أن عنوان وسلوك التهريج السياسي ينطبق حرفيا على ما يقوم به هو ومن يتبادل معهم الأدوار في الساحة السياسية البحرينية بعد أن حولوها إلى ساحة عنف وإرهاب وتخريب فيما يطبلون للسلمية، وبعد أن مارسوا فيها كل أساليب القهر العقدي والاستعباد السياسي وغسل الدماغ على الدمى التي يحركونها بخيوطهم المربوطة بدورها بشبكة خيوط طائفية خليجيا وعربيا، وبعد أن تحولوا هم أنفسهم قبل ذلك إلى دمى في يد الولي الفقيه في طهران من خلاله وكيله المحلي عيسى قاسم، مثلما تحولوا إلى دمى يحركها بعض السفارات الغربية، جاءوا بعدها إلى غالبية الشعب البحريني ليلقوا عليها دروسهم السياسية التهريجية في الديمقراطية والإصلاح والحرية والسلمية والدولة المدنية ليأخذ التهريج السياسي في تلك الدروس مأخذه منهم و(رمتني بدائها وانسلت).
} هؤلاء الذين اعتمدوا على الكذب تحت مشروعية (التقية) واعتمدوا على الفبركة لاستدرار تعاطف الإعلام الغربي واعتمدوا على العنف والإرهاب تحت مسمى السلمية الخادع وخانوا شعبهم وصدموه بكل ما فعلوه طوال عام وما قبل ذلك بكثير، وخانوا وطنهم حيث ولاؤهم العقدي والسياسي لغيره وخانوا دولتهم حين عملوا على الانقلاب على دستورها وميثاقها وعقدها الاجتماعي عبر المكر والخديعة والاصطفاف الطائفي وعبر العنف والإرهاب، هؤلاء الذين ارتهنوا لتدريبات المنظمات الغربية المرتبطة بالكونجرس والبنتاجون والسي.آي.ايه وارتهنوا لوصايا السفارة الأمريكية التي تضع عينها عليهم كأداة فوضى وفتنة في الوطن الذي كان آمنا من دون حركاتهم البهلوانية وتهريجهم السياسي، هؤلاء الذين خانوا ثقة الشعب ومن كل الطوائف بمن فيهم أتباعهم الذين يحتاجون إلى الإفاقة، هؤلاء الذين قسموا هذا الشعب وضربوا سلمه الأهلي وتعايشه، هؤلاء الذين خانوا المهنة إن كانت طبا أو تعليما أو جامعة أو نقابة أو مؤسسات مدنية أو أهلية، هؤلاء الذين ارتكبوا كل الأكاذيب لتشويه سمعة بلادهم ولضرب اقتصادها وعرقلة نموها وديمقراطيتها وإصلاحها وارتكبوا الجرائم ضد أهل السنة والجاليات الآسيوية، هؤلاء المهرجون سياسيا والمخربون والإرهابيون هم أنفسهم الذين لايزالون بعد مرور عام يمارسون ذات التهريج السياسي حيث هم لا يتورعون عن أن يعطوا دروسا في الديمقراطية ويتذرعون بالحريات ويضعون قناع المطالب الإصلاحية ثم يتحدثون عن البطولات والنضال والكرامة والأخلاقيات، وليداروا فشلهم الذريع يقومون بترويع الناس وتكريس لغة المولوتوف وحرق الإطارات والاعتداء على المدارس وضم حتى الوفيات الطبيعية إلى قائمة الشهداء التي يعملون بكل دأب أيضا وباستجداء وبأساليب تنتمي مجددا إلى التهريج على زيادة العدد فيها حتى لو كان ثمن ذلك هو الدفع بالشباب والأطفال للمواجهات العنفية اليومية وشتان ما بين السياسة والإرهاب!
} بعد مرور عام والخيانة للوطن وللشعب تتعمق وتكبر فالمسيء أو المخطئ أو الخائن سيبقى في مربع خيانته الأولى إن هو اعترف واعتذر وتحمل مسئولية ما فعل والعقاب، ولكن أن يستمر المسيء في إساءته والمخطئ في خطئه والخائن في خيانته فتلك خيانة أكبر وإساءة أفظع وخطأ لا يغتفر، وهذا ما يفعله الانقلابيون والتخريبيون وقادتهم وزعماؤهم ورموزهم تحت المسمى التهريجي (شباب 14 فبراير) الذين يعرف الشعب البحريني المناهض لهم حقيقة حراكهم وحقيقة من يقف وراءهم ومن يحركهم سواء في الداخل أو في الخارج، والذين يفتعلون لأنفسهم مسميات وعناوين ضخمة كل فترة لا تتناسب إلا مع من يمارس الإرهاب في إطار من العبث والمراهقة السياسية المناسبة لعقول الذين يقودونهم من المهرجين السياسيين حين هم يتحدثون عن البحرين كأنها (رواندا) أو (جنوب إفريقيا) زمن الفصل العنصري، ويتحدثون بغطرسة عن القيادة وكل من يناهض إرهابهم وهي الغطرسة المليئة بالسباب والشتائم التي لا تصدر إلا عن مختل عقليا أو من يعاني سيكولوجية الانفصام الذهني والنفسي والذي يعيش في عالم الهلوسة والأوهام.
} عام مر والدولة تتصرف مع أجندتهم واختلالهم السياسي وعنفهم في الشارع بضبط نفس لم تمارسه أي دولة أخرى مع أمثالهم، وذلك لو فطنوا دليل قوة وليس ضعفا، عام مر وشعب الفاتح يمارس انضباطا ووعيا نادرين ومذهلين لتفويت الفرصة أيضا على أجندتهم الخبيثة وفي هذا يتضح المعدن الحقيقي لوعي وأخلاق الإنسان البحريني وسلميته مما أذهل كل المراقبين، عام مر وهؤلاء، على رأسهم علي سلمان يأخذون الرسالة الخاطئة من تصرف الدولة وأهل الفاتح فيزدادون انتفاخا هوائيا فارغا ظنا منهم أنهم هم من يمسك خيوط اللعبة ومن يتحكم في مفاصل الدولة، ومع الانتفاخ يزدادون صلفا وغرورا وهم يعلمون قبل غيرهم أنهم مجرد أدوات وانه لولا المرحلة الزمنية التي تستخدمهم فيها الجمهورية الولائية وإحدى الدول الكبرى كأدوات لتنفيذ مخططاتهما لما كان لهم أي وجود على الخريطة السياسية البحرينية ولتم نبذهم تماما من هذه الخريطة، بعد أن تم نبذهم أصلا من الوجدان البحريني، وحيث يتم التعامل معهم باعتبارهم مجرد أصحاب أجندة غير وطنية ولائها للخارج وباعتبارهم حركة انقلابية إرهابية تتبادل الأدوار بين عنف الشارع وعنف الخطاب السياسي وتطرفه باعتبارهم مجرد أدوات تتلاعب بها القوى الخارجية وتدعمها لأسباب معروفة، فأي خيانة وأي إرهاب؟
وهل عرف علي سلمان كما يعرف كل الناس من هو المهرج السياسي؟
للحديث صلة.