الجريدة اليومية الأولى في البحرين


الرياضة

شبيه بالضغط على المدافعين في كرة القدم
الكرة الطائرة الحديثة تهدّد حائط الصد بالقادمين من الخلف

تاريخ النشر : الأربعاء ١٥ فبراير ٢٠١٢



عرفت لعبة الكرة الطائرة الحديثة في الآونة الأخيرة عدة تطورات على مستوى التكتيك الهجومي لم يكن مألوفا فيما سبق، إذا ما وضعنا بعين الاعتبار أنّ اللعبة تعدّ من الألعاب الجماعية المتطورة على المستويين التكتيكي والقانوني، وإذا كانت الكرة الطائرة خلال الثلاثين السنة الماضية قد شهدت عدة مدارس متنوعة كالآسيوية والأوروبية الشرقية والأميركية ، وإذا كانت كل مدرسة لها خصائصها التي تميّزها وتتفرّد بها عن الأخرى، إلا أنّ هذه التقسيمات المدرسية حاليا قد ذابت وانصهرت مع بعضها البعض تحت عنوان واحد تندرج تحت ما يسمى (الكرة الطائرة الحديثة)، ومن ضمن التحسينات التكتيكية الهجومية الحديثة التي أدخلت على اللعبة تتمثل في الهجوم من المنطقة الخلفية من مركزي(2و6).
تحذير شديد اللهجة
وإذا كان مدربو كرة القدم فيما سبق قد حذروا مدافعيهم مرارا وتكرارا بأخذ الحيطة والحذر من القادمين من الخلف سوى كان من ظهيري الجنب أو لاعبي الوسط ، فإنّ الكرة الطائرة الحديثة بدأت توجّه تحذيرا شديد اللهجة بطريقتها الخاصة لحوائط الصد من القادمين من المنطقة الخلفية خاصة من مركزي(2و6)، ولا نجانب الحقيقة إذا ذهبنا إلى أنّ هؤلاء القادمين من الخلف ينبغي أن تتوفر فيهم مواصفات وإمكانات خاصة ليقوموا بهذه المهمة التي ليس الهدف منها المظهرية ولكنها تكتيك خاص، غير أنّ الملفت للنظر في ملاعبنا المحلية التي اختلطت فيها الأوراق صرنا نشاهد كلّ من هبّ ودبّ تعطى له مهمة الهجوم من المنطقة الخلفية حتى لو كان هذا الهجوم لا يقدّم ولا يؤخّر وسلبيات من يقوم به أكثر من إيجابياته.
ولا نذهب بعيدا إذا قلنا بأنّ مركز(2) في الكرة الطائرة الحديثة يعد المركز الأكثر أهمية وسطوة والذي يعوّل عليه صانعو الألعاب ومن قبلهم المدربون، وربما يكون اللاعب الذي يؤدي من هذا المركز الأكثر تسجيلا للنقاط ، ويترتب على ذلك أن يكون هذا اللاعب على مستوى عال من الإمكانات البدنية والفنية حتى يرجّح كفة فريقه ويحدث الفارق.
وإذا كان التركيب الهجومي من المنطقة الأمامية يعود الفضل فيه إلى المدرسة الآسيوية، فإنّ الكرة الطائرة الحديثة عرفت التركيب نفسه ولكن باشتراك لاعب متوسط الشبكة من مركز(6) ولاعب مركز(3) ومن اللاعبين الذين يتفوقون في هذه اللعبة الدولي البرازيلي (جيبا)، ونذهب شخصيا إلى أنّ حائط الصد في الكرة الطائرة الحالية بات يعمل ألف حساب للضاربين القادمين من الخلف أكثر من الضاربين في المنطقة الأمامية التي بات دورهم ينحصر في مشاكسة حائط الصد ومشاغلته لتسهيل مأمورية ضاربي مركز(2و6).
زيادة الضغط
على حائط الصد
ويرى الكابتن يوسف خليفة المدرب المساعد السابق لمنتخبنا الوطني أنّ الفكرة الأساس للضاربين القادمين من الخلف تتمثل في الزيادة العددية على حساب حائط الصد بهدف الضغط على الأخير وتفكيكه وتشتيته من جانب آخر واصفا إياه بأنه طابع آسيوي ولكنه بشكل آخر على حدّ وصفه، وهذا التركيب الحديث يحتاج إلى مقومات بدنية وفنية كطول قامة وقوة بدنية سوى من الضاربين أو المعدّين، فالأندية والمنتخبات الأوروبية بهذا التكتيك تهاجم بأربعة لاعبين في كل الخطوط لتتفوّق عدديا على حائط الصد.
وقال الكابتن يوسف خليفة أنه يستحسن أن يقوم بهذا التكتيك من يتوفر لديهم المقومات ولكن هذا لا يمنع قصار القامة من ممارسته طالما إمكاناتهم تؤهلهم لإرباك حائط الصد وإلا أصبح دورهم سلبيا لافتا إلى أنّ التركيب الحديث شبيه بتركيب المدرسة الآسيوية الذي يركّز على مشاغلة حائط صد لاعب مركز(3) على وجه التحديد، وأنّ تنفيذ هذا التركيب يحتاج إلى سرعة وهناك تباين واختلاف في سرعة التنفيذ بين منتخب وآخر.
ولفت الكابتن يوسف النظر إلى أنّ هذا التكتيك تلجأ إليه الفرق والمنتخبات حسب إستراتيجية محددة وأهداف مرسومة وليست عبثا وكيف ما كان مشيرا إلى أنّ لاعبينا يحتاجون لتنفيذ هذا التكتيك للمقومات البدنية المذكورة وإذا ما توفر هذا فهم في أمس الحاجة إلى تدريب مكثف لتحقيق التوافق بين الضاربين والمعد هذا الأخير الذي ينبغي أن يكون على مستوى عال من الإمكانات والمهارة.
ويرى المدرب المساعد لمنتخبنا أنّ لاعبي المنتخب المصري هم أكثر لاعبي الطائرة العربية تنفيذا لهذه المهارة لتوفر المقومات الخاصة ناهيك عن الخبرة الدولية العريضة التي حصلوا عليها جراء مشاركاتهم المتعددة في المسابقات الدولية ذات المستوى العالي يليهم المنتخب التونسي والجزائري بينما تأتي منتخبات البحرين والسعودية وقطر في مقدمة الدول الخليجية في تطبيق ذلك بنسب قليلة ومتفاوتة على حدّ قوله.
وعاد الكابتن يوسف خليفة إلى الوراء قائلا أنّ التركيب الآسيوي لازال حاضرا على مستوى منتخبات تايلاند والصين تايبيه واندونيسيا بينما تراجعت عنه نسبيا منتخبات اليابان والصين نظرا لتواجدهما في البطولات العالمية التي تتطلب منهم مسايرة المنتخبات الأخرى في أسلوب اللعب الحديث.
وأضاف ضمن السياق الفائت بأنّ المنتخبات والفرق بإمكانها الدمج بين الأسلوب الآسيوي والحديث ضمن خطوط محددة وفي حالات خاصة من حالات اللعب ويتوقف ذلك على حاجة الفريق وإمكاناته ومستوى الفريق المقابل مؤكدا على أنّ التركيب الآسيوي يحتاج إلى استقرار الكرة الأولى وصانع ألعاب متمكّن وبدونه لا يمكن أن يتحقق بخلاف التركيب في الطائرة الحديثة الذي يمكن التغلب على عدم استقرار الكرة.